ارتفاع الذهب والفضة وسط ترقب اجتماع الفيدرالي وتزايد طلب البنوك المركزية

تشهد أسعار الذهب والفضة ارتفاعًا الثلاثاء، مدعومة بعمليات تغطية مراكز بيع بعد بدء اجتماع لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية الذي يستمر يومين.

كما عززت تصريحات محافظ بنك اليابان كازو أويدا الطلب على المعادن النفيسة باعتبارها ملاذًا آمنًا، بعد أن أشار إلى أن وتيرة ارتفاع عائدات السندات اليابانية طويلة الأجل “سريعة إلى حد ما”، وأن البنك قد يزيد مشترياته من السندات في حالات استثنائية.

ضغط من الدولار والبيانات الأمريكية

رغم هذا الصعود، فإن مكاسب المعادن النفيسة تبقى محدودة اليوم نتيجة قوة الدولار. كما أن تقرير فرص العمل الأمريكية لشهر أكتوبر (JOLTS)، الذي جاء أفضل من المتوقع، دفع عوائد سندات الخزانة الأمريكية إلى الارتفاع، ما ضغط بدوره على أسعار الذهب والفضة.

دعم من توقعات الفيدرالي والملاذ الآمن

تحظى المعادن النفيسة بدعم أساسي من توقعات الأسواق بأن يقوم الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في ختام اجتماعه يومي الثلاثاء والأربعاء، حيث تُسعّر الأسواق احتمالية هذا الخفض بنسبة 95%.

 كما يزداد الطلب على الذهب والفضة كملاذ آمن في ظل حالة عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية الأمريكية والمخاطر الجيوسياسية في أوكرانيا والشرق الأوسط.

طلب قوي من البنوك المركزية

يواصل الطلب القوي من البنوك المركزية دعم أسعار الذهب، إذ أظهرت البيانات الأخيرة أن احتياطيات بنك الشعب الصيني (PBOC) من الذهب ارتفعت في نوفمبر بمقدار 30  ألف أونصة لتصل إلى 74.1  مليون أونصة، وهو الشهر الثالث عشر على التوالي الذي يعزز فيه البنك احتياطياته. كما أفاد مجلس الذهب العالمي بأن البنوك المركزية العالمية اشترت 220  طنًا متريًا من الذهب في الربع الثالث، بزيادة قدرها 28% مقارنة بالربع الثاني.

الفضة تحت ضغط المخزونات الصينية

تحظى الفضة بدعم إضافي نتيجة المخاوف بشأن انخفاض المخزونات الصينية، حيث تراجعت مخزونات الفضة في مستودعات بورصة شنغهاي للعقود المستقبلية في 21 نوفمبر إلى 519  ألف كيلوغرام، وهو أدنى مستوى في عشرة أعوام.

تأثير عمليات التصفية وضغوط الصناديق

منذ تسجيل المعادن النفيسة مستويات قياسية في منتصف أكتوبر، تعرضت الأسعار لضغوط بسبب عمليات التصفية الطويلة، حيث تراجعت حيازات صناديق المؤشرات (ETFs) بعد أن بلغت أعلى مستوى لها في ثلاث سنوات في 21 أكتوبر.

ومع ذلك، شهدت الفضة انتعاشًا في الطلب من الصناديق، إذ ارتفعت الحيازات الطويلة في صناديق الفضة إلى أعلى مستوى لها في 3.25 سنوات يوم الجمعة الماضي.

خلاصة تتأرجح أسعار الذهب والفضة بين ضغوط قوة الدولار والبيانات الاقتصادية الأمريكية، وبين الدعم المستمد من توقعات خفض الفائدة والطلب القوي من البنوك المركزية. وفي ظل المخاطر الجيوسياسية وتراجع المخزونات الصينية، تبقى المعادن النفيسة في موقع مهم كملاذ آمن واستثمار استراتيجي خلال المرحلة المقبلة.