الذهب يتراجع وسط ضغوط بيع وتدهور الطلب على الملاذ الآمن

شهدت أسعار الذهب انخفاضًا حادًا الثلاثاء بحوالي 56.5 دولار أو ما يعادل 1.41%، لتسجل أدنى مستوى لها في ثلاثة أسابيع.

ويأتي هذا التراجع نتيجة استمرار عمليات البيع المكثفة من قبل المستثمرين الذين كانوا يحتفظون بمراكز شراء طويلة، وذلك بعد موجة صعود قوية استمرت على مدار الشهرين الماضيين.

وتأثرت المعادن النفيسة بصفة عامة هذا الأسبوع بانخفاض الطلب على أصول الملاذ الآمن، وذلك بعد الإعلان عن اتفاق تجاري أولي بين الولايات المتحدة والصين خلال عطلة نهاية الأسبوع. هذا الاتفاق خفف من حدة التوترات التجارية بين البلدين، مما دفع المستثمرين إلى تقليص حيازاتهم من الذهب والفضة.

مع ذلك، لا تزال هناك عوامل دعم متوافرة في الأسواق للمعدن النفيس، إذ يستمر الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، والغموض المحيط بالرسوم الجمركية الأمريكية، والمخاطر الجيوسياسية، إلى جانب مشتريات البنوك المركزية، والضغوط السياسية على استقلالية الاحتياطي الفيدرالي.

كما أن البيانات الاقتصادية الأمريكية الأخيرة، التي جاءت أضعف من المتوقع، عززت التوقعات بأن الفيدرالي سيواصل خفض أسعار الفائدة، وهو ما يُعد عاملًا إيجابيًا عادةً لأسعار الذهب والفضة.

ضغوط من صناديق الاستثمار المتداولة

تواجه أسعار المعادن أيضًا ضغوطًا إضافية نتيجة خروج المستثمرين من صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs)، بالتزامن مع عمليات بيع واسعة النطاق.

وتراجعت حيازات الذهب في هذه الصناديق بنسبة 0.8% حتى يوم الجمعة الماضي، مقارنة بذروتها التي سجلتها يوم الثلاثاء السابق، والتي كانت الأعلى منذ ثلاث سنوات.

 كما انخفضت حيازات الفضة بنسبة 1.3% من أعلى مستوى لها في ثلاث سنوات وربع.

في المجمل، تعكس تحركات السوق الحالية حالة من التوازن بين العوامل الداعمة والمعاكسة، في ظل تقلبات سياسية واقتصادية مستمرة تؤثر على توجهات المستثمرين في سوق المعادن الثمينة.