اخترق الذهب المقاومة عند مستوى 4000 دولار للأونصة للمرة الأولى في تاريخه الأربعاء مدفوعًا بعدة عوامل. كما يأتي هذا الارتفاع نتائج اجتماع الفيدرالي التي يتمس المستثمرون في أسواق المال فيها إشارات إلى المسار المستقبلي للسياسة النقدية للفيدرالي.
ولا يقتصر الارتفاع على الذهب، إذ تتبعه المعادة الثمينة في مقدمتها الفضة في الاتجاه الصاعد في محاولة من قبل المستثمرين للاحتماء وراء أصول الملاذ الآمن.
جاء ذلك وسط دخول الإغلاق الجزئي للحكومة الفيدرالية في الولايات المتحدة أسبوعه الثاني، مما يعزز الطلب على هذه أصول الملاذ الآمنة بهدف التحوط ضد تقلبات السوق المحتملة وسط تزايد حالة انعدام اليقين السياسي والاقتصادي.
كما أسهمت الاضطرابات السياسية في فرنسا في زيادة الإقبال على المعادن الثمينة بعد استقالة رئيس الوزراء الفرنسي لوكورنو عقب إعلان الرئيس إيمانويل ماكرون تشكيل حكومة جديدة، الأمر الذي أثار مخاوف بشأن الاستقرار في ثاني أكبر اقتصاد بمنطقة اليورو.
وفي اليابان، عززت نتائج الانتخابات الأخيرة التي فازت فيها ساناي تاكايتشي بقيادة الحزب الحاكم التوقعات بمزيد من السياسات المالية والنقدية التوسعية، وهو ما دفع المستثمرين إلى البحث عن أدوات تحفظ القيمة مثل الذهب، خاصة مع اقتراب تاكايتشي من مقعد.
من جهة أخرى، يواصل بنك الصين الشعبية دعم أسعار الذهب من خلال زيادة احتياطاته، إذ أضاف في سبتمبر الماضي حوالي نحو 0.04 مليون أونصة من الذهب، في استمرار لمسلسل الشراء التي دخلت شهرها الحادي عشر على التوالي.
وتستمر المعادن الثمينة في تلقي الدعم من المخاوف المرتبطة بالرسوم الجمركية الأمريكية، والتوترات الجيوسياسية، والصراعات التجارية العالمية.
كما أن الهجمات السياسية التي يشنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على استقلالية الاحتياطي الفيدرالي، ومحاولته عزل الحاكمة ليزا كوك، تزيد من حالة عدم اليقين وتدفع المستثمرين نحو الذهب.
ويُضاف إلى ذلك الجدل حول ترشيح ستيفن ميران لمنصب في مجلس الاحتياطي الفيدرالي، رغم استمراره في منصبه داخل البيت الأبيض كمستشار اقتصادي، مما يزيد من الضبابية حول مستقبل السياسة النقدية الأمريكية.
وكان للبيانات الاقتصادية الأمريكية الضعيفة التي ظهرت في الفترة الأخيرة دورًا في تعزيز التوقعات باستمرار خفض الفائدة، وهو عامل إيجابي إضافي يدعم أسعار المعادن الثمينة. وتشير عقود المبادلة إلى وجود احتمال بنسبة 93% بأن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض معدل الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه المقبل يومي 28 و29 أكتوبر.
وارتفع الذهب إلى 4057 دولار للأونصة مقابل الإغلاق المسجل في الجلسة الماضية عند 3885 دولار للأونصة.
وهبط المعدن النفيس إلى أدنى مستوى له في يوم التداول الجاري عند 3884 دولار مقابل أعلى المستويات الذي سجل 4059 دولار.