يواصل الذهب الصعود منذ مستهل التعاملات الأمريكية الخميس رغم ارتفاع عائدات سندات الخزانة الأمريكية، وهو ما يرجح أن يكون نتيجة تراجع شهية المخاطرة في أسواق المال في صفة عامة بعد ظهور قراءات نمو سلبية في الولايات المتحدة.
واستفاد الذهب من القراءة السلبية للنمو الأمريكي والارتفاع في مؤشر أسعار الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة الذي أظهر ارتفاعًا كبيرًا، مما يلقي الضوء على استمرار الزيادة الضغوط التضخمية ويثير تكهنات بأن الفيدرالي قد يضطر إلى تأجيل خفض الفائدة لبعض الوقت.
ومن الطبيعي أن يؤدي الإبقاء على معدلات الفائدة مرتفعة أن يزداد خطر الركود على الاقتصاد، إذ تحجم الشركات عن الاقتراض بتكلفة مرتفعة، وهو ما يؤدي إلى توقف نموها المالي والحقيقي ويتعكس سلبًا على الاقتصاد.
وأدت بيانات النمو أيضًا إلى إلحاق أضرار بحركة سعر الدولار الأمريكي، وهو ما يصب في صالح المعدن النفيس نظرًا للعلاقة العكسية القائمة بينهما.
كما يقاوم الذهب بارتفاعه الحالي الهدوء النسبي في الشرق الأوسط وخلو المشهد من التوترات الجيوسياسية التي كانت وراء صعود المعدن النفيس إلى مستويات قياسية غير مسبوقة في الأسابيع القليلة الماضية.
وسجل مؤشر الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة هبوطًا إلى مستويات أدنى من توقعات السوق في الربع الأول من 2024، وهو ما جاء أيضًا أدنى من قراءة نفس الفترة من العام الماضي، مما يشير إلى تدهور في القراءة الفعلية. وسجل المؤشر هبوطًا إلى 1.6% مقابل القراءة المسجلة في الربع الأول من العام الماضي عند 3.4% وأدنى من التوقعات التي أشارت إلى هبوط أقل حدة إلى 2.5%.
وارتفعت العقود الفورية للذهب إلى 2332 دولار للأونصة مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 2315 دولار للأونصة. وهبط المعدن النفيس إلى أدنى مستوى له في جلسة الخمس عند 2305 دولار مقابل أعلى المستويات الذي سجل 2344 دولار.