نور تريندز أخبار وتحليل فني وأدوات تعليمية وتوصيات
حقق الذهب ارتفاعًا إلى أعلى المستويات في أسبوعين نظرًا لتوافر عدة عوامل تكاتفت من أجل تحقيق هذه المكاسب على مدار يوم التداول الأربعاء، وهو الارتفاع الذي تحدى قوة الدولار الأمريكي الذي استفاد من تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة شركائها التجاريين.
واستفاد الذهب من تدهور شهية المخاطرة في أسواق المال بعد أن أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الأربعاء فرض تعريفة جمركية مضادة على الواردات الأوروبية من الولايات المتحدة في إطار التصعيد ضد التعريفة الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب في وقتٍ سابقٍ على جميع الواردات الأمريكية من الصلب والألومنيوم بنسبة 25%.
كما ركزت التعريفة الجمركية الأوروبية على المنتجات التصنيعية والزراعية، والتي يتم البدء في العمل بها في الأول من إبريل الجاري. وقالت فون دير لاين إن الإجراءات التجارية الجديدة تستهدف الولايات الأمريكية ذات التمثيل الجمهوري في الكونجرس الأمريكي.
كما استفاد المعدن النفيس من بيانات التضخم الأمريكية التي – رغم استمرار ارتفاع أسعار المستهلك في الولايات المتحدة – جاءت بأرقام دون توقعات الأسواق لنمو الأسعار، وهو ما أدى إلى إثارة تكهنات بإقبال البنك المركزي على المزيد من خفض الفائدة.
وسجل مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي ارتفاعًا بواقع 0.2% و2.8% في فبراير الماضي، وهو ما جاء أدنى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 0.3% و2.9%، وفقًا للقراءتين الشهرية والسنوية على الترتيب.
وألقت القراءات التي تستثني أسعار الغذاء والطاقة الضوء على ارتفاع أدنى من التوقعات أيضًا بـ0.2% و3.1% مقابل التوقعات التي أشارت إلى 0.3% و3.2%، وفقًا للقراءة الشهرية والسنوية على الترتيب.
3 أسباب وراء ارتفاع الذهب
تمكنت العقود الآجلة للذهب من اختراق مستوى 2930 دولار للأونصة، مقتربًا من المقاومة التالية عند 2950 دولار للأونصة في ختام تعاملات الأربعاء. وجاء هذا الصعود نتيجة لظهور بيانات التضخم التي ألقت الضوء على ارتفاع دون المتوقع في أسعار المستهلك الأمريكي علاوة على الاستفادة التي تحققت للمعدن النفيس من استمرار تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين.
كما تستمر البنوك المركزية في عمليات شراء مكثف للذهب، مما يسهم في زيادة زخم الصعود الذي يتمتع به المعدن الأصفر. وتحققت مكاسب لعقود الذهب بواقع 0.7% على مدار جلسة الأربعاء رغم القوة التي تمتع بها الدولار الأمريكي وعائدات سندات الخزانة الأمريكية بسبب بيانات تضخم أسعار المستهلك التي سجلت مستويات أدنى من التوقعات التي سادت الأسواق في الفترة الأخيرة.
وأسهمت البيانات الاقتصادية التي ظهرت أثناء جلسة الأربعاء في دعم الذهب في الاتجاه الصاعد بعد أن عززت توقعات بإمكانية أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الفائدة في 2025. رغم ذلك، لا يزال جيروم باول، رئيس اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، وأعضاء في اللجنة يؤكدون أن قراءات التضخم لشهر واحد فقط لا تكفي لاتخاذ القرار بأي تحريك لمعدل الفائدة.
رغم ذلك، تحدى المعدن النفيس ارتفاع الدولار الأمريكي وعائدات سندات الخزانة الأمريكية، إذ تربطه بها علاقة عكسية تتضمن السير في اتجاهات مضادة لبعضها البعض، وهو ما اعتمد فيه على البيانات الاقتصادية التي ألقت الضوء على ارتفاع أقل من التوقعات في نمو الأسعار في الولايات المتحدة، مما أسهم في تعزيز التوقعات بخفض الفائدة.
وسجل مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي ارتفاعًا بواقع 0.2% و2.8% في فبراير الماضي، وهو ما جاء أدنى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 0.3% و2.9%، وفقًا للقراءتين الشهرية والسنوية على الترتيب.
وألقت القراءات التي تستثني أسعار الغذاء والطاقة الضوء على ارتفاع أدنى من التوقعات أيضًا بـ0.2% و3.1% مقابل التوقعات التي أشارت إلى 0.3% و3.2%، وفقًا للقراءة الشهرية والسنوية على الترتيب.
الحرب التجارية
أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الأربعاء فرض تعريفة جمركية مضادة على الواردات الأوروبية من الولايات المتحدة في إطار التصعيد ضد التعريفة الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب في وقتٍ سابقٍ على جميع الواردات الأمريكية من الصلب والألومنيوم بنسبة 25%.
كما ركزت التعريفة الجمركية الأوروبية على المنتجات التصنيعية والزراعية، والتي يتم البدء في العمل بها في الأول من إبريل الجاري. وقالت فون دير لاين إن الإجراءات التجارية الجديدة تستهدف الولايات الأمريكية ذات التمثيل الجمهوري في الكونجرس الأمريكي.
وتغطي التعريفة الأوروبية واردات أوروبية من الولايات المتحدة بقيمة 28 مليار دولار، وهو ما يأتي ردًا على إعادة ترامب العمل بالتعريفة الجمركية على واردات بلاده من الصلب والألومنيوم الأوروبي في 2018.
كما تضمنت قرارات ترامب رفع التعريفة الجمركية على الألومنيوم من 10% إلى 25% مع وقف العمل ببعض الاستثناءات من هذا الإجراءات علاوة على التوسع في تحصيل الرسوم الجمركية لتشمل المنتجات المصنعة من الألومنيوم مثل أواني الطهي، وإطارات النوافذ، والميكنة، والمعدات الرياضية.
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأربعاء إنه سوف يرد على التعريفة الجمركية المضادة التي اتخذ الاتحاد الأوروبي القرار بشأنها ضد بلاده، مؤكدًا أن “المرونة على صعيد التعريفة الجمركية سوف تكون محدودة جدًا مجرد البدء في فرضها”.
وأضاف: “لا يزال هناك عجز هائل، وينبغي أن نقضي عليه”، في إشارة إلى العجز التجاري بين الولايات المتحدة وغيرها من دول الاقتصادات الرئيسية. وشدد على أن “الثاني من إبريل سوف يكون يومًا بالغ الأهمية”.
وتابع: “يمكننا الضغط على روسيا، لكن لا أتمنى أن نحتاج إلى ذلك. فهناك الكثير من الأمور المالية التي يمكن أن تلحق ضررًا بالغًا بروسيا”.
وأشار إلى أن “كندا تعتبر إحدى أكثر الدول تضررًا من التعريفة الجمركية”، مؤكدًا أن “الاتحاد الأوروبي لا يأخذ منتجاتنا الزراعية لا سياراتنا”.
وشدد على أن الولايات المتحدة قد تفرض تعريفة جمركية على السيارات الأوروبية.
البنوك المركزية
أشارت تقارير إلى أن البنوك المركزية حول العالم تكثف مشترياتها من الذهب في الوقت الراهن. وكشف مجلس الذهب العالمي عن شراء بنك الصين الشعبية وبنك بولندا الوطني نفذا شراء 10 و29 طنًا من الذهب على الترتيب لتُضاف إلى الاحتياطيات الاستراتيجية لدى الدولتين.
وارتفعت احتياطيات الصين من الذهب في نهاية يناير الماضي إلى 73.45 مليون أونصة مقابل المستويات المسجلة نهاية الشهر السابق عند 73.61 مليون أونصة، مما يلقي الضوء على استمرار البنك المركزي الصيني في الشراء على مدار أربعة أشهر على التوالي.
وتُقدر احتياطيات الذهب في الصين بـ208.64 مليار دولار، وفقًا لحسابات الشهر الماضي مقابل الاحتياطيات المسجلة الشهر السابق عند 206.53 مليار دولار، وفقًا للبيانات الصادرة عن بنك الصين الشعبية.
واشترت البنوك المركزية، التي تعتبر من أهم مشتريي الذهب، حوالي 1000 طن متري من الذهب في 2024، ويتوقع أن تستمر تلك المؤسسات في الشراء على مدار هذا العام، وفقًا لمجلس الذهب العالمي.
