نور تريندز / مستجدات أسواق / أسواق السلع Noor Trends / هل أصبحت التوترات الجيوسياسية المؤثر الأقوى في أسعار النفط؟
التوترات الجيوسياسية

هل أصبحت التوترات الجيوسياسية المؤثر الأقوى في أسعار النفط؟

بدأت العقود الآجلة للنفط رحلة هبوط الجمعة بعد تصريحات لوزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو عن موقف بلاده من العقوبات المفروضة على روسيا، وهي التصريحات التي أدلى بها في محادثات عبر الهاتف مع عدد من زعماء أوروبا بعد الاجتماعات التي جمعت واشنطن وموسكو على طاولة مفاوضات في الرياض للتباحث في سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا. وعلى الأرجح جاء تراجع حدة التوترات الجيوسياسية في مقدمة العوامل المؤثرة في أسعار النفط العالمية في الفترة الأخيرة.

وأكد روبيو لمسؤولين من المملكة المتحدة، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا بأنه لا يمكن فرض أي اتفاق سلام على أوكرانيا وأن العقوبات على روسيا لن تُرفع في وقتٍ قريبٍ، وفقا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز التي حصلت على ملخص للمحادثات عبر الهاتف.

وفتحت هذه التصريحات الباب أمام تكهنات برفع العقوبات المفروضة على صادات النفط الروسي حال إحراز المزيد من التقدم في المحادثات في إطار مساعي لتسوية الصراع في أوكرانيا التي تجري على قدم وساق في الأيام القليلة الماضية.

وألقت تصريحات روبيو الضوء، جنبًا إلى جنب مع التحذيرات التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لنظيره الأوكراني فولودومير زيلينسكي من إمكانية أن يفقد بلاده حال عدم التوصل إلى اتفاق سلام مع موسكو بسرعة، على حرص الولايات المتحدة على إنهاء الحرب في شرق أوروبا في وقتٍ قريب، وهو ما يترتب عليه رفع العقوبات عن روسيا وزيادة المعروض العالمي من النفط بعد السماح بزيادة صادرات النفط الروسي ومن ثم تتراجع الأسعار مرة ثانية.

يتراجع النفط في الفترة الأخيرة بسبب تراجع حدة التوترات الجيوسياسية – المصدر: tradingeconomics

توترات الشرق الأوسط

من جهة أخرى، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمعة إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليس “مترددًا” حيال الاستمرار في الحرب على غزة، معلنًا دعمه لأي خيار تتخذه إسرائيل فيما يتعلق بالاستمرار في الحرب أو البدء في مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار المبرم مع حماس.

ورغم ما يبدو من ظاهر هذه التصريحات، كان بين السطور في كلمات ترامب مع يشير ضمنًا إلى أن نتنياهو قد يكون “غاضبًا” بعد تسليم حماس جثامين أطفال إسرائيليين في إطار صفقة تبادل الأسرى والرهائن، إذ قال ترامب: “إنه (نتنياهو) غاضب بالتأكيد، وينبغي أن يكون كذلك. لأنه لو لم يكن غاضبًا لكان هناك خطأ ما”.

جاءت هذه التصريحات على خلفية استلام إسرائيل جثامين أطفال كانوا رهائن لدى حماس، لكنها حملت بين طياتها إشارات إلى أن غضب نتنياهو قد يكون مؤقتًا وأن الجانبين قد يواصلان التقدم في مفاوضات المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار التي تبدأ الأسبوع المقبل.

وتجدر الإشارة إلى أن أي تقدم على صعيد هذه المفاوضات من شأنه أن يعمل ضد مصلحة الأسعار العالمية للنفط نظرًا لأن إقرار السلام في المنطقة قد يزيل أي تهديد لمسارات خروج النفط من الشرق الأوسط – خاصة دول الخليج وإيران – مما يزيد من المعروض العالمي وينعكس سلبًا على الأسعار.

يستفيد النفط كثيرًا من تصاعد مخاوف التوترات الجيوسياسية، خاصة في الشرق الأوسط – أسعار النفط في أواخر 2024 – المصد: إدارة معلومات الطاقة الأمريكية

المخزونات الأمريكية

في نفس الوقت، هناك عوامل سلبية أخرى قد تواجه النفط في الفترة المقبلة تتعلق بالمخزونات الأمريكية التي أرسلت مؤشرات إلى زيادة محتملة قد تستمر على مدار الفترة المقبلة. وتلقي زيادة مخزونات النفط الأمريكية الضوء على تراجع في الطلب العالمي لدى أكبر اقتصادات العالم، وهو ما يؤدي إلى تراجع في الأسعار أيضًا.

وارتفعت مخزونات النفط الأمريكية في الأسبوع المنتهي في 14 فبراير الجاري 4.860 مليون برميل مقابل القراءة المسجلة الأسبوع السابق عند 4.070 مليون برميل، وهو ما الارتفاع الذي فاق توقعات الأسواق التي أشارت إلى ارتفاع 3.00 مليون برميل.

لكن مخزونات الجازولين تراجعت 151000 برميل، وهو ما فاق التوقعات التي أشارت إلى هبوط بواقع 6000 برميل. مع ذلك، تستمر مخزونات الجازولين في المنطقة السالبة.

مخزونات النفط الأمريكية أوائل 2025 – المصدر: إدارة معلومات الطاقة الأمريكية

كما تراجعت مخزونات مشتقات النفط في الولايات المتحدة 2.051 مليون برميل، وهو أدنى من توقعات السوق التي أشارت إلى هبوط 1.63 مليون برميل. وتراجعت مخزونات مستودعات كاشنج الأمريكية 1.472 مليون برميل مقابل التوقعات التي أشارت إلى ارتفاع 872000 برميل.

وألقت تفاصيل تقرير المخزونات الأمريكية الضوء على ارتفاع مخزونات النفط الخام مقابل تراجع في جميع المكونات الأخرى للمخزونات، وهو ما يشير إلى استمرار زيادة الطلب على الوقود ومشتقات ومنتجات النفط في الولايات المتحدة، وبالتالي يصب في صالح الأسعار العالمية للنفط.

كما أثارت تصريحات أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مخاوف في الأسواق عقب إعلانه الاستياء من الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي وسط الجهود التي بدأتها واشنطن سعيًا إلى التوصل إلى اتفاق سلام ينهي الحرب في أوكرانيا. واستفاد النفط من المخاوف التي تصاعدت حيال التوترات الجيوسياسية في شرق أوروبا، لكن استمرار المفاوضات التي تستهدف تسوية الصراع في أوكرانيا يُعد من العوامل السلبية للأسعار العالمية للنفط.

تحقق أيضا

الذهب

الذهب مستقر في الاتجاه الصاعد بعد تحقيق ارتفاع تاريخي غير مسبوق

حقق الذهب ارتفاعًا غير مسبوق في تاريخه الخميس بدفعة من عدة عوامل تضمنت تصريحات من …