شهدت الأسهم الأمريكية ضغوطًا ملحوظة الخميس، إذ تراجعت مؤشرات الأسهم الرئيسية بفعل ارتفاع عائدات سندات الخزانة، وذلك بعد صدور بيانات اقتصادية قوية عززت من توقعات استمرار السياسة النقدية التشديدية من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
وجاءت البيانات الاقتصادية الخميس لتظهر أداءً قويًا للاقتصاد الأمريكي، مما دفع المستثمرين إلى إعادة تقييم توقعاتهم بشأن أسعار الفائدة.
وارتفعت طلبات السلع المعمرة لشهر أغسطس الماضي بنسبة 0.2%، متجاوزة التوقعات التي كانت تشير إلى انخفاض بنسبة 0.4%.
كما روجعت بيانات الشهر السابق لنفس المؤشر إلى أعلى، مما يعكس استمرار الزخم في قطاع التصنيع رغم ارتفاع تكاليف الاقتراض.
وعزز هذا الأداء القوي من احتمالات أن يبقي الفيدرالي على الفائدة دون تغيير لفترة أطول، مما أدى إلى ارتفاع عائدات سندات الخزانة لأجل عشر سنوات إلى 4.65%، وهو أعلى مستوى منذ عام 2007.
ويجعل ارتفاع العائدات السندات أكثر جاذبية للمستثمرين مقارنة بالأسهم، ويزيد من تكلفة التمويل للشركات، مما يضغط على تقييمات الأسهم.
في هذا السياق، تراجع مؤشر ستاندرد آند بورس 500 بنسبة 0.6%، بينما انخفض مؤشر ناسداك100 المركب للصناعات التكنولوجية الثقيلة بنسبة 0.8%، متأثرًا بشكل خاص بأسهم التكنولوجيا التي تتأثر سلبًا بارتفاع الفائدة.
أما مؤشر داو جونز الصناعي فقد سجل تراجعًا طفيفًا بنسبة 0.3%.
وتترقب الآن تصريحات مسؤولي الفيدرالي خلال الأيام المقبلة، بالإضافة إلى بيانات الإنفاق الشخصي ومؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي (PCE)، الذي يُعد المقياس المفضل للفيدرالي لمراقبة التضخم.
ومن المرجح أن تكون هذه البيانات حاسمة في تحديد ما إذا كان البنك المركزي سيواصل تشديده الكمي أم يخفف تدريجيًا.
في ظل هذه المعطيات، يبقى المستثمرون في حالة ترقب، حيث يحاولون الموازنة بين قوة الاقتصاد من جهة، والمخاطر المرتبطة بارتفاع الفائدة من جهة أخرى.