أعلنت شركة إنفيديا، الرائدة عالميًا في صناعة الشرائح الإلكترونية، عن نيتها استثمار ما يصل إلى 100 مليار دولار من أسهم شركة OpenAI، المطورة لتطبيق تشات جي بي تي”ChatGPT”، مقابل حصة كبيرة في الشركة.
تأتي هذه الخطوة ضمن شراكة استراتيجية تهدف إلى بناء مراكز بيانات ضخمة مخصصة للذكاء الاصطناعي، في واحدة من أكبر الصفقات في تاريخ القطاع الخاص.
وتخطط OpenAI لشراء ملايين من معالجات الذكاء الاصطناعي من إن فيديا ضمن اتفاقية تهدف إلى نشر قدرة كمبيوترية تصل إلى 10 جيجاواط، أي ما يعادل إنتاج عشرة مفاعلات نووية.
وحال اكتمال هذه الصفقة، من المتوقع أن يكون ذلك أكبر استثمار على الإطلاق في شركة خاصة، مما يعكس القوة المالية الهائلة للشركة التي تُقدر قيمتها السوقية بـ4.5 تريليون دولار.
وتضمن هذه الصفقة بقاء إن فيديا في قلب منتجات OpenAI لسنوات مقبلة، وقد تحقق إيرادات بمئات المليارات من الدولارات. وكانت عناوين الأخبار عن هذه الصفقة وراء ارتفاع أسهم إن فيديا بواقع 4.00% رغم عدم الإعلان عن المزيد من التفاصيل وعدم تحديد جدول زمني للصفقة.
وقال سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـOpenAI، إن البنية التحتية للكمبيوتر ستكون أساس اقتصاد المستقبل، مؤكدًا أن ما يتم بناؤه مع إن فيديا سوف يسهم في تحقيق تقدم بخطى واسعة في قطاع الذكاء الاصطناعي وتمكين الأفراد والشركات على نطاق واسع.
ومن جانبه، وصف جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لإن فيديا، الشراكة بأنها “الخطوة التالية الكبرى” في عالم الذكاء الاصطناعي.
ومن المتوقع أن يُنفذ هذا الاستثمار تدريجيًا، إذ تبدأ إن فيديا بضخ أول عشرة مليارات دولار عند نشر أول جيجاواط من القدرة الكمبيوترية.
ووفقًا لتقييم OpenAI الحالي البالغ 500 مليار دولار، ستحصل إن فيديا على نحو 2.00% من أسهم الشركة في المرحلة الأولى، على أن تُنفذ الاستثمارات اللاحقة وفقًا للتقييم المستقبلي.
ومن المتوقع أن تنفق OpenAI أكثر من 100 مليار دولار على شراء شرائح إن فيديا، وقد يتم تمويل جزء من هذا الإنفاق من خلال استثمار إن فيديا نفسه، بينما يُغطى الباقي من خلال النمو في الإيرادات واستثمارات أخرى.
تأتي هذه الصفقة ضمن سلسلة من الاتفاقيات الضخمة التي أبرمتها OpenAI في الفترة الأخيرة، والتي تتضمن اتفاقية مع أوراكل لشراء قدرة كمبيوترية بقيمة 300 مليار دولار على مدى خمس سنوات، وخطة لإنتاج شرائح إلكترونية مخصصة لمنتجات الذكاء الاصطناعي خاصة بها بالتعاون مع شركة برودكوم.
كما تجري الشركة مفاوضات مع ميكروسوفت، المستثمر الأول فيها، بشأن إعادة هيكلة تسمح للمستثمرين بامتلاك حصص مباشرة.
ولم يُعلن بعد عن جميع مشروعات البنية التحتية البالغة 10 جيجاواط ضمن هذه الصفقة، والتي من المقرر من تحتاج إلى ما بين 4 إلى 5 ملايين من الشرائح الإلكترونية التي تنتجها إن فيديا، معظمها سيُنفذ داخل الولايات المتحدة. وتُقدّر إن فيديا أن تكلفة إنشاء هذه البنية التحتية قد تصل إلى 400 مليار دولار، تشمل الشرائح والأراضي والمرافق.
ومن المقرر أن تبدأ المرحلة الأولى من المشروع في النصف الثاني من عام 2026، باستخدام نظام الشرائح الجديد “Vera Rubin”، بدلًا من التكنولوجيا الحالية المعروفة باسم “Blackwell.
وإذا اكتمل الاستثمار بالكامل، فسيعادل تقريبًا التدفق النقدي الحر المتوقع لإن فيديا خلال العام المالي الحالي.
ويُعد هذا الاستثمار أكبر من أي صفقة استحواذ سابقة في قطاع التكنولوجيا، متجاوزًا صفقة ميكروسوفت لشراء أكتيفشن وبليزارد بقيمة 75 مليار دولار، وصفقةبرودكوم لشراء في إم وير مقابل69 مليار دولار.
وتعكس هذه الصفقة كيف أن إن فيديا تعزز سيطرتها على منظومة الذكاء الاصطناعي، وتثبت أنها المُمكّن الأساسي لهذا القطاع.