ظهرت مخاوف حيال بداية مرحلة من المنافسة الشرسة بين الشركات الغربية (في وادي السيليكون في الولايات المتحدة ومنطقة اليورو) من جهة وبين الصين في قطاع الذكاء الاصطناعي.
وجاءت هذه المخاوف نتيجة طرح شركة صينية صغيرة، أُسست منذ فترة قصيرة، تطبيق “مساعد ذكاء اصطناعي” (Chatbot) يضاهي في إمكانياته التطبيقات التي تنتجها شركات مثل Open AI و Meta Platforms، لكن بتكلفة أقل بكثير جدًا من تكلفة التطبيقات الغربية مثل Chat GPT.
وقد أذهلت شركة DeepSeek المستثمرين بتكلفة تطوير تطبيقها للذكاء الاصطناعي المنخفضة للغاية، والتي قالت إنها 6 مليون دولار تقريبًا. وعلى النقيض. وكان هذا الرقم مثارًا للدهشة، خاصة أنه يأتي بعد إعلان شركات أمريكية كبرى مثل OpenAI وجوجل وغيرها للاستثمار بما يقرب من تريليون دولار في تقنيات الذكاء الاصطناعي خلال السنوات المقبلة، وفقًا لتوقعات مجموهة جولدمان ساكس.
كما أعلنت شركة أوراكل أنها بصدد إطلاق مبادرة بقيمة 100 مليار دولار لتطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع شركتي OpenAI وٍSoftBank.
وأثار إطلاق سهمDeepSeek اضطرابًا في حركة سعر أسهم شركات رائدة في قطاع الذكاء الاصطناعي مثل “إن فيديا”، من أهم صناع الشرائح الإلكترونية المستخدمة في تطوير منتجات الذكاء الاصطناعي، والشركة الهولندية ASML، المتخصصة في هذه الصناعة أيضًا. كما أثارت لتقنية التي قدمتها الشركة الصينية، التي بدأت عملها منذ فترة قصيرة، تساؤلات حول ما إذا كان الطلب على رقائق Nvidia قد يتأثر، علاوة على ما إذا كان المستثمرون يبالغون في تقييم أسهم التكنولوجيا التي ارتفعت بفضل مستقبليات الذكاء الاصطناعي.
إن فيديا
فقدت شركة إن فيديا العملاقة حوالي 17.00% قيمتها السوقية الاثنين بعد احتلال الشركة الصينية الصغيرة DeepSeek العناوين الرئيسية بعد طرحها تطبيق ذكاء اصطناعي متطور يضاهي في إمكانياته منتجات الذكاء الاصطناعي الأوروبية والأمريكية، لكن تكلفته أقل بكثير جدًا مقارنة بتكلفة تلك التطبيقات الغربية.
وأطلقت الشركة الصينية هذا التطبيق، الذي تبلغ تكلفته تكلفة جزء صغير جدًا من التطبيقات المماثلة التي تطورها شركات في الولايات المتحدة وأوروبا، الأسبوع الماضي، لكنه أصبح الأكثر تنزيلًا من المتاجر الإلكترونية مثل Apple App Store وGoogle Play ليكون التطبيق الإلكتروني المجاني الأكثر طلبًا في الوقت الراهن.
ولم يقتصر الهبوط على أسهم إن فيديا، بل تراجعت إلى حدٍ كبيرٍ أيضًا أسهم شركات ميكروسوفت وجوجل عقب الارتفاع المفاجئ لشركة DeepSeeker. وأعلنت الشركة الصينية أنها سوف تضع قيودًا على تنزيل التطبيق مؤقتًا بسبب “الهجمات الإلكترونية التي تتعرض لها برمجياتها على نطاق واسع”.
وارتفع داو جونز الصناعي إلى 44570 نقطة بعد أن أضاف حوالي 150 نقطة أو 0.9%. لكن ستاندردز آند بورس500 تراجع إلى 5996 نقطة بعد خسائر بحوالي 105 نقطة أو 1.8%. وهبط ناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة أيضًا إلى 19320 نقطة بعد أن فقد حوالي 638 نقطة أو 3.2%.
وحتى يتمكن المطور الصيني من الاستمرار في العمل دون الاعتماد على إمدادات ثابتة من الشرائح الإلكترونية المتقدمة المستوردة، تعمل الشركة الصينية للذكاء الاصطناعي مع غيرها من الشركات الصينية وتتبادل معها الخبرات وتجربة أساليب جديدة لتطوير هذه التكنولوجيا.
وبعد إطلاق تطبيق DeepSeek-R1 في وقت سابق من هذا الشهر، قالت الشركة إن أدائه “يقارن بأحد أحدث نماذجOpenAI” عند استخدامه في مهام مثل الرياضيات، والبرمجة، والاستدلال في اللغة الطبيعية.
ويتوافر تطبيق الذكاء الاصطناعي الخاص بالشركة الصينية على متجر تطبيقات آبل وعلى موقعها الإلكتروني. ويقدم التطبيق الخدمة مجانًا. ومنذ صباح اليوم الأول من أسبوع التداول الجديد، كان التطبيق الصيني هو الأكثر تحميلًا من على متجر أبل، رغم أن بعض المستخدمين واجهوا صعوبات في التسجيل.
وحذرت مجموعة سيتي جروب المالية من أن DeepSeek قد تتمكن من زعزعة مكانة شركات أمريكية ثبتت أقدامها منذ وقت طويل في مجال الذكاء الاصطناعي مثل OpenAI.
وبينما يرى كثيرون أن الشركة الصينية قد تزلزل عرش الذكاء الاصطناعي في الغرب، يرى آخرون أن ما حدث من رد فعل في أسواق الأسهم الأمريكية كان مبالغًا فيه، مبررين ذلك بأن الزيادة الكبيرة في الطلب على منتجات الذكاء الاصطناعي من شأنه أن يعمل لصالح جميع الشركات المتنافسة فيه.
ورغم الخسارة التي تكبدتها إن فيديا، أشادت الشركة العملاقة للشرائح الإلكترونية بتطبيق DeepSeek في تصريحات أدلت بها لشبكة سي بي إس الإخبارية، قائلة: “يُعد هذا التطبيق تقدم في مجال الذكاء الاصطناعي”.