إضافة إلى حالة ترقب قرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي، كانت هناك عوامل أخرى انضمت إليها في التأثير سلبا على أصول المخاطرة، أبرزها أسواق الأسهم الأمريكية.
وكانت أبرز هذه العوامل هي التراجع في أداء قطاع التصنيع الأمريكي وإنفاق المستهلك في الولايات المتحدة الذي عكسته البيانات الأمريكية الصادرة الثلاثاء لتضيف إلى الصورة القاتمة للأسواق التي دفعت الكثير من المستثمرين إلى التخلي عن الأسهم واللجوء إلى بدائل أقل مخاطرة مثل سندات الخزانة الأمريكية.
وأصدرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بيانا مشتركا الثلاثاء عكس حجم المخاوف ما لدى القوتين الدوليتين حيال ممارساة روسيا والصين في الفترة الأخيرة.
البيانات الاقتصادية
تراجعت مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة بواقع 1.3-% في مايو الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 0.9%، وهو ما جاء أضعف من التوقعات التي أشارت إلى 0.8-%.
وسجلت قراءة مؤشر إمباير ستايت أو نيويورك التصنيعي هبوطًا إلى 17.4 نقطة في يونيو الجاري مقابل القراءة السابقة التي ألقت الضوء على تحسن المؤشر إلى 24.3 نقطة.
وكانت تلك البيانات السلبية من أهم العوامل التي أسهمت إلى حدٍ كبيرٍ في هبوط الأسهم الأمريكية لصالح سندات الخزانة الأمريكية وبعض أصول الملاذ الآمن.
وأنهت الأسهم الأمريكية تعاملات الثلاثاء في الاتجاه الهابط بسبب ترقب قرارات الفيدرالي الأربعاء المقبل علاوة على مبيعات التجزئة التي ظهرو الثلاثاء لتضيف إلى السلبية التي تسيطر على معنويات الأسواق.
وتراجع مؤشر داو جونز الصناعي إلى 34260 نقطة بعد التنازل عن أكثر من 134 نقطة أو 0.4% مقابل الإغلاق المسجل في الجلسة الماضية.
كما هبط مؤشر S&P500 إلى 4244 نقطة بعد أن فقد حوالي عشر نقاط أو 0.3% مقابل الإغلاق الماضي.
وهبط مؤشر ناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة إلى 14078 بخسائر بلغت حوالي 95 نقطة أو 0.7%.
الدولار الأمريكي
يظل الدولار الأمريكي حائرا منذ مستهل تعاملات الثلاثاء عقب انعدام قدرته على تحديد اتجاه واضح عقب سيطرة حالة السلبية على الأسواق بعد ظهور بيانات أمريكية ألقت الضوء على ضعف إنفاق المستهلك وأداء قطاع التصنيع في الولايات المتحدة.
ولم يحقق مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية، أي تغيير يُذكر مقارنة بإغلاق الاثنين الماضي، متوقفًا بالقرب من منطقة 90.50. وسجل المؤشر أعلى مستوى له على مدار يوم التداول الجار عند 90.68 نقطة مقابل أدنى المستويات الذي سجل 90.35 نقطة. وتراجعت مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة بواقع 1.3-% في مايو الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 0.9%، وهو ما جاء أضعف من التوقعات التي أشارت إلى 0.8-%.
ويرجع عجز الدولار الأمريكي عن استغلال البيانات السلبية التي ظهرت اليوم في تحقيق ارتفاع كبير إلى ترقب اجتماع الفيدرالي الذي ينتهي الأربعاء المقبل وسط توقعات من قبل المستثمرين بأن التحسن في البيانات قد يدفع البنك المركزي إلى بدء مناقشة رفع الفائدة وتقليل مشتريات الأصول بينما يؤدي تدهور البيانات إلى تثبيت الأوضاع النقدية.
بيان مشترك
أصدرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بيانا مشتركا ركزت الأسواق على الجزء السلبي منه الثلاثاء، والذي ركز على أن الجانبين لديهما مخاوف حيال ممارسات تقوم بها روسيا والصين في الفترة الأخيرة.
وتعهدت واشنطن والاتحاد الأوروبي بتعاون مستمر على صعيد قطاعي صناعة الصلب والألومنيوم من أجل التعامل مع مشكلة القدرات الإنتاجية المفرطة.
وأعرب الجانبان عن بالغ قلقهما حيال “الموقف في بحر الصين الشرقي والجنوبي”، معارضين بشدة أية محاولة أحادية الجانب لتغيير الموقف الراهن في المنطقة وسط تصاعد التوترات هناك.
كما أعلنا عزمها تعزيز التعاون فيما بينهما فيما يتعلق باستخدام العقوبات في تحقيق الأهداف الأمنية للسياسة الخارجية الأمريكية والأوروبية.
وأكدا أيضا أنهما على استعداد للرد بكل حزم على السلوك الروسي المتكرر، مع إدانة الإجراءات الروسية المستمرة التي تقوض سيادة ووحدة أراضي أوكرانيا وجورجيا.
وبإضافة ترقب قرارات الفيدرالي إلى البيانات السلبية والمخاوف الأمريكية الأوروبية حيال الممارسات الروسية والصينية في الفتيرة الأخيرة، كانت هذه التوليفة من السلبيات كافية للدفع بالمستثمرين في أسواق المال العالمية إلى شراء مكثف لسندات الخزانة الأمريكية.
وتسببت حالة من القلق في الإقبال على شراء سندات الخزانة الأمريكية، مما أدى إلى ارتفاع قيمتها ومن ثم تراجع العائدات عليها في نهاية جلسة الثلاثاء.
وتراجعت العائدات على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى 1.497% مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 1.498%، مما يشير إلى نطاق ضيق للغاية تسير فيه العائدات على هذه السندات المعيارية بسبب حالة التوتر الناتجة عن ترقب قرارات الفيدرالي الأربعاء المقبل التي تسيطر على الأسواق.
كما زاد من السلبية التي تسيطر على الأسواق دفعة من البيانات السلبية التي ألقت الضوء على تدهور في قطاع التصنيع وإنفاق المستهلك في الولايات المتحدة.
وارتفعت عائدات السندات الأمريكية المعيارية إلى أعلى مستوى لها على مدار يوم التداول المنقضي الثلاثاء عند 1.516 % مقابل أدنى المستويات الذي سجل 1.480%.
وهناك علاقة عكسية بين قيمة سندات الخزانة الأمريكية والعائدات عليها، مما جعل العائدات تتراجع مع عمليات شراء مكثفة تشهدها هذه الأوراق المالية.