نور تريندز أخبار وتحليل فني وأدوات تعليمية وتوصيات
تواصل الأسعار العالمية للنفط الصعود بدفعة من تحسن شهية المخاطرة والمخاوف حيال إمكانية تراجع المعروض العالمي بسبب الضغط الأمريكي في اتجاه وضع حد أقصى لسعر النفط الروسي وما استجد من تطورات في هذا الشأن. كما استفادت الأسعار العالمية للنفط من تراجع مخزونات النفط الأمريكية، وفقا للبيانات الصادرة عن جهات خاصة .
وتواصل شهية المخاطرة في أسواق المال العالمية التحسن منذ نهاية الأسبوع الماضي بعد ظهور دفعات من البيانات الأمريكية الإيجابية، خاصة على صعيد إنفاق وثقة المستهلك في الولايات المتحدة علاوة على بيانات الإسكان التي جاءت بتدهور محدود مقارنة بالتوقعات.
كما ظهرت دفعات من تقارير الأرباح الإيجابية، التي جاء في مقدمتها تقارير أشارت إلى تحسن في الأداء المالي لشركات ومجموعات الأعمال في القطاع المالي، أبرزها جيه بي مورجان، ومورجان ستانلي، وبانك أوف أميركا، وهي التقارير التي تتوالى في الظهور منذ الأسبوع الماضي، والتي جاء أغلبها إيجابيا.
يلين والعقوبات الأمريكية
أكدت جانيت يلين، وزيرة الخزانة الأمريكية، أن خطتها للحد من عائدات النفط الروسية وضعت في الاعتبار ضرورة التغلب على محاولات التصعيد الروسية المحتملة بعد فرض المزيد من القيود على النفط الروسي.
وقالت يلين، عقب حضورها اجتماع وزراء المالية والخزانة لدول مجموعة العشرين الذي انعقد في بالي في إندونيسيا الاثنين الماضي: “سمعت بمخاوف حيال التصعيد”، مؤكدة أن هناك بدائل يمكن للجوء إليها إذا لم يتسنى للولايات المتحدة تفعيل حد أقصى للنفط الروسي.
وأضافت: “سوف تواجه روسيا حظر يحول دون حصولها على الخدمات المالية وخدمات التأمين في نهاية العام الجاري، وهو ما من شأنه أن يقلل من مبيعاتها النفطية يما يتراوح بين 3 و 5 مليون برميل يوميا، وفقا لتقديراتنا”.
وتسائلت: “لماذا إذن نكثف الجهود من أجل إطلاق مبادرة تمكن نفطهم من التدفق إلى الأسواق العالمية بسعر يستمر في تحقيق أرباح لهم”.
واستمرت يلين وفريقها في الضغط في اتجاه وضع شرط يتضمن بيع النفط الروسي بسعر أدنى من أو يساوي حد أقصى للسعر يتم تحديده من أجل السماح بحصول المصدرين الروسيين على الحصول على التأمين والتمويل. رغم ذلك، لم يتم تحديد هذا المستوى السعري أو وضع سقف للأسعار لتفعيل الحد الأقصى الذي تستهدفه المبادرة الأمريكية,
وظهرت تصريحات جانيت يلين لطمأنة قوى الغرب والتأكيد لهم على أنهم قادرون على استغلال النفط الروسي في الضغط على فلاديمير بوتين للتراجع عن طموحه العسكري في منطقة شرق أوروبا والتراجع عن غزو أوكرانيا الذي بدأه في فبراير الماضي.
لكنها على الجانب الآخر، أثارت تلك التصريحات مخاوف حيال إمكانية تراجع المعروض العالمي من النفط بنهاية العام الجاري بسبب الإجراءات التي تحدثت عنها يلين.
المخزونات الأمريكية
أصدر المعهد الأمريكي للدراسات النفطية تقريره الأسبوع عن مخزونات النفط الأمريكية الذي أشار إلى ارتفاع المخزونات في الولايات المتحدة بـ 1.86 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 15 يوليو الجاري مقابل القراءة المسجلة في الأسبوع السابق التي أشارت إلى 4.762 مليون برميل. وكانت توقعات السوق تشير إلى زيادة بواقع 333000 برميل.
وجاء ارتفاع المخزونات بهذا الحجم بعد إطلاق وزارة الطاقة الأمريكية 5 مليون برميل من الاحتياطيات الاستراتيجية للنفط في الولايات المتحدة في الأسبوع المنتهي في 15 يوليو الجاري.
وتراجعت مخزونات النفط الأمريكية بحوالي 61 مليون برميل منذ أوائل 2021، وفقا للبيانات الصادرة عن المعهد الأمريكي للدراسات النفطية.
وارتفعت العقود الآجلة للنفط الأمريكي إلى 103.76 دولار للبرميل مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 102.05 دولار للبرميل. وهبطت عقود الخام الأمريكي إلى أدنى مستوى لها في يوم التداول الثلاثاء 99.81 دولار مقابل أعلى المستويات الذي سجل 104.44 دولار.
