تظهر الأسهم الأمريكية في وول ستريت قدرًا كبيرا من القوة في الفترة الأخيرة منذ أن بدأت توقعات خفض الفائدة الفيدرالية في سبتمبر الجاري تتصاعد في الأسواق، تحديدًا بدفعة من نتائج اجتماع يوليو الماضي لبنك الاحتياطي الفيدرالي وتصريحات جيروم باول، رئيس مجلس محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي، في منتدى جاكسون هول الذي انعقد الشهر الماضي بحضور ومشاركة أبرز الشخصيات في عالم السياسة النقدية والبنوك المركزية والقطاع المالي.
وعلى مدار الأسبوع الماضي، ظهر عامل آخر أكثر تأثيرًا في توقعات الفائدة، وهي دفعات من البيانات الأمريكية التي ألقت الضوء على أن تحسن في قراءات النمو والتضخم والتوظيف.
كما تنتظر الأسواق بيانات التوظيف الأمريكية وسط ترقب لما قد تركز عليه من تجسن أو تدهور في أوضاع سوق العمل الأمريكية في الفترة الأخيرة.
ارتفعت الأسهم الأمريكية الاثنين بسبب ترقب بيانات التوظيف الأمريكية الأهم على مدار الشهر، والتي تظهر مؤشرات أولية تسهم في تكوين صورة أوضح لأوضاع سوق العمل وما ستكون عليه تلك البيانات الرئيسية الجمعة المقابلة.
صعود ملحوظ
ارتفع داو جونز الصناعي إلى 41563 نقطة بعد أن أضاف حوالي 228 نقطة أو 0.6%. كما ارتفع مؤشر ستاندردز آند بورس500 أيضًا إلى 5648 نقطة بعد أن أضاف حوالي 57 نقطة أو أكثر من 1.00%. كما أضاف ناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة حوالي 200 نقطة أو 1.2% ليصل إلى 17713 نقطة.
وتقع بيانات التوظيف الأمريكية على جانب كبير من الأهمية بالنسبة لتوقعات الفائدة الفيدرالية، إذ يمثل ضبط أوضاع سوق العمل في الولايات المتحدة احدى مهمتين أساسيتين يتكون منهما التكليف الموكل إلى الفيدرالي؛ وهو تحقيق الحد الأقصى من التوظيف وإحداث استقرار الأسعار.
وارتفعت توقعات خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الفائدة بواقع 25 نقطة أساس في اجتماع سبتمبر الجاري إلى 69% في حين ارتفعت توقعات خفض الفائدة الفيدرالية بواقع 50 نقطة أساس إلى 31%، وفقًا لمؤشر “فيدووتش” الصادر عن بورصة شيكاجو التجارية.
وبدأت الأسواق مرحلة جديدة غيرت فيها سؤالها حول المسار المستقبلي للفائدة من: “هل يبدأ الفيدرالي خفض الفائدة في سبتمبر الجاري؟” إلى سؤال جديد: “هل يخفض الفيدرالي الفائدة بـ25 نقطة أساس أم بـ50 نقطة أساس في سبتمبر الجاري؟”.
البيانات الاقتصادية
شهدت الفترة الأخيرة ظهور دفعات هامة من البيانات الأمريكية التي ألقت الضوء على تحسن فاق التوقعات في قراءات النمو الأمريكي، وتدهور في أوضاع سوق العمل في الولايات المتحدة، علاوة على ثبات في قراءات التضخم ألقى الضوء على إمكاني مشاهدة توقف نمو الأسعار عن الارتفاع في الفترة المقبلة.
وسجل مؤشر مطالبات إعانات البطالة الأسبوعية هبوطا إلى 231000 مطالبة في الأسبوع المنتهي في 25 أغسطس الجاري مقابل القراءة المسجلة الأسبوع السابق عند 233000 مطالبة، وهو ما جاء أدنى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 232000 مطالبة، وهو ما يشير إلى تحسن في أوضاع سوق العمل الأمريكي من شأنه أن يسير في الاتجاه المعاكس للتوقعات السائدة في الأسواق بأن الفيدرالي قد يبدأ خفض الفائدة في سبتمبر المقبل، وفقا للبيانات الصادرة الخميس الماضي.
لكن إجمالي المستفيدين من إعانات البطالة في الولايات المتحدة ارتفع إلى 1.868 مليون مستفيدًا في الأسبوع المنتهي في 16 أغسطس الجاري مقابل القراءة السابقة التي سجلت 1.855 مليون مستفيدًا، وهو ما جاء أدنى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 1.870 مليون مستفيدًا.
وأشارت هذه الدفعات من البيانات، التي ظهرت الخميس الماضي أيضًا إلى أن هناك تدهور في أوضاع سوق العمل الأمريكية، وهو ما يضيف المزيد من القوة إلى توقعات خفض الفائدة في اجتماع سبتمبر الجاري.
وسجلت القراءة السنوية للناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة في الربع الثاني من هذا العام نموًا بـ3.00% مقابل القراءة السابقة التي سجلت 2.8% والتوقعات التي رجحت أن النمو قد لا يشهد أي تغيير في الربع الثاني مقارنة بالفترة السابقة. وكانت هذه القراءة من أهم عوامل دعم العملة الأمريكية، إذ ألقت الضوء على قوة الاقتصاد الأمريكي الذي يمثله الدولار الأمريكي في الأسواق.
كما أظهرت قراءات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي تحسنا بتفادي الولايات المتحدة المزيد من نمو الأسعار، وهي المؤشرات التي تُعد سلسلة البيانات الأكثر اعتمادية ومصداقية لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي.
وأضافت هذه البيانات المزيد من التفاؤل إلى معنويات المستثمرين في أسواق المال العالمية، وهي الحالة التي تستمر في الأسواق حتى مطلع أسبوع التداول الجديد، مما أدى إلى صعود الأسهم الأمريكية في ختام تعاملات الاثنين.