نور تريندز / التقارير الاقتصادية / هل يمكن إنقاذ العملات المشفرة من الانهيار؟
العملات المشفرة، البيتكوين، الليتكوين
العملات المشفرة، البيتكوين، الليتكوين

هل يمكن إنقاذ العملات المشفرة من الانهيار؟

فقدت سوق العملات المشفرة أكثر من 2 تريلون دولار من قيمة تعاملاتها أو حوالي 70% من قيمتها منذ بداية العام الجاري.

وتستمر البيتكوين، العملة المشفرة الأكبر من حيث حجم التعاملات والأوسع انتشارا حول العالم، في التراجع دون مستوى 2000 دولار للوحدة. 

جاء ذلك الهبوط، خاصة خسائر الفترة الأخيرة تأثرا بالقرارات التي اتخذتها بنوك مركزية كبرى برفع الفائدة في إطار التصدي للارتفاعات الحادة لمعدل التضخم.

وكان رفع الفائدة الأسبوع الماضي، من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي وبنك إنجلترا وبنك سويسرا، من العوامل التي أدت إلى انصراف قدر كبير المستثمرين في الأسواق عن لعملات المشفرة التي اعتبرها بعضهم ملاذا آمنا وسط التقلبات العنيفة في الأسواق.  

وقالت صحيفة قاينانشال تايمز إن شركة كوليجن الأيرلندية قررت الاحتفال بالعملات المشفرة ونجوم هذا القطاع في إطار المؤتمر السنوي للتكنولوجيا الذي تنظمه في مدينة تورنتو من خلال تنظيم حدث “في الهواء الطلق” يحضره مستثمرون في لأصول الرقمية وخبراء في القطاع ومهتمون به.

وأشارت إلى أن ثمانية من أبرز من الشخصيات في عالم العملات الرقمية، الذين كان من المفترض أن يتحدثوا إلى 35000 ألف مشارك في هذا الحدث الكبير، اعتذروا عن الحضور مبررين الاعتذار بأسباب عائلية وصحية.

ورجحت أن السبب في عدم مشاركة هؤلاء المتحدثين هو الانهيار الذي تشهده أغلب العملات المشفرة. فقد سوق العملات المشفرة فقد حوالي 2 ترليون دولار من إجمالي تعاملاته أو ما يقدر بحوالي 70 في المئة من قيمة السوق. وتراجعت البيتكوين، أكبر العملات المشفرة من حيث حجم التعاملات وأوسعها انتشارا على مستوى العالم، إلى مستويات دون 20000 دولار للوحدة.

وفقدت عملتا تيرا ولونا 100% من قيمتهما وسط قرارات أثارت انزعاج المستثمرين في أسواق الأصول الرقمية وقلقهم حيال مستقبل تعاملات هذا النوع من الأصول، والتي تضمنت وقف السحب لجى بعض الشركات المقرضة للعملات المشفرة، أهمها بابل وسلزيوس.    

وزاد من القلق في الأسواق حيال مستقبل البيتكوين وغيرها من العملات الرقمية القرار الذي أعلنه سام بانكمان فرايد، الملياردير البالغ من العمر 30 سنة ومؤسس شركة إف تي إكس المشغلة لمنصة عملات مشفرة تحمل نفس الاسم، بإطلاق خطة إنقاذ مالي لعدد من شركات التداول في هذا النوع من الأصول، وهو التحرك الذي يشبه إلى حدٍ كبيرٍ ما قام به جون بيربون مورغان عام 1907 عندما أنقذ بنوك أخرى من الإفلاس أثناء الأزمة المالية الأمريكية.

وألقت تلك الانهيارات الضوء على الكثير من المخاوف التي بدأت في محاصرة البيتكوين ومثيلاتها من العملات، إذ عكست غياب كامل لكيان مركزي يمكن الاستعانة به مساعدة شركات التداول في العملات المشفرة أثناء الأزمات التي قد تتعرض لها. كما كشف التدهور السريع في حجم تعاملات تلك الأصول عن قلق بالغ حيال إمكانية اعتماد المجتمعات على هذا النوع من العملات.

وظهرت تلك المخاوف بوضوح فيما أعلنته الحكومة في سنغافورة من أنها سوف تتخذ موقفا صارما مع البيتكوين. كما حذرت سنغافورة من أن إطلاق البنوك المركزية عملات مشفرة خاصة بها قد يكون من العوامل التي تؤدي إلى انهيار كامل للعملات المشفرة التي تطلقها جهات خاصة.

رغم كل ذلك، لا يزال هناك من يراهن على أن المستقبل للعملات المشفرة، أبرزهم الرئيس التنفيذي لشركة بينانس للعملات المشفرة في الولايات المتحدة براين شرودر الذين قال: “على مدار الأسابيع القليلة المقبلة، قد يكون هناك المزيد من الضحايا للانهيار في العملات المشفرة، وهو نتيجة طبيعية للتحركات العنيفة التي تشهدها الأسواق في الوقت الراهن”.

وأضاف: “فقد خرجت أمازون من رحم فقاعة المواقع الإلكترونية، ونحن نريد أن نكون أمازون في قطاعنا. هذه هي المرة الثالثة التي أرى فيها (هذا النوع من انهيار العملات المشفرة). إنه شيء جيد للقطاع”، وذلك أثناء حديثه في المؤتمر الذي نظمته شركة كوليجن.

وتحدثنا الثقة التي ظهرت في تصريحات شرودر عن بعض العوامل التي من شأنها أن تجنب القطاع كوارث وانهيارات مستقبلية. فشركة بينانس التي يقودها، على سبيل المثال، لا تعتمد على تداولات الهامش أو إقراض العملات المشفرة، مما يجعلها أقل عرضة لخطر الخسارة. كما أن الشركة نجحت في زيادة رأس المال بواقع 200 مليار دولار في الفترة الأخيرة يرجح أنها ستستخدمها في تنويع استثماراتها، وهو ما يوفر لها قدرا أكبر من الأمان.

تحقق أيضا

الذهب

ملخص الأسبوع: الذهب والتوترات الجيوساسية في قلب الحدث داخل الأسواق

الذهب كان نجم الحفل أثناء تعاملات الأسبوع الماضي