تشير توقعات السوق إلى إمكانية أن تشهد الأسواق خفضا كبيرا لإنتاج النفط في نهاية اجتماع مجموعة أوبك+ الذي ينعقد الأربعاء المقبل، وذلك بهدف التقليل من المعروض في الأسواق ودعم الأسعار العالمية.
وتقف تلك التوقعات وراء الارتفاع الذي حققته العقود الآجلة للنفط بنوعيها بحوالي 3.00% في ختام تعاملات الثلاثاء بسبب مخاوف نقص المعروض.
وقالت مصادر من مجموعة أوبك+ لوكالة أنباء رويترز إن التكتل النفطي الأكبر على مستوى العالم يدرس خفض الإنتاج بأكثر من مليون برميل يوميا، وهو نصف الرقم الوارد في تقرير أصدرته شبكة بلومبرج الاقتصادية كان قد رجح دراسة المجموعة تقليص ناتجها النفطي بحوالي 2 مليون برميل يومي.
وأضافت أن وزير النفط الكويتي شدد على أنه سوف يعمل على أن يكون القرار الذي تتخذه المجموعة ضمانة لتوافر المعروض من النفط ومحققا لصالح المنتجين والمستهلكين.
الإنتاج الحقيقي
من الطبيعي أن يؤدي خفض الإنتاج من جانب دول مجموعة أوبك+ إلى تعزيز الاتجاه الصاعد للأسعار العالمية للنفط لأن من شأنها أن تقلل من المعروض في الأسواق فيتلقى الطلب دعما، ومن ثم ترتفع الأسعار.
لكن هذه المعادلة لم تعد بهذه الدقة في الفترة الأخيرة، إذ فشلت دول التكتل النفطي الأكبر حول العالم في تحقيق أهداف الإنتاج الخاصة بها عدة مرات في الأشهر القليلة الماضية.
وكانت أحدث المرات التي فشلت فيها تلك الدول في تحقيق هدف الإنتاج المحدد بـ3.6 مليون برميل يوميا في أغسطس الماضي، مما يدل على أن هناك معوقات تحول دون إدراك هذه المستويات.
لذا من المتوقع أن يتم خفض أهداف الإنتاج لأوبك+ بعد أن تخضع لمراجعة في اجتماع الأربعاء المقبل، وهو ما يبرره الانخفاض الشديد في الأسعار من مستويات مرتفعة قياسية في الفترة الأخيرة، وفقا لمؤسسة جولدمان ساكس التي عززت توقعاتها للاتجاه الصاعد للنفط.
كما يدعم ارتفاع الأسعار بحوالي 3.00% في يوم واحد الهبوط الذي يشهده الدولار الأمريكي على مدار الأيام القليلة الماضية، مما يدعم أسعار السلع بصفة عامة.
الموقف الأمريكي
قد يتلقى النقط دعما من عوامل أخرى تتضمن تعافي الطلب في الصين بعد إزالة أغلب القيود التي كانت تفرضها للحد من انتشار فيروس كورونا. وهناك أيضا توقف السحب من الاحتياطيات الاستراتيجية للنفط في الولايات المتحدة، وهو ما يشير إلى توقف البيت الأبيض عن التدخل في المعروض النفطي لخفض الأسعار.
قالت كارين جان بيير، مديرة المكتب الإعلامي في البيت الأبيض، الثلاثاء إن البيت الأبيض لا يفكر في الإفراج عن المزيد من الاحتياطيات الاستراتيجية للنفط.
وقالت كارين: “لن نفكر في إطلاق المزيد من الإفراج عن الاحتياطيات الاستراتيجية”، وذلك أثناء مؤتمر صحفي انعقد وسط توالي ظهور تطورات في المشهد الحالي لأسواق النفط العالمية، والتي تغذي توقعات بارتفاع الأسعار العالمية.
كما تأتي تصريحات البيت الأبيض وسط توقعات بأن السعودية وروسيا تستعدان لخفض كبير لإنتاج النفط في دول مجموعة أوبك+ في الاجتماع الذي ينعقد الأربعاء المقبل.
وارتفع النفط بحوالي 3.00% على مدار تعاملات الثلاثاء بدفعة من تلك التوقعات التي تزيد من احتمالات تراجع المعروض.
ويواصل النفط الصعود منذ مستهل التعاملات الأمريكية الثلاثاء وسط حالة من الترقب لقرارات مجموعة أوبك+ التي تأتي وسط توقعات بأن تخفض المجموعة إنتاجها في الاجتماع الذي ينعقد الأربعاء المقبل.
وارتفعت العقود الآجلة للنفط الأمريكي إلى 86.20 دولار للبرميل مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 83.28 دولار للبرميل. وهبط النفط الأمريكي إلى أدنى مستوى له على مدار جلسة الثلاثاء عند 83.26 دولار مقابل أعلى المستويات الذي سجل 86.95 دولار.