أدلى أعضاء في لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة بتصريحات الثلاثاء جاءت على الأرجح للتخفيف من وطأة مخاوف الركود التي استمرت في توجيه ضربات متتالية للأسواق في الأسابيع القليلة الماضية.
وركزت تلك التصريحات على أن الفيدرالي ماضي في طريقه إلى المزيد من رفع الفائدة من أجل مكافحة التضخم حاد الارتفاع، لكنهم في هذه الدفع الحديثة من التصريحات أضافوا فقرات من شأنها أن تبعث برسائل إلى الأسواق مفادها أن الاقتصاد الأمريكي لن يتعرض للركود.
وبدلا من الركود، رجح أعضاء في الفيدرالي أن الاقتصاد سوف يشهد بعض التباطؤ وارتفاع معدل البطالة، وأن معدلات الفائدة متجهة إلى منطقة مقيدة للنمو.
قالت لوريتا ميستر، عضوة مجلس محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي إنها لا تعتقد أن الولايات المتحدة تعيش حالة من الركود.
وأضافت: “أوضاع سوق العمل صحية جدا في الوقت الحالي، لكننا لم نر أي تراجع في التضخم”، مرجحة أن النمو قد يكون تحت المستويات المتوقعة في العام الجاري.
وتابعت: “الفيدرالي ملتزم بالسيطرة على التضخم، لكن علينا التعامل بحذر مع نماذج الفيدرالي التي يحاول اتباعها في الوقت الراهن”.
وأشارت إلى أن مسؤولي الفيدرالي بدأوا يلاحظون في الفترة الأخيرة تراجعت في استثمارات الأعمال، وإنفاق المستهلك، وأوضاع سوق الإسكان.
وقالت: “عادة ما يحدث ذلك مقرونا بتراجع في أوضاع سوق العمل، لكن سوق العمل لا يزال يتمتع بقدر كبير من القوة في الوقت الراهن”.
وشددت على ضرورة خفض التضخم الأمريكي وعدم السماح لتوقعات التضخم التي تشير إلى المزيد من الارتفاع بأن تترسخ وتكتسب المزيد من الاستدامة.
وأشارت إلى أن استقرار الأسعار هو الأساس الذي لابد أن يستند إليه أي اقتصاد قوي، مؤكدة أنالتضخم لا يزال يظهر المزيد من الارتفاع، خاصة فيما يتعلق بأسعار الخدمات.
وقالت إنها لم تر حتى الآ أي بوادر ترجح أن التضخم في أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة قد بدأ يتوقف عن الصعود، مرجحة أن سوق العمل قد يشهد بعض الارتفاع في معدل البطالة بالدخول في الدورة الاقتصادية الحالية، لكنها قالت: “نحتاج إلى أن يحدث ذلك من أجل ضمان استعادة استقرار الأسعار”.
ورجحت أن الولايات المتحدة لديها فرص ضعيفة لتحقيق استقرار الأسعار دون تسريح العديد من العمالة، مشددة على أن “التضخم لن يتراجع بسرعة”.
وتوقعت عضوة مجلس محافظي الفيدرالي أن يتراجع النمو الأمريكي دون المستويات التي تشير إليها التوقعات نهاية هذا العام، و”ربما العام المقبل أيضا” بحسب تصريحاتها.
ولم تكن ميستر وحدها هي التي ترجح أن الولايات المتحدة لم تدخل في الركود، إذ انضم إليها عضو مجلس محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي ورئيس فرع الفيدرالي في سان لويس جيمس بوللارد بعد أن ألقى بتصريحات تحمل نفس المعنى.
وقال بوللارد: “لم يكون هناك ركود في الولايات المتحدة”، مرجحا أن انقلاب منحنى عائدات سندات الخزانة الأمريكية “انقلاب اسمي” أي لا جاء نتيجة حسابات القيمة الاسمية لا الفعلية أو السوقية للعائدات.
وأضاف أن “المسار المستقبلي لمعدل الفائدة سوف يعتمد أكثر على البيانات مما هو عليه الآن”، مشددا على أنه يجب على الفيدرالي أن يتحرك إلى منطقة معدلات الفائدة المقيدة.
وعلى النقيض من ميستر، يرى بوللارد أن “النمو في النصف الثاني من العام الجاري سوف يكون أفضل مما سجلته قراءات النمو في الربع الأول”.
وأشار إلى أنه “إذا استمر التضخم عند مستويات مرتفعة، سوف نبقي على معدلات فائدة مرتفعة لفترة أطول”.
ورجح عضو الفيدرالي أيضا أن الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي قد ينجحان في تنفيذ “الهبوط المرن” الذي يتضمن رفع الفائدة بهدف التصدي للآثار السلبية للارتفاعات الهائلة للتضخم.
وأدلت ماري دالي، رئيسة فرع الفيدرالي في سان فرانسيسكو، بدلوها في الحديث عن معضلة التضخم الحالية. واشتركت
الي مع كل من ميستر وبوللارد في أن التضخم لم يظهر أي إشارات إلى الهبوط حتى الآن.