ظهرت الثلاثاء توقعات بأن يرفع الفيدرالي الفائدة بواقع 75 نقطة أساس أو 0.75% مقابل التوقعات السابقة التي سادت الأسواق في الفترة الأخيرة التي أشارت إلى إمكانية رفع المعدلات بـ 50 نقطة أساس فقط.
ويبدو أن الأسواق وصناع السياسات النقدية معا تروقهم تلك الفكرة التي تتضمن الإسراع من وتيرة رفع الفائدة بدافع من التطورات الاقتصادية التي ظهرت في الفترة الأخيرة، مرجحة أن التضخم الأمريكية قد يكون أمامه بعض الوقت حتى يصل إلى القمة التي يمكنه منها معاودة الهبوط.
وكانت انطلاقة تلك التوقعات من مقال نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الاثنين الماضي أشار إلى أن موقف الفيدرالي قد يشهد تغييرا في اتجاه زيادة رفع الفائدة أو الإسراع من وتيرة الرفع.
وأعلن محللو الأسواق في وول ستريت جورنال أنهم يتوقعون أن يرفع الفيدرالي الفائدة بواقع 75 نقطة أساس في اجتماع يونيو الجاري، ثم رفع آخر بواقع 50 نقطة أساس في اجتماع سبتمبر المقبل، و25 نقطة أساس في كل من نوفمبر وديسمبر المقبلين، مما قد يصل بمعدل الفائدة الأساسي إلى ما يتراوح بين 3.25% و3.5%.
وقالت جولدمان ساكس إنها تحولت من توقعات برفع الفائدة بنسبة 50 نقطة إلى رفعها بـ 75 نقطة، مستندة إلى تقرير وول ستريت جورنال.
كما أشارت نتيجة مسح أجراه الفيدرالي في نيويورك الاثنين الماضي إلى توقعات بارتفاع التضخم السنوي لأسعار المستهلك في الولايات المتحدة إلى 6.6%، وهو ما استند إلى البيانات المسجلة منذ عام 2012.
وارتفع مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي في مايو الماضي بنسبة 1.00% مقابل القراءة السابقة التي سجلت ارتفاعا بـ 0.3%، وهو ما جاء أعلى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى إمكانية الارتفاع بواقع 0.7%، وفقا للقراءة الشهرية.
وشهدت قراءة مؤشر أسعار المستهلك باستثناء أسعار الغذاء والطاقة تراجعا طفيفا بواقع 0.6% في مايو الماضي مقابل القراءة المسجلة الشهر السابق عند 6.2%، وارتفع مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي بـ 8.6% في مايو الماضي مقابل القراءة المسجلة في نفس الشهر من العام الماضي عند 8.3%، وهو نفس الرقم الذي أشارت إليه التوقعات.
وعززت بيانات التضخم الأمريكي من توقعات المزيد من رفع الفائدة والاتجاه بقوة ووتيرة أسرع في اتجاه التشديد الكمي في الاجتماعات المقبلة لبنك الاحتياطي الفيدرالي. وكانت نتيجة تصاعد تلك التوقعات تراجع الأسهم الأمريكية بسبب تزايد ضغوط الارتفاع المرتقب لتكلفة الاقتراض، مما يحد من قدرة الشركات على التوسع والنمو، إذ تعتمد في ذلك إلى حدٍ بعيدٍ على القروض، وهي التوقعات التي عززت من أداء العملة الأمريكية.
وسجلت القراءة الشهرية لتضخم أسعار المنتجين في الولايات المتحدة في مايو الماضي ارتفاعا بنسبة 0.8%، وهو ما جاء ضعف القراءة السابقة التي سجلت 0.4%، وتوافق أيضا مع توقعات الأسواق التي أشارت إلى الأرقام المسجلة في القراءة الفعلية.
وباستثناء أسعار الغذاء والطاقة، ارتفعت أسعار المنتجين الأمريكيين الشهر الماضي بواقع 0.5% مقابل القراءة السابقة التي سجلت 0.2%، وهو ما جاء دون التوقعات التي أشارت إلى 0.6%.
وسجل التضخم السنوي في أسعار المنتجين ارتفاعا بواقع 10.8 مقابل القراءة السابقة التي سجلت 10.9%.
كما ارتفعت قراءة المؤشر السنوي باستثناء أسعار الغذاء والطاقة ارتفاعا بنسبة 8.3% مقابل ارتفاع القراءة السابقة بواقع 8.6%، وهو الرقم الذي أشارت إليه التوقعات.
يُضاف إلى ماسبق الارتفاعات الكبيرة في عائدات سندات الخزانة الأمريكية التي تعمل على تصاعد توقعات بأن تكون تحركات الفيدرالي عنيفة في اتجاه رفع الفائدة والتشديد الكمي في نهاية اجتماعه الذي يستمر ليومين وينتهي الأربعاء المقبل.