نور تريندز / التقارير الاقتصادية / هل يتراجع التضخم الأمريكي بسرعة كافية للبدء في خفض الفائدة؟
Rate Cut

هل يتراجع التضخم الأمريكي بسرعة كافية للبدء في خفض الفائدة؟

بنك الاحتياطي الفيدرالي مسؤول عن مهمتين أساسيتين لابد له من النجاح في إنجازهما طوال الوقت؛ استقرار الأسعار مع تحقيق الحد الأدنى من التوظيف حتى يعمل أغلب من هم مؤهلون للعمل في البلاد ويتمكنوا من الحصول على ما يريدون اعتمادا على أجورهم التي تكفيهم في حالة واحدة فقط؛ هي أن تكون أسعار السلع والخدمات في المتناول.

وأصدر دويتش بانك الأربعاء ورقة بحثية رصد فيها أسعار المستهلك الأمريكي باستثناء أسعار الغذاء والطاقة في سياق البيانات التاريخية للتضخم منذ بدأ البنك المركزي في رفع الفائدة في إطار الدورة الحالية من التشديد الكمي.

وأشار البحث إلى أن القدر الأكبر من رفع الفائدة لم يبدأ إلا بعد صول معدل البطالة إلى نطاق 5-6% مقارنة بـ3.8%، المستوى الحالي للبطالة الأمريكية مع التأكيد على أنه “إذا كانت هذه هي قواعد اللعبة، فسوف يكون هناك الكثير من الصراخ والركل قبل أن يبدأ الفيدرالي في خفض الفائدة”، وذلك في إشارة إلى إمكانية أن يواجه البنك المركزي صعوبة بالغة في تغيير اتجاه السياسة النقدية إلى التيسير الكمي.

وأضاف: “من المؤكد في هذه الحالة، يتراجع ميل لدى لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة لخفض الفائدة إلى مستويات أقل من المستويات الحالية لتوقعات الفائدة التي ترجح خفض الفائدة بـ 89 نقطة أساس في 2024”.

وساق دويتش بانك مثالا لتوضيح الطرح الذي تضمنته الورقة البحثية بعام 2019، معتمدا على أنه مثال حديث نسبيا. وأشار إلى أنه رغم أن البطالة أعلى بكثير في الوقت الحالي مقارنة بذلك العام، “لا يزال تضخم أسعار المستهلك باستثناء أسعار الغذاء والطاقة لا يزال على بعد نقطتين من هدف البنك المركزي”.

وتسائل البحث، قائلا: “هل يمكننا أن نخفض التضخم بسرعة كافية للبدء في خفض الفائدة قبل أن تلتهم سياسة التشديد الكمي الاقتصاد أو أن تتسبب له في أضرار بالغة”.

المستويات التاريخية لأسعار المستهلك ومعدل البطالة في الولايات المتحدة – المصدر: دويتش بانك

تباطؤ شديد في نمو الأسعار

سجل مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي 0.0% في أكتوبر الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 0.4%، وهو ما جاء دون توقعات الأسواق التي أِشارت إلى ارتفاع بـ0.1%، وذلك على أساس شهري.

وارتفعت القراءة السنوية لمؤشر أسعار المستهلك الأمريكي بـ 3.2% في أكتوبر الماضي مقابل القراءة المسجلة في نفس الشهر من العام الماضي عند 3.7%، وهو ما جاء دون توقعات الأسواق التي أِشارت إلى ارتفاع بـ3.3%.

كما سجل مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي باستثناء أسعار الغذاء والطاقة 0.2% في أكتوبر الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 0.3%، وهو ما جاء دون توقعات الأسواق التي أِشارت إلى ارتفاع بـ0.3%، وذلك على أساس شهري.

وارتفعت القراءة السنوية لمؤشر أسعار المستهلك الأمريكي باستثناء أسعار الغذاء والطاقة بـ 4.00% في أكتوبر الماضي مقابل القراءة المسجلة في نفس الشهر من العام الماضي عند 4.1%، وهو ما جاء دون توقعات الأسواق التي أِشارت إلى ارتفاع بـ4.1%.

وتراجع مؤشر أسعار المنتجين في الولايات المتحدة بـ.5-% في أكتوبر الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 0.4%، وهو ما سجل مستوى أدنى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 0.1%.

وسجلت القراءة السنوية للمؤشر ارتفاعا بـ1.3% الشهر الماضي مقابل القراءة المسجلة الشهر السابق التي أشارت إلى 2.2%، مما يشير إلى أرقام أضعف من التوقعات التي أشارت إلى 1.9%.

وسجلت القراءة الشهرية لمؤشر أسعار المنتجين باستثناء أسعار الغذاء والطاقة 0.0% في أكتوبر الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت ارتفاعا بـ0.2%، وهو ما جاء بمستويات أدنى من توقعات السوق التي أشارت إلى 0.3%. كما ارتفعت القراءة السنوية للمؤشر 2.4% في أكتوبر الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 2.7%، وهو ما جاء أدنى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى نفس الرقم المسجل في القراءة السابقة.

تحقق أيضا

النفط

عوامل قد تؤدي إلى المزيد من هبوط أسعار النفط

ظهرت بعض العوامل في أسواق النفط العالمية من شأنها أن تؤجج هبوط الأسعار في الفترة …