بدأت خطط الحكومة الصينية لتعالج تداعيات التحول الذي أحدثه الرئيس الصيني في سياسة “صفر كوفيد” الصارمة؛ حيث ينصب تركيزه الآن على النمو الاقتصادي لمساعدة الحزب الشيوعي خلال أزمة كوفيد.
وتعمل الحكومة وأجهزتها الإعلامية الضخمة على بعث رسالة مفادها أن التحول تخفيف قيود سياستهم الصارمة الذي بدأ في 7 ديسمبر – والذي يعني لمدة ثلاث سنوات تقريبًا إغلاق المدن الكبرى والاختبارات الجماعية والحدود المغلقة إلى حد كبير – جاء في توقيت مناسب.
كما زعمت السلطات الحكومية أن نهج “شي” أنقذ الأرواح، والتغييرات هي في الواقع تحسينات. لم يُقال سوى القليل عن الاحتجاجات التي شهدتها عشرات المدن الصينية أواخر الشهر الماضي ضد القيود الصارمة لسياسة “صفر كوفيد”، وهي الاضطرابات الأكثر انتشارًا التي تشهدها البلاد منذ عقود.
وفي الوقت نفسه، كان كبار صانعي القرار في الاقتصاد الثاني في العالم هادئين في الغالب بشأن محور السياسة النقدية، ويبدو أنهم ينتظرون حتى تهدأ العاصفة. وفيما يلي نظرة على كيف ستعامل الصين في عهد شي مع الوضع في عام 2023:
الأمل في تحقيق النمو
يرُاهن الرئيسي الصيني على أن النمو الاقتصادي الذي بدأ منذ التخلي عن سياسة كوفيد الصارمة، سيُنسي الشعب الصعوبات التي عانوها خلال السنوات الثلاث الماضية. وتعهد شي ومسؤولون كبار آخرون في مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي الذي استمر يومين الأسبوع الماضي بإحياء الاستهلاك ودعم القطاع الخاص.
وأضاف المسؤولون إنهم سيطبقون سياسات لتشجيع الشركات الخاصة على توسيع وتكثيف وصولهم إلى الشركات الأجنبية ودخول الأسواق. وأكدوا على أنهم سيدعمون شركات منصات الإنترنت في لعب دور رائد في التنمية وخلق فرص العمل والمنافسة في السوق الدولية.
تكمن المشكلة في تعليق شي آماله على الاقتصاد وفي اعتقاده بأن زيادة الإصابات تهدد بإعاقة النشاط التجاري في الأشهر المقبلة. فيما أفادت بلومبرج نيوز في وقت سابق من هذا الشهر، نقلاً عن أشخاص مطلعين على الأمر، أن كبار المسؤولين كانوا يناقشون هدف النمو لعام 2023 بحوالي 5%.
في حين أن الاقتصاديين يعززون توقعاتهم للعام المقبل، فإن إجماع التوقعات في استطلاع أجرته وكالة “بلومبرج” تضمن توقعات بتوسعاً نسبته 4.85%، بخلاف الأرقام التي يناقشها المسؤولون.
التركيز على الدعاية
ركزت الحكومة الصينية جهودها الدعائية على إقناع الجمهور بأن التخلي عن سياسة “صفر كوفيد” كان خطوة محسوبة ومدروسة. وقالت صحيفة بيبولز ديلي، الصحيفة الرئيسية للحزب الحاكم، في 15 ديسمبر إن السياسة “كسبت وقتًا ثمينًا” في السيطرة على تفشي المرض.
ونشرت وكالة أنباء شينخوا الرسمية بعد ذلك سلسلة من التعليقات هذا الأسبوع قائلة إن نهج الصين كان علميًا على الدوام وزعمت أنه “حقق أقصى قدر من نتائج السيطرة على فيروس كورونا بأقل خسائر”.
علاوة على ذلك، قامت الصين أيضًا بتعديل الطريقة التي تحسب بها وفيات كوفيد-19، حيث اعتمدت تعريفًا أضيق للوفيات مما كانت عليه في الماضي. وسيسمح انخفاض عدد الوفيات لوسائل الإعلام الحكومية والدبلوماسيين الصينيين بالاستمرار في القول بأن الحكومة قامت بعمل جيد في حماية الصحة العامة.