نور تريندز / التقارير الاقتصادية / هل تنجح موسكو وبكين في إسقاط الدولار الأمريكي؟

هل تنجح موسكو وبكين في إسقاط الدولار الأمريكي؟

واصل الدولار الأمريكي الهبوط حتى نهاية تعاملات الخميس بضغط من تبعات بيان الفيدرالي وتصريحات جيروم باول رئيس البنك المركزي بعد رفع الفائدة بواقع 25 نقطة أساس. ولم تقتصر الضغوط التي تعرضت لها العملة الأمريكية على ذلك، إذ ظهرت تصريحات تدعم المزيد من تبني موسكو لليوان أثناء زيارة للرئيس الصيني إلى روسيا.

وشهدت الزيارة توقيع العديد من الاتفاقيات الاقتصادية بين البلدين علاوة على تأكيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتبني بلاده اليوان الصيني في تعاملات التجارة العالمية، وهو ما يراه البعض جهودا لتوفير بديل للدولار الأمريكي كعملة الاحتياط العالمية الأولى.

وتشهد العلاقات الروسية الصينية المزيد من القوة في الفترة الأخيرة، وهو ما اتضح خلال زيارة الرئيس الصيني شي جينبينج إلى موسكو الخميس وما تم الإعلان عنه من اتفاقيات من شأنها تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.

ويرى مراقبون أن هذه المرة تعتبر من أقوى المرات التي أعلن فيها بوتين دعمه استخدام اليوان الصيني في التعاملات التجارية الدولية، إذ أكد الرئيس الروسي أنه اختيار بلاده للتعاملات على هذا المستوى.

وقال بوتين: “نفضل تسوية التعاملات بيننا وبين دول آسيا، وأفريقيا، وأمريكا اللاتينية باليوان الصيني. وأنا على ثقة في أن هذا الشكل من التعاملات التجارية باليوان سوف يمتد من كونه بين روسيا وشركائها ليكون اليوان هو عملة إجراء التسويات الدولية بين روسيا وشركائها التجاريين من ناحية والكثير من دول العالم من جهة أخرى”.

استهداف الدولار الأمريكي  

جاء الإعلان عن الصفقات التجارية بين موسكو وبكين، البالغ عددها 14 صفقة أو اتفاقية اقتصادية، خاليا من الهجوم على أي دول أخرى ولم يستهدف الدولار الأمريكي بشكل مباشر.

رغم ذلك، يرى كثيرون أن الإعلان عن تلك الاتفاقيات بين روسيا والصين يأتي في إطار مساعي بوتين لإضعاف مكانة الدولار الأمريكي الذي يحتل المركز الأول كعملة الاحتياط الأوسع انتشارا على مستوى العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

وتأتي تلك المساعي من جانب فلاديمير بوتين في محاولة للتخلص من الضغوط التي تضعها على كاهله قوى الغرب بفرض المزيد من العقوبات الاقتصادية على بلاده منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، أبرزها حرمان البنوك الروسية من الاتصال بخدمات السويفت، جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك، التي تُعد القناة الدولية الأكثر استخداما في جميع أنحاء العالم  

ومنذ فرض العقوبات على روسيا، خاصة الحرمان من الاتصال بشبكة السويفت، أصبحت عمليات السداد بالدولار والإسترليني من روسيا على قدر كبير من الصعوبة، وهو ما يجبر روسيا على البحث عن بديل أكثر سهولة.

ويرجح أن الاقتصاد الروسي قد أصبح أكثر اعتمادا على اليوان الصيني في الفترة الأخيرة في إجراء التسويات التجارية على المستوى الدولي، إذ كانت روسيا كانت لديها خطط للتقليل من الاعتماد على الدولار الأمريكي حتى قبل أن تبدأ غزو أوكرانيا. لكن في الوقت الراهن، تجد موسكو نفسها مجبرة على الإسراع من وتيرة الجهود التي تستهدف تقليص دور الدولار في إجراء تعاملاتها التجارية الدولية.

وهبط مستوى العملات الأجنبية في البنوك الروسية بنسبة 15% في الربع الثالث من 2022 مقابل ارتفاع المدفوعات باليوان الصيني بنسبة 32% في الأسواق الروسية في حين تراجعت المدفوعات بالدولار الأمريكي واليورو بواقع 52% و24% على الترتيب.

وحتى في أسواق المال الروسية، شهد تداول الأسهم باليوان الصيني زيادة بـ 33% مقابل 3.00% من التعاملات في وقت سابق.

وقالت جانيت يلين، وزيرة الخزانة الأمريكية، إن الدولار الأمريكي “سوف يبقى عملة الاحتياط العالمية الأولى رغم مساعي الصين وروسيا توفير بديل له”.

وختم اليوان الصيني تعاملات الخميس في الاتجاه الصاعد مقابل الدولار الأمريكي نتيجة للتراجع الذي تظهره العملة الأمريكية منذ إعلان قرار رفع الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي وإظهار البنك المركزي ورئيسه جيروم باول ميلا إلى التوقف عن رفع الفائدة في المستقبل.

وتراجع الدولار/ يوان إلى 6.8183 مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 6.8797. وارتفع الزوج إلى أعلى مستوى له في يوم التداول الخميس عند 6.8797 مقابل أدنى المستويات الذي سجل 6.8165.

واستفاد اليوان أيضا من إعلان روسيا المزيد من الدعم للعملة أثناء زيارة الرئيس الصيني شي جينبينج لموسكو، مما رجح كفة اليوان على الدولار الأمريكي.

تحقق أيضا

النفط

عوامل قد تؤدي إلى المزيد من هبوط أسعار النفط

ظهرت بعض العوامل في أسواق النفط العالمية من شأنها أن تؤجج هبوط الأسعار في الفترة …