ظهرت دفعة جديدة من بيانات التضخم الأمريكية الخميس، حاملة معها أنباء غير سارة ربما للاقتصاد العالمي بصفة عامة بعد أن ألقت الضوء على مستويات قياسية جديدة لأسعار المنتجين في الولايات المتحدة.
وجاء الارتفاع الكبير في أسعار المنتجين بينما لم تكد الأسواق تستريح من حالة الفزع التي انتابتها عقب ظهور بيانات تضخم أسعار المستهلك التي ألقت الضوء على استمرار ارتفاع التضخم الأمريكي إلى أعلى المستويات في أكثر من 40 سنة أو منذ 1981، وهو ما جاء قبل 24 ساعة فقط من ظهور قراءات أسعار المنتجين.
بصفة عامة، غيرت تلك البيانات نظرة أعضاء مجلس محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي في مستقبليات التضخم الأمريكي، إذ سادت في الفترة الأخيرة نظرة مستقبلية ترجح أن الولايات المتحدة تقترب من وصول التضخم إلى الذروة التي يمكن أن يبدأ من عندها التراجع.
فعلى سبيل المثال، قال رئيس الفيدرالي جيروم باول عقب قرار رفع الفائدة بـ 75 نقطة الشهر الماضي: “لا نعتقد أننا نثير حالة من الركود، لكن من الضروري أن نحقق استقرار الأسعار”، مؤكدا أن سرعة رفع الفائدة في الاجتماعات المقبلة سوف يتوقف على البيانات الاقتصادية التي تظهر في تلك الفترة.
وكانت لوريتا ميستر، عضوة مجلس محافظي الفيدرالي، من أول المعلقين على بيانات التضخم الأمريكية على مستوى أسعار المستهلك الأربعاء الماضي.
وقالت لوريتا ميستر إن “التضخم مرتفع للغاية، لكن الأمر لا زال لا يحتاج إلى اتخاذ القرار برفع الفائدة بعد”.
وأضافت أن “تقرير أسعار المستهلك جاء سلبيا للغاية، لكننا لا نحتاج إلى أن نقرر رفع الفائدة اليوم”، في إشارة إلى إمكانية حدوث تطورات إيجابية على صعيد ارتفاع الأسعار قبيل اجتماع الفيدرالي المقبل.
وأشارت إلى أنه لم تر بعد أي أدلة مقنعة على أن التضخم وصل إلى ذروته التي يمكن بعدها توقع الهبوط إلى مستويات أقل، مؤكدة أن الحديث عن مسار السياسة النقدية سوف يكون في اجتماع يوليو.
وشددت على أن أي تقييد، رفع الفائدة، لابد أن يكون “بحرص ولأغراض محددة”، مرجحة أن الفيدرالي “سوف يحتاج إلى رفع الفائدة فوق مستوى المعدل المحايد”.
وتوقعت ميستر أن “بيانات أسعار المستهلك لا ترجح إمكانية رفع الفائدة في يوليو بنسبة بأقل مما تم بها رفعها في يونيو الماضي”.
وارتفعت قراءات التضخم في أسعار المنتجين الأمريكيين الخميس بنسبة 1.1% في يونيو الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت ارتفاعا بـ 0.9%، وهو ما جاء أعلى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 0.8%، أي ارتفاع أقل من القراءة المسجلة لأداء التضخم في الشهر السابق.
كما ارتفعت القراءة السنوية للتضخم في أسعار المنتجين في الولايات المتحدة بواقع 11.3% مقابل القراءة السابقة التي سجلت ارتفاعا بنسبة 10.9%، وهو ما جاء أدنى من توقعات السوق التي أشارت إلى ارتفاع أقل بواقع 10.7%.
وسجلت قراءة مؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة الأربعاء الماضي ارتفاعا بواقع 1.3% في يونيو الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 1.00%، وفقا للمستويات الشهرية.
وشهد التضخم السنوي لأسعار المستهلك الأمريكي أيضا ارتفاعا بنسبة 9.1% في يونيو مقابل قراءة نفس الشهر من العام الماضي التي سجلت 8.6%، وفقا للقراءة السنوية التي فاقت توقعات السوق التي أشارت إلى ارتفاع لا يتجاوز 8.%.
وارتفعت مؤشر أسعار المستهلك باستثناء أسعار الغذاء والطاقة بـ 0.7% الشهر الماضي مقابل قراءة الشهر السابق التي سجلت 0.6%. وعلى أساس سنوي، شهدت قراءة المؤشر هبوطا هامشيا بواقع 5.9% مقابل قراءة مايو الماضي التي سجلت 6.00%.
وظهرت مخاوف حيال إمكانية أن يؤدي الارتفاع الحاد في التضخم الأمريكي قد لا يوقف مسيرة رفع الفائدة الفيدرالية فقط، بل قد يضر بالنمو في النشاط الاقتصادي الأمريكي بصفة عامة.