هل تعود البيتكوين والإيثيريوم مجددًا للاتجاه الصعودي؟

شهدت الأسابيع القليلة الماضية رحلة مضطربة للعملات المشفرة، مع انخفاضات غير متوقعة وارتفاعات هائلة ومع ذلك، ترجح المؤشرات الجديدة أن الإيثيريومو البيتكوين قد يعودان بهدوء للاتجاه الصعودي، على الرغم من أن صعودهما قد لا يكون مرتفعًا كما كان متوقعًا في البداية.

حركة السعر

بعد ثلاثة أيام من الخسائر، انخفضت عملة البيتكوين، وهي أول وأكبر عملة مشفرة من حيث القيمة السوقية، إلى أدنى مستوياتها خلال اليوم عند 60,601 دولار، خلال الساعات الـ24 الماضية، على الرغم من أن السعر لا يزال ضعيفًا مقارنة بمؤشرات البيتكوين التي انخفضت إلى 62,754 دولارًا أمريكيًا في عام 2024، وهذه هي نفس مستويات التداول الحالية، إلا أن المحللين يتوقعون أن أوقاتًا أفضل قد تكون في الأفق القريب ويمكن أن يكون سبب ضعف أداء الإيثيريوم، من حيث السعر، هو ضعف دوران رأس المال.

على مدى العامين الماضيين، كان أداء الإيثيريوم أقل من أداء البيتكوين، وفي الأول من مايو الجاري، انخفضت النسبة إلى 0.04622 دولار، وهو أدنى مستوى منذ أبريل 2021. وقد ركز غالبية المتداولين والمستثمرين الكبار مؤخرًا انتباههم على الإيثيريوم نظرًا للتقلبات وعدم القدرة على التنبؤ في سوق العملات المشفرة الأكبر حجمًا، وكشف الرسم البياني لثاني أكبر عملة مشفرة بعض التحركات المثيرة للاهتمام.

بعد ثلاثة أيام من الخسائر، اتبع سلوك سعر الإيثيريوم نفس سلوك البيتكوين، والذي شهد أيضًا أدنى مستوياته خلال اليوم وعلى الرسم البياني لسعر الإيثيريوم، اكتشف بعض المراقبين نمطًا يشبه العلم، أو الراية، والأعلام والرايات هي أنماط استمرارية تظهر بشكل متكرر خلال فترات في الاتجاهات التي تكون إما صعودية أو هبوطية وقد لا يفي النمط بالتعريف التقليدي للعلم بسبب طوله وبدلا من ذلك، فهو يبدو على شكل قناة – وهو تشكيل يُدار من خلال خطين متوازيين ومنحدرين ويتم اختبار هذه الخطوط مرتين أو أكثر من خلال حركة السعر.

ويعاني فضاء العملات المشفرة مرة أخرى من الغموض لأن كلا النموذجين – سواء كانا أعلامًا أو قنوات – يشيران إلى إمكانية الاختراق في أي من الاتجاهين، إما للأعلى أو للأسفل، لذا فمن المعقول أن نقول إن مخطط الإيثيريوم يقدم للمتداولين والمستثمرين لغزًا مثيرًا للاهتمام، وأن تحركات أسعارهم القادمة تحتاج إلى دراسة، بل دراسة بعناية فائقة.

ارتباط البيتكوين والإيثيريوم

نظرًا لأن المستثمرين يرون أن البيتكوين والإيثيريوم قابلان للتبادل، فإنهما يتحركان جنبًا إلى جنب في كثير من الأحيان ويتم تعزيز ارتباطهما بشكل أكبر من خلال حقيقة أن العديد من عروض العملات الأولية يتم تسعيرها إما بالبيتكوين أو بالإيثيريوم، ويؤثر عدد من العوامل، مثل العرض والطلب، على سعر البيتكوين لأن الندرة عنصر أساسي في تسعيرها ويمكن أن تتأثر تغيرات الأسعار بمعنويات السوق.

كما تؤثر الإجراءات التنظيمية من حيث وضوحها أو عدم اليقين بشأنها على سوق العملات المشفرة ككل وبطبيعة الحال، يتأثر سلوك المستثمر بحالة الاقتصاد العالمي وفيما يتعلق بالميزات الفريدة للإيثيريوم، فإن سعره يتأثر بتحديثات النظام الأساسي، مثل التحسينات والتعديلات على شبكة الإيثيريوم. نظرًا لأهمية الإيثيريوم في تطبيقات التمويل اللامركزي، فإن جمعها وتراكمها كثيرًا ما يتصدر عناوين الأخبار.

تتزايد الحاجة إلى مساحة الكتل مع تطوير المزيد من المشاريع القائمة على الإيثيريوم ويؤثر أداء أسهم التكنولوجيا ومتغيرات الاقتصاد الكلي وقوة الدولار الأمريكي على كل من العملتين المشفرتين الشهيرتين.

عدم اليقين – الإجراءات التنظيمية:

لا يزال هناك عدم يقين تنظيمي على الرغم مما أحرزته العملات المشفرة من تقدم لافت، وتتناقض موافقة هيئة الأوراق المالية والبورصة، بالولايات المتحدة، على صناديق الاستثمار المتداولة للبيتكوين الفورية مع التأخير في الموافقة على صناديق الاستثمار المتداولة للإيثيريوم ويمكن أن تنجم انتكاسات الأسعار عن ارتفاع مستويات عدم اليقين فيما يتعلق بالإجراءات التنظيمية.


على الرغم من أن المزيد من الأشخاص أصبحوا على دراية بالعملات المشفرة، إلا أن النسبة المئوية للمستخدمين العاديين الذين يتداولونها لا تزال منخفضة جدًا ويتأثر هذا الموقف الحذر بالمخاوف المتعلقة بالوضوح التنظيمي وحالة الاقتصاد.

الإيثيريوم في المستقبل القريب

نظرًا لنظامها البيئي القوي، وقدرات العقود الذكية، وهيمنة التمويل اللامركزي، تتمتع الإيثيريوم بمستقبل متفائل قد يتجاوز الأداء طويل المدى عملة البيتكوين، وفقًا لبعض المحللين ومع ذلك، نظرًا لميزة البيتكوين كأول عملة مشفرة وسمعتها الواسعة، فإن تجاوز سعرها لا يزال أمرًا مشكوكًا فيه.

مع عدم وجود أي ضجة كبيرة في السنوات الماضية، تعود كلتا العملتين المشفرتين الشهيرتين بهدوء ويجب على المستثمرين توخي الحذر عند التعامل مع هذه الأصول والأخذ بمشورة الخبراء قبل اتخاذ أي إجراء بشأنها وسيكون من الضروري مراقبة التغييرات التنظيمية وأنماط الاعتماد مع تطور قطاع العملات المشفرة لفهم مساره المستقبلي.