هل استثمار تيسلا في البيتكوين قرار صائب؟

رحب ثيران البيتكوين والعملات المشفرة بإعلان شركة تيسلا المفاجئ بشراء ما قيمته 1.5 مليار دولار من البيتكوين.

وقد دفع هذا الإعلان سعر البيتكوين إلى مستويات فاقت 48000 دولار لكل بيتكوين، وهو أعلى مستوى تبلغه  على الإطلاق. 

وفي الوقت نفسه، ارتفعت أيضًا العملات المشفرة الأخرى، حيث وصل سوق العملات المشفرة الأوسع إلى 1.4 تريليون دولار – أي أكثر من الضعف منذ أن بدأ العام الجديد. 

هذا وبعد أن وضعت شركة تيسلا عملة البيتكوين على الخريطة للعديد من أكبر الشركات في العالم، يدرس محللو العملات المشفرة وخبراء البيتكوين في الخطوة التالية لارتفاع سعر البيتكوين وسوق العملات المشفرة.

لقد استمر سعر البيتكوين في الارتفاع في الأسابيع الأخيرة، حتى عندما حذر المستثمرون من أن الفقاعة كانت على وشك الانفجار، وكان المؤمنون بعملة البيتكوين الذين ادعوا أن العملة المشفرة يمكن أن تنافس القيمة السوقية للذهب البالغة 12 تريليون دولار، في موضع شك.

وباستثمار شركة تيسلا في عملة البيتكوين، تكون بذلك قد سلطت الضوء على هذا النوع من الاستثمار وجعلته أمرًا طبيعيًا. 

وفقًا لتقرير بحثي أعده محللون لدى RBC Capital Markets، فإنهم يروا أن بعد تلك الخطوة التي اتخذتها شركة تيسلا بشراء البيتكوين فقد تتبع شركة آبل النهج ذاته وتستثمر هي الأخرى في العملات المشفرة. 

ومن جهته، كتب المحلل ميتش ستيفز أن شركة آبل يمكن أن تنشئ سوقًا جديدًا للنمو إذا كانت ستطور محفظة أبل الخاصة بها إلى بورصة تشفير، مما قد يفتح سوق البيتكوين والعملات المشفرة للملايين.

ولكن يبقى التساؤل هل كانت خطوة تيسلا في الاستثمار في سوق العملات المشفرة قرار صحيح أم أنه مغامرة تنطوي على قدر هائل من المخاطر؟ 

في الواقع يرى بعض المحللون أن نشر تغريدات لدعم البيتكوين أمر يختلف تمام الاختلاف عن إنفاق 1.5 مليار دولار (1.1 مليار جنيه إسترليني) من أموال المساهمين على العملة المشفرة، فهذه نقرة تلك أخرى.

 إذا لم يستطع إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة Tesla ومالكها بنسبة 20٪، مقاومة الرغبة في المضاربة، فقد يكون من الأفضل أن يستخدم أمواله الخاصة بدلاً من أموال المساهمين؟، ذلك حسبما يرى البعض.

في الواقع، لقد وافقت لجنة التدقيق في تيسلا على “الاستثمار” كوسيلة “لمزيد من التنويع وتعظيم العوائد على أموالنا، غير أن البعض يرى أن الاستثمار في البيتكوين يعدد وسيلة غريبة لوصف الاختلاف في ملف تعريف المخاطر.     

حيث إن شراء قدر هائل من عملات البيتكوين لعمليات الخزانة الخاصة بك لا يشبه، على سبيل المثال، ليس مثل تنويع استثماراتك وتحولك من التداول على الدولار إلى الفرنك. 

 ومن المستغرب أن شركة تيسلا في بيان لها أوضحت أن: اتسمت أسعار الأصول الرقمية في الماضي بالتقلب الشديد وقد يظل هذا التقلب قائمًا. 

في سياق آخر، أشارت شركة تيسلا في ملف مع لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) إلى أنها تخطط للبدء في قبول العملة الرقمية كخيار دفع لمنتجاتها. 

بعد فترة وجيزة من إعلان تيسلا، ارتفع معدل عملة البيتكوين إلى أعلى مستوى له على الإطلاق، مخترقًا علامة 44000 دولار لأول مرة.    

لعلك تتساءل مثل الكثيرون لماذا استثمرت تيسلا في البيتكوين؟

أشارت الشركة في ملفها المقدم من هيئة الأوراق المالية والبورصات إلى أنها قامت الشهر الماضي بتحديث سياستها الاستثمارية لتكون أكثر مرونة في تنويع وتعظيم العوائد على السيولة الخاملة.

كجزء من هذه الخطة، قالت إنها ستستثمر في بعض “الأصول الاحتياطية البديلة بما في ذلك الأصول الرقمية، وسبائك الذهب، وصناديق الذهب المتداولة في البورصة” وأصول أخرى. 

“بعد ذلك، استثمرنا إجمالي 1.50 مليار دولار في عملة البيتكوين بموجب هذه السياسة وقد نكتسب الأصول الرقمية ونحتفظ بها من وقت لآخر أو على المدى الطويل. 

علاوة على ذلك، أوضحت شركة تيسلا أنها تتوقع أن نبدأ في قبول البيتكوين كشكل من أشكال الدفع لمنتجاتنا في المستقبل القريب، وفقًا للقوانين المعمول بها وفي البداية على أساس محدود، والتي قد نقوم أو لا نقوم بتسييلها عند الاستلام”.

ومن الجدير بالذكر أنه في تقرير أرباحها للربع الرابع الذي صدر الشهر الماضي، قالت تيسلا إن لديها نقدًا وما يعادله بقيمة 19.4 مليار دولار.  

في واقع الأمر، ثمة عدد من المحللون الذين يرون أن قرار تيسلا بالاستثمار في البيتكوين هو مجازفة خطيرة وذلك لما تنطوي عليه العملات المشفرة من تقلبات هائلة لطالما اتسمت بها. 

 كما يعد انتشار مثل هذه الأصول اتجاهًا حديثًا نسبيًا، ولا يمكن التنبؤ باعتمادها على المدى الطويل من قبل المستثمرين والمستهلكين والشركات.

علاوة على ذلك، فإن افتقارها إلى الشكل المادي، واعتمادهم على التكنولوجيا في إنشائهم ووجودهم والتحقق من صحة المعاملات واللامركزية قد يعرض سلامتهم لخطر الهجمات الخبيثة والتقادم التكنولوجي.

فإن مدى تطبيق أو إمكانية تطبيق قوانين الأوراق المالية أو اللوائح الأخرى في المستقبل على هذه الأصول غير واضح وقد يتغير في المستقبل. 

ولكن يبدو أن تيسلا تعرف ذلك جيدًا من قولها “إذا امتلكنا أصولًا رقمية وانخفضت قيمها بالنسبة إلى أسعار الشراء لدينا، فقد يتضرر وضعنا المالي”، ولكنها برغم ذلك أقدمت على تلك المغامرة.