هل أصبح بنك كريديه سويس بعيدا عن خطر الانهيار؟

غُرم بنك كريدي سويس 388 مليون دولار من قبل جهات الرقابة المالية في الولايات المتحدة وبريطانيا نظرا “للفشل في إدارة المخاطر والحوكمة” أثناء إدارة أزمة انهيار أركيجوس كابيتال، مما تسبب في خسائر بحوالي 5.5 مليار دولار أثناء التداول وأسهم في انهيار ثاني أكبر بنك في سويسرا.

وفرض بنك الاحتياطي الفيدرالي غرامة قدرها 269 مليون دولار على كريديه سويس بسبب “ممارسات إدارة مخاطر الائتمان غير الآمنة وغير السليمة”، بينما فرضت هيئة التنظيم الاحترازية في المملكة المتحدة غرامة قياسية قدرها 87 مليون جنيه إسترليني.

وقالت هيئة الرقابة المالية السويسرية “Finma” إن كريديه سويس “انتهك بطريقة خطيرة ومنهجية قانون السوق المالية” وأنه كان يتخذ إجراءات تصحيحية على الشركة الأم الجديدة بنك يو بي إس التي أنقذت منافستها في عملية استحواذ بوساطة حكومية في مارس الماضي.

وأضافت الهيئة أنها بدأت إجراءات إنفاذ ضد موظف سابق، لكن ليس لديها سلطة تغريم المؤسسات المالية.

وقال سام وودز، رئيس هيئة الرقابة المالية في المملكة المتحدة: “كان فشل كريدي سويس في إدارة المخاطر بفاعلية خطيرة للغاية، وخلق تهديدًا كبيرًا لسلامة الشركات. وكانت الطبيعية الخطرة لتلك الإخفاقات واتساع نطاقها هو ما أدى إلى الغرامة التي فُرضت على البنك السويسري اليوم، وهي الغرامة الأكبر التي تفرضها هيئة الرقابة المالية البريطانية على الإطلاق”.

وتلقى كريديه سويس أكبر ضربة في نشاط التداول في أسواق المال في تاريخه، الذي يرجع إلى 167 سنة، عندما فشل صندوق أركيجوس كابيتال في مارس 2021 في الصمود أمام الأزمة التي أدت إلى انهياره، حيث كان البنك السويسري مسؤولاً عن أكثر من نصف إجمالي استثمارات الصندوق التي بلغت في ذلك الوقت عشرة مليارات دولار التي خسرتها البنوك الدولية التي كانت مسؤولة عن خدمات الوساطة. كما تكبد بنك يو بي إس خسارة قدرها 861 مليون دولار.

تحت قيادة مدير الصندوق بيل هوانج ، قام Archegos بعشرات المليارات من الدولارات من الرهانات على الأسهم الأمريكية والصينية من خلال الاقتراض بكثافة من البنوك ، والتي كان لا بد من التخلص منها بسرعة عندما تراجعت قيمة الشركات ولم تستطع الشركة تلبية طلبات الهامش.

وتحت قيادة مدير الصندوق بيل هوانج، نفذ أركيجوس كابيتال تعاملات بعشرات المليارات في الأسهم الأمريكية والصينية اعتمادا على قروض من عدد من البنوك، والتي كان لا بد من بيعها بسرعة عندما تراجعت قيمة الشركات ولم تتمكن الشركة من تلبية نداءات الهامش.

وكان من بين أوجه القصور في أعمال كريديه سويس التي كشفت عنها الجهات الرقابية الثلاثة تمديد نصف حقوق ملكية البنك إلى طرف مقابل واحد، وغياب الرقابة على مستوى مجلس الإدارة “على الرغم من الحجم الهائل لمركز العميل والمخاطر المرتبطة به”، وعدم وجود “موظفين لديهم الخبرة الكافية”، وتجاهل الموظفين تجاوز حدود المخاطر المتكرر، والعمل على تحقيق صالح عملائهم بدلا من مصلحة البنك السويسري، وسداد 2.4 مليار دولار لشركة أركيجوس قبل أسبوعين فقط من انهيارها.

وأصدر بنك الاحتياطي الفيدرالي تعليمات لمجلس إدارة بنك يو بي إس بتقديم خطة في غضون 120 يومًا من شأنها إنشاء “مكتب إصلاح” لتحسين الإشراف على عملياته في الولايات المتحدة.

سيتم أخذ الغرامات كمخصص إضافي في نتائج الربع الثاني من Credit Suisse ، والتي ستنعكس في محاسبة الاندماج. لدى UBS ما يصل إلى 4 مليارات دولار من المخصصات لتغطية التكاليف التنظيمية والتقاضي من الاستحواذ ، الذي اكتمل الشهر الماضي.