نور تريندز أخبار وتحليل فني وأدوات تعليمية وتوصيات
شهد سهم شركة نايكي للملابس والمنتجات الرياضية ارتدادًا ملحوظًا بعد خطوة لافتة من تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة آبل وعضو مجلس إدارة نايكي، الذي اشترى كمية كبيرة من الأسهم بحوالي ثلاثة ملايين دولار.
ورغم هذا الارتفاع، لا تزال الشركة تواجه تحديات جوهرية تتعلق بضعف السوق الصينية والرسوم الجمركية الأمريكية، مما يجعل مستقبل التعافي موضع نقاش على نطاق واسع بين المستثمرين.
وأظهرت إفصاحات رسمية أن تيم كوك اشترى 50,000 سهمًا من أسهم نايكي بمتوسط سعر 58.97 دولار للسهم ليصل إجمالي الصفقة إلى نحو 2.95 مليون دولار.
وبعد هذه الصفقة، ارتفع إجمالي ملكية كوك من أسهم الشركة إلى أكثر من 105000 سهمًا.
لماذا هذه الضجة؟
تيم كوك شخصية مؤثرة عالميًا في عالم التكنولوجيا والأعمال، مما أضفى على الصفقة قدرًا كبيرًا من الاهتمام، خاصة أن اسمه مرتبط بواحدة من أغلى شركات العالم من حيث القيمة السوقية.
وما يلفت النظر أيضًا في هذه الصفقة أنها تمت من خلال عملية بيع داخلي من أحد أكبر حاملي أسهم الشركة، وهو ما يُعرف باسم “الشراء من الداخل Insider Buying”، والتي تُعد من المؤشرات القوية على الثقة بالشركة.
كما جاءت الصفقة في وقت يعاني فيه السهم من تراجع كبير منذ بداية العام، مما يجعل الصفقة أشبه إلى حدٍ كبيرٍ بحزمة إنقاذ.
حركة السعر
ارتفع سهم نايكي بنحو 4.7% بعد الإعلان مباشرة عن بيع 50000 سهمًا ليغلق قرب 60 دولار فيما يبدو أنه ارتداد قوي واضح في الاتجاه الصاعد بعد فترة طويلة من الهبوط.
جاءت هذه المشتريات في وقت تعاني فيه الشركة من مشكلات حقيقية على صعيد قوى العرض والطلب، إذ تسيطر حالة من الضعف على السوق في الصين، التي تُعد من أهم محركات النمو لنايكي.
لكن هذا المحرك الأساسي للنمو أضحى محاطًا بالكثير من العوامل السلبية التي تتضمن تباطؤ اقتصادي عام، ومنافسة قوية من علامات تجارية محلية، وتغير في سلوك المستهلكين، وهي العوامل التي أدت إلى تراجع المبيعات بشكل ملحوظ.
الرسوم الجمركية الأمريكية
الرسوم المفروضة على الواردات من آسيا — وخاصة الصين — رفعت تكاليف الإنتاج، مما ضغط على هوامش الربح وأثر على القدرة التنافسية للشركة.
وتمر الشركة أيضًا بعملية إعادة هيكلة متعددة مراحل وغير ذلك من الإصلاحات التي تتضمن تحسين سلاسل التوريد، تعزيز القنوات الرقمية، خفض تكلفة التشغيل، وإعادة تصميم المنتجات.
ورغم مساعي نايكي على كافة المستويات، لم تأت أي من تلك الجهود بثمارها، ولم تُترجم بعد إلى نتائج مالية قوية.
هل يمثل شراء كوك نقطة تحول؟
يرى البعض أن خطوة كوك تعكس ثقة داخلية قوية في أداء الشركة، وهو من العوامل الإيجابية التي قد تستمر بالدفع بالسهم إلى مستويات أعلى لفترة، كما تلقي هذه الصفقة الضوء على أن السهم وصل إلى مستويات مغرية للشراء.
لذا قد تكون مشتريات كوك من أسهم نايكي بداية لتعافٍ تدريجي في 2026. كما يمكن أن تسهم الصفقة في تعزيز وضع هذه العلامة التجارية عالميًا.
على الجانب الآخر، يرى البعض أن الصفقة قد لا يكون لها هذا الأثر الكبير، إذ يحذر أنصار هذه الفكرة من المشكلات التي ينطوي عليها انضمام الصين ما.
كما يمكن للرسوم الجمركية أن تشكل ضغوطًا تضغط على الأرباح والأداء المالي للشركة بصفة عامة. وتزداد المنافسة أيضًا بين نايكي وعلامات مثل أديداس ولولوليمون وعلامات آسيوية في حين يشهد الطلب العالمي على السلع الاستهلاكية تباطؤً.
تفاؤل حذر
تقييم الشركة يشير إلى أن المسؤولين بها رفعوا السعر المستهدف للسهم قليلًا بسبب “إشارة الثقة” من كوك.
وهناك فريق آخر احتفظوا نظرة محايدة بسبب التحديات الهيكلية. كما أن هناك قلة فقط تتوقع تعافيًا قويًا قبل النصف الثاني من 2026.
فرص
بصفة عامة، خطوة كوك كانت إيجابية للغاية، لكنها لم كافية وحدها لتغيير الاتجاه العام للسهم.
