نور تريندز / التقارير الاقتصادية / ملخص الأسبوع: بنوك مركزية تتحكم في حركة السعر في الأسبوع الجديد
ملخص الأسبوع

ملخص الأسبوع: بنوك مركزية تتحكم في حركة السعر في الأسبوع الجديد

كان الأسبوع الماضي حافلًا بالأحداث الهامة التي تحكمت في سير حركة السعر في أسواق المال العالمية، أبرزها تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي لم يضع وقتًا على الإطلاق ليبدأ التحدث إلى العالم في الكثير من الشؤون ذات الصلة والتأثير المباشرين على الأسواق. وجاءت تقارير أرباح الشركات أيضًا لتكون من بين الأحداث المؤثرة في الأسواق علاوة على رفع الفائدة من قبل بنك اليابان، وهو القرار الذي طال انتظاره. وسوف نتناول في ملخص الأسبوع أيضًا أهم الأحداث المؤثرة الأسبوع المقبل.

وأسفر تفاعل تلك الأحداث عن نتيجة تضمنت تراجع الدولار الأمريكي وارتفاع الذهب والأسهم الأمريكية مع صعود اليورو وأغلب العملات الرئيسية مقابل العملة الأمريكية بسبب حالة الضعف التي دخلت فيها على مدار الأسبوع الماضي.

الدولار الأمريكي والتعريفة الجمركية

كان الدولار الأمريكي من الأصول التي تعرضت لخسائر أسبوعية، وفقا لمستويات الإغلاق المسجلة الجمعة الماضية. وكان الحدث الأكثر تأثيرًا في حركة سعر العملة الأمريكية هو تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن التعريفة الجمركية والسياسيات التجارية الحمائية، مما أدى إلى حالة من التذبذب الشديد في أسواق المال والأصول المتداولة فيها في مقدمتها الأخضر.

وتحدث ترامب في مناسبتين، الأولى يوم التنصيب عب مراسم توليته رئاسة الولايات المتحدة رسميًا مع افتتاح تعاملات الأسبوع الماضي، وهو الاثنين الماضي الذي وافق عطلة يوم ماران لوثر كينج، إذ قال الرئيس الجديد: “سوف نعيد رسم ملامح النظام التجاري، وسوف نجعل الدول الأخرى تدفع تعريفة جمركية وضرائب حتى نجعل المواطنين أثرياء”، وهو ما يرجح أن الرئيس لم يكن يهدد عندما بدأ في تناول ملف السياسات التجارية أثناء حملته الانتخابية العام الماضي.

وأضاف: “سوف تتدفق مبالغ طائلة من المال إلى خزانتنا من مصادر خارجية، وسوف نؤسس لخدمات إيرادات خارجية”، مؤكدًا أنه سوف يعلن حالة طوارئ وطنية لقطاع الطاقة. وأدت هذه التصريحات ومثيلاتها إلى ارتفاع العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية بسبب انتماء التعريفة الجمركية إلى حزمة قيود تجارية من شأنها أن تؤدي إلى زيادة أسعار لمستهلك بعد أن تُمرر إليها تلك الرسوم، ومن ثم يرتفع الدولار الأمريكي لأن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يضطر حال ارتفاع التضخم إلى الإبقاء على الفائدة دون خفض لبعض الوقت.

الفائدة من بنك الاحتياطي الفيدرالي – المصدر: LSEG

كما هدد ترامب بفرض تعريفة جمركية إضافية بـ10% على الواردات الأمريكية من الصين في إطار التصعيد ضد الكميات الهائلة من دواء الفينتانيل، أحد أقوى مسكنات الألم، من أجل وقف هذا الدفق الكبير.

لكن العملة الأمريكية هبطت مرة ثانية لتنهي تعاملات الأسبوع في الاتجاه الهابط بعد أن تراجعت مخاوف التعريفة الجمركية بعض الشيء عقب ظهور تكهنات بأن ترامب قد يرجئ فرض هذه القيود الإضافية إلى وقت لاحق بسبب عدم توقيعه أمرًا تنفيذيًا بفرض التعريفة الإضافية على الصين وأوروبا. كما أكد ترامب بنفسه، أثناء حديث أدلى به لشبكة فوكس نيوز، أنه “لا يحبذ استخدام التعريفة الجمركية ضد الصين”.

الأسهم تحقق أرقامًا قياسية

رغم أنها لم تكن إيجابية من جميع الأوجه، كانت تقارير أرباح الشركات في الربع الرابع من العام الماضي، التي صدرت هذا الأسبوع، من العوامل التي دفعت بالأسهم الأمريكية في الاتجاه الصاعد لتحقق مكاسب أسبوعية كبيرة. كما كان خطاب ترامب عن الشؤون التجارية والاقتصادية بصفة عامة من أهم العوامل التي أدت إلى هذه المكاسب أيضًا.

وكانت شركات نتفليكس، وقطاع الذكاء الاصطناعي من أهم الشركات التي دعمت صعود الأسهم الأمريكية إلى أرقام قياسية على مدار الأسبوع، إذ تجاوزت عملاق الترفيه الأمريكي توقعات الأسواق علاوة على إعلان شركة أوراكل عن مبادرة لتطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بقيمة 100 مليار دولار بالتعاون مع شركتي أوبن أيه آي و مجموعة سوفتبانك.

وأسهمت تصريحات ترامب، في مناسبتين على مدار الأسبوع؛ خطاب التنصيب وخطابه أمام منتدى دافوس الاقتصادي، فيما حققته الأسهم الأمريكية من ارتفاع. وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام المنتدى العالمي: “سوف نخفض ضريبة الشركات إلى 15% إذا صنعتم منتجاتكم في الولايات المتحدة، ونريد أيضًا الاحترام من الدول الأخرى، بما في ذلك كندا. فلا نريدهم أن يصنعوا سياراتنا ولا نحتاج إلى أخشابهم، ولا لنفطهم، ولا لغازهم الطبيعي”.

وأضاف الرئيس: “وأضاف: “سأوقع مذكرة رئاسية تتضمن أوامر لمجلس الوزراء بحشد جميع الصلاحيات التي من شأنها القضاء على التضخم”، مضيفًا: “سوف أطلب من السعودية ودول أوبك خفض أسعار النفط العالمية. وأعتقد أنه بمجرد هبوط الأسعار، سوف تنتهي الحرب بين روسيا وأكرانيا على الفور. وفور هبوط الأسعار أيضًا، سوف أطالب بخفض معدل الفائدة أيضًا”.  

وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بحوالي 1000 نقطة مقارنة بالإغلاق الأسبوعي السابق مع اقتراب ستانددرز آند بورس500 من مستويات قريبة أعلى مستوى له في تاريخه الذي سجله أوائل الشهر الماضي. كما حقق ناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة مكاسب أسبوعية بحوالي  0.7%.   

ترامب يسحق أسعار النفط العالمية

تعرض النفط لخسائر كبيرة في نهاية الأسبوع لتوافر عدة أسباب أدت في نهاية تلك الفترة إلى هبوط لسبع جلسات تداول على التوالي. وكان الحدث الأكبر في أسواق النفط العالمية هو تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي ألقى الضوء على سياسات طاقة جديدة قد تؤدي إلى زيادة كبيرة في الإنتاج الأمريكي في الفترة المقبلة.

ووقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا الاثنين الماضي يقضي بانسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ، وذلك في نفس اليوم الذي وصل فيه إلى البيت الأبيض ليمارس عمله رسميًا كرئيس للولايات المتحدة بعد تنصيبه في قاعة “أرينا وان” في مقر الكابيتول.

كما وقع الرئيس الجديد رسالة رسمية موجهة إلى الأمم المتحدة لإبلاغها بأن بلاده تعتزم الخروج من الاتفاق المبرم في 2015 الذي يسعى إلى خفض انبعاثات الكربون والغازات الدفيئة المسببة للتغير المناخي.

الولايات المتحدة هي أكبر منتج للنفط على مستوى العالم – المصدر: إدارة معلومات الطاقة الأمريكية

ويأتي القرار الذي وقعه بشأنه ترامب هذا الأمر التنفيذي متواقفًا مع سياسات الطاقة التي تطرق إليها الرئيس في خطاب التنصيب الذي أدلى به الاثنين، والتي تتضمن زيادة في إنتاج الوقود الأحفوري بأنواعه في الولايات المتحدة.

وقال ترامب: “أنقذني الله حتى أعيد الولايات المتحدة عظيمة من جديد، وسوف نحفر في الصخر يا أعزائي سوف نحفر لنعيد ملأ مستودعات المخزونات الاستراتيجية من جديد”.

وكانت هذه التصريحات بمثابة ضربة قوية للنفط، إذ أثارت تكهنات بزيادة كبيرة في المعروض، مما يؤدي بطبيعة الحال إلى تراجع في الأسعار. كما تعهد ترامب، إلى جانب زيادة الإنتاج وتحول الولايات المتحدة إلى أحد أكبر مصدري النفط على مستوى العالم، بأن يتدخل في سياسات إنتاجية لدول إنتاجية أخرى.   

وقال الرئيس الأمريكي: “سوف أطلب من السعودية ودول أوبك خفض أسعار النفط العالمية. وأعتقد أنه بمجرد هبوط الأسعار، سوف تنتهي الحرب بين روسيا وأكرانيا على الفور. وفور هبوط الأسعار أيضًا، سوف أطالب بخفض معدل الفائدة أيضًا”. 

اليورو يحقق مكاسب أسبوعية

حقق اليورو مكاسب أسبوعية مستغلًا ضعف الدولار الأمريكي الذي جاء نتيجة توقعات في الأسواق بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد يرجئ فرض تعريفة جمركية إضافية على الواردات الأمريكية القادمة من الخارج إلى الولايات المتحدة إلى وقتٍ لاحقٍ، وهو ما أدى إلى تحسن في شهية المخاطرة في أسواق المال العالمية.

كما تأثر الدولار الأمريكي بعدم توقيع الرئيس ترامب أي أوامر تنفيذية تتعلق بالتعريفة الجمركية. وأدلى الرئيس الجديد بتصريحات مباشرة وواضحة لشبكة فوكس نيوز الإخبارية مفادها أنه “لا يحبذ استخدام التعريفة الجمركية ضد الصين”.

وارتفع اليورو/ دولار إلى 1.0491 مقابل الإغلاق الأسبوعي الماضي الذي سجل 1.0266. وسجل الزوج أدنى مستوى له في أسبوع التداول المنتهي في 25 يناير الجاري عند 1.0256 مقابل أعلى المستويات الذي سجل 1.0521.

الفيدرالي والأسبوع الجديد

يتوقع على نطاق واسع أن يتوقف بنك الاحتياطي الفيدرالي عن خفض الفائدة في اجتماع يناير الجاري، وهو ما قد يأتي نتيجة لأن التضخم لا يزال أعلى من هدف البنك المركزي المحدد بـ2.00%، لكنه مستمر في الهبوط، علاوة على أن القوة التي لا يزال سوق العمل يظهرها في الفترة الأخيرة.

ومن المتوقع أن يكون هناك ميل في اجتماع البنك المركزي، المقرر انعقاده في 28 و29 يناير الجاري، إلى النظر بتأني في البيانات التي ظهرت في الفترة الأخيرة، وهو ما يكشف عن ضرورة الإبقاء على معدل الفائدة دون تغيير رغم استقرار التضخم، وذلك لاستمرار التحسن في أوضاع سوق العمل.

الفائدة الأوروبية – المصدر: LSEG

على النقيض من الفيدرالي، تشير توقعات منتشرة في الأسواق إلى إمكانية أن يخفض البنك المركزي الأوروبي الفائدة 25 نقطة أساس، استمرارًا للنهج التدريجي في خفض الفائدة الذي تحدث عن أنه قد يلتزم به على مدار 2025.

رغم ذلك، هناك توقعات أخرى أقل انتشارًا بإمكانية أن يخفض البنك المركزي الفائدة 50 نقطة أساس. لكن يستبعد أن يكون الخفض بهذا الحجم نظرًا لاستمرار التضخم في منطقة اليورو عند مستوى 4.00%، وهو ما يمثل حوالي ضعف هدف البنك المركزي علاوة على ارتفاع نمو الأجور عند أعلى المستويات في حوالي 30 سنة، وهي بيئة اقتصادية لا تشجع على خفض كبير للفائدة.

ويتوقع أيضًا أن يخفض بنك كندا الفائدة 25 نقطة أساس الأربعاء المقبل مع أنه البنك المركزي الأكثر خفضًا للفائدة بين البنوك المركزية الرئيسية منذ بدء الدورة الحالية من التيسير الكمي. وسجل معدل التضخم الكندي 1.8% في ديسمبر الماضي مع تسجيل القراءات التي تستثني أسعار الغذاء والطاقة تراجعًا هي الأخرى، مما يمهد الطريق أمام خفض جديد للفائدة.

كما تظهر تقارير أرباح عمالقة التكنولوجيا الأسبوع الجديد يتقدمها تقرير أرباح عملاق السيارات الكهربائية تيسلا. كما تصدر شركات ميكروسوفت، ومنصات ميتا، وعملاق تكنولوجيا الاتصالات أبل تقارير أرباحها. ومن قطاع النفط، تصدر تقارير أرباح شيفرون وإكسون موبيل.

تحقق أيضا

Dubai TV Interview - Noor Capital

نور كابيتال | لقاء محمد حشاد على شاشة دبي – 22 يناير 2025