انتهت تعاملات الأسبوع الماضي بتحسن في شهية المخاطرة جاء بصفة أساسية بسبب الأداء المالي الإيجابي لعمالقة التكنولوجيا علاوة على ظهور بيانات كان من شأنها إضعاف التوقعات بالمزيد من رفع الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي.
وأنهى الدولار الأمريكي تعاملات الأسبوع الماضي في الاتجاه الهابط مقابل سلة العملات الرئيسية متأثرا ببيانات النمو والتضخم في الولايات المتحدة علاوة على تحسن كبير في شهية المخاطرة عقب تحقيق عمالقة التكنولوجيا في وول ستريت أرباحًا فاقت توقعات السوق.
وهبط مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية، إلى 101.66 نقطة مقابل الإغلاق المسجل نهاية الأسبوع السابق عند 101.80 نقطة.
وارتفعت قراءة الناتج المحلي الإجمالي الصيني في الربع الأول من العام الجاري بـ2.2% مقابل القراءة المسجلة في ربع السنة الماضي عند 0.0%، وهو ما جاء متوافقا مع توقعات الأسواق.
كما سجلت القراءة السنوية للنمو الصيني ارتفاعا بـ 4.5% مقابل الارتفاع في نفس الفترة من العام الماضي بـ 2.9%، وهو ما جاء أعلى من توقعات السوق التي سجلت 4.00%.
وكانت قراءات النمو الصيني من العوامل التي أدت إلى تحسن في شهية المخاطرة في الأسواق. وألقت بيانات التوظيف البريطانية الضوء على ثبات في نمو الأجور البريطانية، مما قد يدفع السلطات النقدية المزيد من رفع الفائدة.
وارتفعت القراءة السنوية لمؤشر الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي بواقع 1.1% في الربع الأول من 2023 مقابل القراءة المسجلة عن نفس الفترة من العام الماضي التي ألقت الضوء على ارتفاع أكبر بـ 2.6%، وهو ما جاء أدنى من توقعات السوق التي أشارت إلى ارتفاع بـ 2.00%.
وحققت القراءة ربع السنوية لنمو الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة ارتفاعا بـ 4.00% في الأشهر الثلاثة المنتهية في مارس الماضي مقابل القراءة المسجلة في الربع الأخير من 2022 عند 3.9%، وهو ما جاء أفضل من توقعات الأسواق التي رجحت 3.8%.
وتُعد القراءة السنوية هي الأكثر تأثيرا في الأسواق لأنها تغطي فترة زمنية أكبر ، مما يجعل الرؤية أوضح للمسار المستقبلي للنمو.
وحققت طلبات السلع المعمرة قفزة بـ3.2% في مارس الماضي، وهو ما تجاوز توقعات الأسواق إلى حدٍ بعيد بعد أن أشارت إلى ارتفاع لا يتجاوز 0.7%، وذلك وفقا للقراءة الشهرية.
تقارير الأرباح
أعلنت شركة ميكروسوفت أنها حققت أرباحا فاقت توقعات الأسواق في الربع الأول من 2023، وفقا لتقرير الأداء المالي لتلك الفترة الصادر الأسبوع الماضي.
كما سجلت شركة ألفابيت، المالكة لجوجل، أرباحا بـ 1.17 دولار للسهم مقابل التوقعات التي أشارت إلى احتمال تحقيق أرباح أقل بـ 1.07 دولار للسهم الصادرة عن ريفينيتيف في وقت سابق.
ارتفعت أرباح شركة ميتا، المالكة لفيسبوك وواتساب وإنستاجرام، إلى مستويات فاقت توقعات الأسواق، وفقا لتقريرالأرباح الصادر الأسبوع الماضي.
وارتفعت الأرباح إلى 2.20 دولار للسهم مقابل التوقعات التي أصدرتها ريفينيتيف في وقت سابق التي أشارت إلى 2.03 دولار للسهم. ورغم تجاوز التوقعات، شهد إجمالي أرباح عملاق التواصل الاجتماعي هبوطا بـ24% إلى 5.71 مليار دولار في الربع الأول من 2023 مقابل الأرباح المسجلة في نفس الفترة من العام الماضي الذي سجلت 7.47 مليار دولار.
مكاسب محدودة للذهب
على حساب الدولار الأمريكي، تمكن الذهب من تحقيق مكاسب هامشية في ختام تعاملات الأسبوع المنتهي في 28 إبريل الجاري. مع ذلك، لم يسلم المعدن النفيس من المعاناة هو الآخر بسبب تحسن شهية المخاطرة.
وارتفعت العقود الآجلة للذهب إلى 1989 دولار للأونصة مقابل الإغلاق الأسبوعي الماضي الذي سجل 1982 دولار للأونصة.
وهبطت عقود المعدن النفيس إلى أدنى مستوى لها الأسبوع الماضي عند 1974 دولار للأونصة مقابل أعلى المستويات الذي سجل 2009 دولار للأونصة.
وظهرت دفعات من البيانات التي وأشارت البيانات الأمريكية إلى ثبات في مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة ثباتا عند 0.3% في مارس الماضي، وفقا للقراءة الشهرية مقابل القراءة السابقة والتوقعات التي سجلت نفس الرقم.
وارتفعت أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي بـ 4.6% في مارس الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 4.7%، وهو ما جاء في أعلى من توقعات السوق التي أشارت إلى ارتفاع بــ4.5%.
وأدت هذه البيانات إلى تراجع في توقعات رفع الفيدرالي الفائدة في اجتماع مايو المقبل بعد الوصول إلى هذه الحالة القريبة من استقرار الأسعار، وهو ما كان من شأنه أن يصب في صالح الدولار الأمريكي لكنه لم يفعل ذلك نظرا للتحسن الشديد في شهية المخاطرة.
تجدر الإشارة إلى أن مؤشرات نفقات الاستهلاك الشخصي تُعد الأكثر مصداقية لدى الفيدرالي، والتي يعتمد عليها في التعرف على حالة التضخم في الولايات المتحدة.
مكاسب هامشية لليورو
تمكن اليورو من تحقيق مكاسب محدودة في الأسبوع المنتهي في 28 إبريل الجاري بضغط من الدولار الأمريكي الذي – رغم خسائره المحدودة – كان سببا في الحد من صعود العملة الأوروبية الموحدة.
وجاء ختام تعاملات الجمعة الماضية وأسبوع التداول المنقضي بإغلاق إيجابي لليورو فوق مستمى 1.1000، إذ توقف عند 1.1016 مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 1.0988.
وهبط الزوج إلى أدنى مستوى له الأسبوع الماضي عند 1.0962 مقابل أعلى المستويات الذي سجل 1.1095.
كما تلقى العملة الموحدة الدعم من توقعات السوق بارتفاع أسعار الفائدة الذي من شأنه أن يؤدي إلى زيادة تدفقات رأس المال إلى أوروبا. وتلقى دعما من مصدر آخر بعد تصريحات رئيس البنك المركزي البلجيكي بيير ونش الذي قال “نحن ننتظر انخفاض نمو الأجور والتضخم الأساسي… قبل أن نصل إلى النقطة التي يمكننا التوقف عندها”.
وتدعم تصريحات ونش التعليقات الصادرة عن رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد التي لفتت إلى أنه لا يزال هناك “بعض الطريق لنقطعه” قبل أن ينهي البنك المركزي الأوروبي رفع أسعار الفائدة.
متاعب محتملة للإسترليني
حقق الإسترليني مكاسب أسبوعية، مستمرا في الاستفادة من بيانات التوظيف والتضخم الأمريكية التي ألقت الضوء على أنه لا تزال هناك حاجة إلى المزيد من رفع الفائدة من قبل بنك إنجلترا.
وارتفع الإسترليني/ دولار إلى 1.2564 في الأسبوع المنتهي في 28 إبريل الجاري مقابل الإغلاق الأسبوعي السابق الذي سجل 1.2441. وسجل الزوج أدنى مستوى له في أسبوع التداول الماضي عند 1.2386 مقابل أعلى المستويات الذي سجل 1.2583.
وأعلن اتحاد سائقي القطارات في المملكة المتحدة (أسيلف) عن دخول العاملين في القطاع في إضراب جديد، والذي كان من شأنه أن يؤثر سلبا على حركة سعر الجنيه الإسترليني. وكان إضراب سائقي القطارات في البلاد الشتاء الماضي من العوامل التي القت بظلال سلبية على الاقتصاد.
وتستمر العملة البريطانية في الصعود مقابل الدولار الأمريكي مدعومة بتصاعد توقعات رفع الفائدة من قبل بنك إنجلترا في اجتماع لجنة السياسة النقدية في البنك المركزي في مايو المقبل، وهي التوقعات التي تغذيها البيانات الصادرة الأسبوع الماضي التي ألقت الضوء على استمرار ارتفاع التضخم السنوي البريطاني فوق مستوى 10.00%
اجتماع الفيدرالي وتقارير الأرباح
تجتمع لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة الأربعاء المقبل وسط توقعات بأن يرفع الفيدرالي الفائدة بـ 25 نقطة أساس ليصل المعدل الرئيسي للفائدة الفيدرالية إلى 5.00%- 5.25%، وفقا لتوقعات المسار المستقبلي للعقود لآجلة لمعدل الفائدة التي يتم تداولها في بورصة شيكاجو.
وتشير التوقعات أيضا إلى أن رفع الفائدة في اجتماع مايو المقبل قد يكون الأخير في دورة التشديد الكمي الحالية، والذي يأتي ليصل بإجمالي رفع المعدلات الرئيسية بواقع 475 نقطة منذ مارس 2022.
ومنذ بدايتها، تستهدف هذه الدورة من رفع الفائدة أو التشديد الكمي التصدي للارتفاعات الحادة في معدلات تضخم أسعار المستهلكين والمنتجين في الولايات المتحدة.
ويتصدر اجتماع الفيدرالي الأحداث الهامة التي من شأنها التأثير على مسار حركة السعر في أسواق المال العالمية على مدار الأسبوع المقبل. وحال تحقق التوقعات برفع الفائدة، تتزايد احتمالات صعود الدولار الأمريكي مقابل هبوط العقود الآجلة للذهب وعلى حساب الأسهم في وول ستريت.
وإذا تحقق السيناريو العكسي بعدم رفع الفائدة الفيدرالية، قد نشاهد سير العملة الأمريكية والذهب والأسهم في وول ستريت في الاتجاه المعاكس لما يفترض أن يكون عليه في حالة رفع الفائدة.
ويصدر عدد من الشركات المدرجة في مؤشرات الأسهم العالمية تقارير أرباح الربع الأول من العام الجاري، في مقدمتها، شركات فايزر للأدوية، وأوبر لتطبيق سيارات الأجرة، وأبل، ورويال داتش، وشل، وبي بي، وبيركشاير هاثاواي التي يمتلك أغلب أسهمها الملياردير وارن بافيت.