كانت بيانات التوظيف الأمريكية تستحوذ على جل اهتمام السوق في الأسبوع الماضي. فقد سجلت قراءة مؤشر التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية في الولايات المتحدة الصادر عن مكتب إحصاء العمالة الجمعة ارتفاعا بـ216000 ألف وظيفة في ديسمبر الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 173000 ألف وظيفة بعد المراجعة إلى هبوط مقابل القراءة الأصلية التي سجلت 199000، وهو ما تجاوز توقعات الأسواق التي أشارت إلى 170000 وظيفة.
وارتفع نمو الأجور السنوي بـ 4.1% في ديسمبر الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 4.00%، وفقا للقراءة السنوية لمؤشر متوسط الكسب في الساعة الصادر الجمعة.
ولم تشهد القراءة الشهرية لمؤشر متوسط الكسب في الساعة أي تغيير لتستقر عند 0.4% مقابل القراءة السابقة المسجلة في نوفمبر الماضي، وهو ما جاء أعلى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 0.3%.
واستقر معدل البطالة الأمريكية عند 3.7% في ديسمبر الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت نفس المستوى، وهو ما جاء أدنى من توقعات السوق التي أشارت إلى 3.8%.
وعلى خلفية هذه البيانات، ارتفع مؤشر الدولار بشكل حاد يوم الجمعة ليصل إلى مستوى 103، متجهًا نحو أفضل أسبوع له منذ يوليو، حيث دفع تقرير قوي عن الوظائف المتداولين إلى تقليص توقعاتهم لانخفاضات مبكرة وكبيرة لأسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي في العام المقبل.
وارتفعت عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى 4.050% مقابل الإغلاق المسجل الخميس الماضي عند 3.999%. وهبطت العائدات على السندات المعيارية إلى أدنى مستوى لها في يوم التداول الجاري عند 3.945% مقابل أعلى المستويات الذي سجل 4.103%.
وفي منطقة اليورو، شهدت منطقة اليورو ارتفاعًا مفاجئًا في معدل التضخم خلال شهر ديسمبر، حيث قفز من 2.4٪ في نوفمبر إلى 2.9٪، متخلفًا بشقٍ بسيط عن توقعات السوق عند 3.0٪. ويُعزى هذا الارتفاع إلى حد كبير إلى عوامل تقنية، مثل انتهاء بعض الإعانات الحكومية واستبعاد انخفاض أسعار الطاقة من المقارنات السنوية.
وتتماشى هذه البيانات مع توقعات البنك المركزي الأوروبي القائلة بأن التضخم بلغ أدنى نقطة له في نوفمبر وسيستقر الآن في نطاق 2.5٪ إلى 3٪ حتى عام 2024، وهو أعلى بكثير من هدف البنك البالغ 2٪، قبل أن يتباطأ مرة أخرى في عام 2025.
لكن علامة مشجعة تتمثل في تراجع التضخم الأساسي، والذي يستبعد الغذاء والطاقة، حيث انخفض من 3.6٪ إلى 3.4٪، مما يشير إلى أن ضغوط الأسعار لا تزال تتراجع، حتى مع ارتفاع الرقم الرئيسي.
وعليه، انخفض اليورو إلى ما دون مستوى 1.1 دولار أمريكي، مقتربا من أدنى مستوياته في ثلاثة أسابيع، حيث يحاول المستثمرون استيعاب تأثير بيانات التضخم ومؤشرات مديري المشتريات الأخيرة على السياسة النقدية.
النفط
ارتفعت أسعار النفط الجمعة بعد أن أشار محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى أن التضخم تحت السيطرة، بالإضافة إلى استعداد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للزيارة الشرق الأوسط في محاولة لمنع تصعيد الصراع بين إسرائيل وغزة.
وارتفع خام برنت الآجل بنسبة 0.76% ليصل إلى 78.20 دولارًا للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 1.00%، ليصل إلى 72.91 دولارًا .
وكانت قد أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن مخزونات البنزين سجلت الأسبوع الماضي أعلى زيادة أسبوعية على أسبوعية منذ أكثر من 30 عامًا، بينما انخفضت منتجات التقطير، وهي مقياس تقريبي للطلب، إلى أدنى مستوى لها منذ عام 1999.
الأسبوع المقبل
الولايات المتحدة:
- ستكون الأنظار متجهة بشكل أساسي إلى معدلات التضخم لشهر ديسمبر، يليها تجارة السلع الخارجية، وأسعار المنتجين، وخطابات مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
ألمانيا:
- ستكشف بيانات هذا الأسبوع عن طلبات المصانع، والإنتاج الصناعي، والصادرات والواردات.
المملكة المتحدة:
- ستصدر المملكة المتحدة أرقام نمو الناتج المحلي الإجمالي ونسبة الإنتاج الصناعي لشهر نوفمبر.