بعد عودة الأسواق من موسم العطلات، سادت حالة من التردد بين المستثمرين وانصب تركيزهم على نتائج اجتماع الاحتياطي الفيدرالي وبيانات الوظائف بالقطاع غير الزراعي الأمريكي لمعرفة كيف سيكون مسار الفائدة مستقبلاً.
محضر اجتماع الفيدرالي
أشارت نتائج اجتماع الفيدرالي الصادرة الأربعاء إلى أن أعضاء لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة يرون أن هناك مخاطرة كبيرة في التحول إلى التيسير في وقت مبكر والسماح للتضخم بالمزيد الصعود الحاد.
وقالت النتائج إن “المشاركين في الاجتماع الماضي رجحوا أن مخاوف الصعود في إطار النظرة المستقبلية للتضخم تظل من عاملا رئيسيا في تحديد النظرة المستقبلية للسياسة النقدية”.
ورأى الأعضاء أن “الإبقاء على النهج التشديدي للسياسة النقدية لفترة طويلة حتى يبدأ التضخم في اتخاذ الاتجاه الهابط في نحو هدف البنك المركزي المحدد بـ 2.00% هو الخيار الملائم من منظور إدارة المخاطر”.
وتزامنا مع رفع الفائدة، يقلص الفيدرالي حجم كشوف الموازنة المحملة بتريليونات الدولارات منذ أزمة فيروس كورونا، وذلك من خلال إعادة بيع أصول تم شراؤها في وقت الأزمة بقيمة 95 مليار دولار شهريا.
وبدأ التخلص من أعباء كشوف الموازنة للبنك المركزي ببرنامج انطلق في أوائل يونيو الماضي، والذي نتج عنه إعادة بيع أصول بقيمة 364 مليار دولار ليتراجع إجمالي مشتريات الأصول في كشوف موازنة الفيدرالي إلى 8.5 ترليون دولار.
أرقام الوظائف الأمريكية
تباطأ معدل نمو الوظائف بالقطاع غير الزراعي الأمريكي في شهر ديسمبر، لكنه كان لا يزال أفضل من المتوقع، في إشارة إلى أن سوق العمل لا يزال قوياً حتى مع محاولة الاحتياطي الفيدرالي إبطاء النمو الاقتصادي.
فقد ارتفع عدد الوظائف بالقطاع غير الزراعي بمقدار 223 ألف لهذا الشهر مقابل التوقعات التي بلغت 200 ألف. بينما انخفض معدل البطالة إلى 3.5%، أي أقل من التوقعات بمقدار 0.2 نقطة مئوية. سجل نمو الوظائف انخفاضًا طفيفًا من زيادة 256000 في نوفمبر، والتي تم تعديلها بانخفاض 7000 عن التقدير الأولي.
وجاء نمو الأجور أقل من المتوقع في إشارة إلى أن ضغوط التضخم قد بدأت في التراجع. وارتفع متوسط الأجر في الساعة 0.3% للشهر وزاد 4.6% عن العام الماضي. كانت التقديرات ذات الصلة للنمو 0.4% و5%.
وفي أعقاب القرار، تخلى مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) -الذي يتتبع أداء العملة الأمريكية مقابل مجموعة من المنافسين الرئيسيين- عن مكاسبه الأولية وعاد إلى المنطقة السلبية دون مستوى 105.00 اليوم الجمعة.
وفي أعقاب صدور بيانات الوظائف الأمريكية، سرعان ما ترك المؤشر وراءه الارتفاع السابق إلى أعلى مستوياته في 4 أسابيع عند النطاق 105.60/65 وهبط عائداً إلى المنطقة دون 105.00 حيث يواصل المستثمرون استيعاب البيانات.
فيما انخفض العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات دون 3.7% في أوائل يناير، وهو أدنى مستوى في أسبوعين، حيث أدى المزيد من الأدلة على سوق العمل القوي وسط تباطؤ نمو الأجور إلى زيادة مخاوف الركود قبل تشديد الأوضاع النقدية.
أرقام معدل التضخم الأوروبي
أعلن مكتب الإحصاء الأوروبي (اليوروستات) اليوم الجمعة أن معدل التضخم في منطقة اليورو، وفقًا لقياس المؤشر المنسق لأسعار المستهلك (HICP، انخفض إلى 9.2% على أساس سنوي في ديسمبر من 10.1% في نوفمبر.
وجاءت هذه القراءة أقل من توقعات السوق التي استقرت عند 9.7%.. وكان قد ارتفع مؤشر HICP الأساسي السنوي إلى 5.2% من 5% متجاوزًا تقديرات المحللين البالغة 5%.
وعلى أساس شهري، انخفض مؤشر HICP بنسبة 0.3%، فيما ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بقيمته الأساسية بنسبة 0.6%.
وعليه، ارتفع زوج اليورو/الدولار الأمريكي بشكل طفيف مع رد الفعل الأولي لأرقام التضخم وشوهد آخر مرة يتداول عند 1.0515، حيث انخفض بنسبة 0.05% على أساس يومي.
الأسبوع المقبل
يحتل تقرير معدل التضخم الأمريكي مركز الصدارة في البيانات المهمة هذا الأسبوع إلى جانب خطاب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي باول في ندوة ريكسبانك الدولية، ومعنويات المستهلك في جامعة ميشيغان.
وفي الصين، سيتم إصدار بيانات مؤشر أسعار المستهلكين في الصين، والهند، والمكسيك، والبرازيل. أخيرًا، سوف يراقب المستثمرون عن كثب بيانات التجارة الخارجية للصين وأستراليا ومنطقة اليورو والمملكة المتحدة وأرقام نمو الناتج المحلي الإجمالي لشهر نوفمبر للمملكة المتحدة واجتماع السياسة النقدية في كوريا الجنوبية.