لم تكن هناك الكثير من الأحداث المدوية خلال الأسبوع الماضي المنتهي يوم 16-9-2022؛ حيث كان الحدث الأبرز هو بيانات التضخم الأمريكي ومجموعة أخرى من البيانات، التي سنستعرضها بشكل مفصل لاحقًا.
وعلى صعيد سوق السلع، أنهت العقود الآجلة للنفط الأمريكي تعاملات الجمعة في الاتجاه الصاعد بعد تحقيق ارتفاع محدود بعد ظهور مخاوف حيال تصعيد روسي حيال قرار ألمانيا مصادرة فروع شركة روزنفت العاملة لديها.
وارتفعت العقود الآجلة للخام الأمريكي إلى 85.28 دولار، وهبطت عقود الخام الأمريكي إلى أدنى مستوى لها عند 84.29 دولار مقابل أعلى المستويات الذي سجل 86.58 دولار.
وكانت قد قررت الحكومة الألمانية مصادرة فروع شركة روزنفت الروسية في ألمانيا مؤقتا في إطار إجراءات ذات صلة بأمن الطاقة في البلاد.
وعلى مدار تعاملات يوم الجمعة الماضي، كان الصعود حليفًا للذهب غير أنه كان صعود محدود، حيث ارتفعت العقود الآجلة للذهب إلى مستويات أعلى من 1673 دولار للأونصة بينما سجل أعلى المستويات التي بلغتها العقود الآجلة للذهب 1680 دولار للأونصة. وفيما يلي نظرة على أبرز ما شهدته الأسواق في الأسبوع الماضي:
قرار الفائدة الروسية
خفض البنك المركزي الروسي سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 50 نقطة أساس إلى 7.5٪ خلال اجتماعه في سبتمبر 2022، كما كان متوقعًا. كان هذا هو الخفض السادس على التوالي لسعر الفائدة حيث يستمر التضخم في التراجع.
ووفقًا لتوقعات بنك روسيا، سيبلغ معدل التضخم السنوي 11.0-13.0٪ في عام 2022.
وبالنظر إلى موقف السياسة النقدية؟سينخفض إلى 5.0–7.0٪ في عام 2023 ، ليعود إلى 4٪ في عام 2024.
وعن السياسة التوجيهية المستقبلية، سيأخذ بنك روسيا في الاعتبار ديناميكيات التضخم الفعلية والمتوقعة المتعلقة بعمليات التحول المستهدف والاقتصادي، بالإضافة إلى المخاطر التي تشكلها الظروف المحلية والخارجية ورد فعل الأسواق المالية.
تحذيرات البنك الدولي
توقع البنك الدولي ارتفاع التضخم باستثناء أسعار الغذاء والطاقة على مستوى العالم إلى 5.00% في 2023 ما لم تتراجع اضطرابات سلاسل التوريد وضغوط سوق العمل.
وأشار التقرير الصادر عن البنك الدولي الخميس إلى أن “مخاطر الركود العالمي ترتفع في 2023 وسط استمرار رفع الفائدة من قبل البنوك المركزية الرئيسية”.
وأضاف أن البنوك المركزية “قد ترفع الفائدة بواقع 2.00% حتى تصل بمعدل التضخم إلى أهدافها الرسمية”، مرجحا أنه على البنوك المركزية أن تركز على تعزيز الإنتاج بدلا من تقليل الاستهلاك”.
نظام دمج الإيثيريوم
اكتمل دمج الإيثيريوم بنجاح الخميس بعد سنوات طويلة انتظرت خلالها الأسواق هذا التحديث الأهم في تاريخ العملة المشفرة صاحبة المركز الثاني بين أكبر العملات من هذا النوع على مستوى العالم.
وبالفعل انتقلت شبكة البلوكتشاين المشغلة للإيثيريوم من بروتوكول “إثبات صحة العمل” إلى بروتوكول “إثبات صحة الحصة”، وهو أهم تحديث في تاريخ العملات المشفرة لما يتوقع أن يحدثه من ثورة في تقنيات الأصول الرقمية.
وتكمن أهمية هذا التحديث في أنه قد يعمل على توفير الطاقة المستخدمة في إجراء التعاملات على شبكة الإيثيريوم بأكثر من 90%، وهو ما قد يسهم في تغيير نظرة العالم للعملات المشفرة بصفة عامة.
وكانت قد ارتفعت البيتكوين في نهاية يوم التداول الأربعاء بدفعة من تقرير أشار إلى أن بريطانيا هي الدولة الكبرى الأكثر تبنيا للعملات المشفرة على مدار عام 2022.
وارتفعت البيتكوين إلى 20233 دولار للوحدة مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 20177 دولار للوحدة. وهبطت العملة الأكبر من حيث حجم التعاملات بين العملات المشفرة إلى أدنى مستوى لها في يوم التداول الأربعاء عند 19623 دولار مقابل أعلى المستويات الذي سجل 20625 دولار.
بيانات التضخم
سجلت بيانات التضخم الأمريكية قراءات متباينة الثلاثاء أشارت في مجملها إلى استمرار ارتفاع الأسعار في الولايات المتحدة على مستوى أسعار المستهلك.
وارتفعت أسعار المستهلك الأمريكي بواقع 0.1% في أغسطس الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 0.0%، وهو ما فاق توقعات السوق التي أشارت إلى 0.1-%، وفقا للقراءة الشهرية للمؤشر.
لكن القراءة السنوية لأسعار المستهلك هبطت إلى 8.3% مقابل قراءة يوليو التي سجلت 8.5%، لكن القراءة جاءت أعلى من توقعات السوق التي أشارت إلى 8.1%.
وباستثناء أسعار الغذاء والطاقة، سجل تضخم أسعار المستهلك الأمريكي ارتفاع بنسبة 0.6% الشهر الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 0.3%، وهو نفس المستويات التي أشارت إليها التوقعات، وفقا للقراءة الشهرية في حين ارتفعت القراءة السنوية للمؤشر أيضا بواقع 6.3% مقابل القراءة السابقة التي سجلت 5.9%.
فيما استقر معدل التضخم السنوي في منطقة اليورو عند مستوى قياسي بلغ 9.1٪ في أغسطس من عام 2022، مقارنة بـ 8.9٪ في يوليو.
وباستثناء الطاقة والغذاء والكحول والتبغ، ارتفع التضخم الأساسي إلى مستوى قياسي مرتفع بلغ 4.3٪ من 4٪ في يوليو ، في إشارة إلى ضغوط الأسعار المنتشرة بالفعل في جميع قطاعات الاقتصاد.
ومقارنة بالشهر السابق، ارتفعت أسعار المستهلك بنسبة 0.6٪، أعلى قليلاً من القراءة الأولية البالغة 0.5٪.
تطورات أخرى
قالت شبكة ستاندردز آند بورس جلوبال إن الولايات المتحدة تتوقع أن يؤدي وضع سقف لأسعار النفط الروسي إلى توفير ميزة نسبية لدول آسيا تدعمها في التفاوض مع الجانب الروسي للحصول على سعر أقل للنفط بغض النظر عن إمكانية انضمام الصين والهند إلى اتفاق دول مجموعة السبع على وضع سقف لأسعار النفط الروسي.
وأضاف التقرير أن دول مجموعة السبع تعول على أن روسيا قد تعمل على إعادة توجيه كميات كبيرة من صادراتها النفطية إلى آسيا بدلا من إغلاق منشآتها النووية. وترى الولايات المتحدة أن توفير صادرات الطاقة حوالي نصف تمويلات الحكومة الروسية، قد يقبل بوتين بتخفيض سعر النفط الروسي بدلا من إهدار فرصة الخصول على الاحتياجات التمويلية لبلاده بعد اللجوء إلى الخيار الثاني وهو وقف الإنتاج.
وأشار التقرير إلى أن سقف السعري للنفط الروسي يتجاوز إلى حدٍ كبيرٍ كونه مجرد زيادة هامشية في تكلفة الإنتاج بالنسبة لموسكو، لذلك سوف يكون لدى روسيا محفز للاستمرار في إنتاج النفط وبيعه.
الأسبوع المقبل
ستهيمن الأسبوع المقبل على السوق قرارات أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية الكبرى بما في ذلك الاحتياطي الفيدرالي، وبنك إنجلترا، وبنك اليابان.
وسيكون هناك أيضًا تركيز على معدلات التضخم في اليابان وكندا، ومناخ الأعمال IFO لألمانيا، وبيانات الإسكان في الولايات المتحدة.
كما سينتظر المستثمرون أرقام مديري المشتريات الخدمية والتصنيعية في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ومنطقة اليورو وفرنسا وألمانيا وأستراليا واليابان.