صوت أعضاء لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة لصالح الإبقاء على معدل الفائدة دون تغيير في نهاية اجتماع يونيو الجاري الأربعاء، وهو ما جاء متوافقا تماما ع توقعات السوق التي أشارت إلى ذلك في الفترة الأخيرة.
وأشار بيان الفائدة الصادر عن اللجنة إلى أنه من المناسب أن يكون هناك رفع آخر لمعدل الفائدة بـ 25 نقطة أساس في الفترة المقبلة، وهو أيضا ما جاء متوافقا مع توقعات الأسواق.
وقال جيروم باول، رئيس الفيدرالي، بعد إصدار الفيدرالي بيان الفائدة: “رفعنا معدل الفائدة بخمس نقاط في المئة، ونستمر في التقليل من سندات الخزانة الأمريكية التي في حوزة البنك المركزي بوتيرة سريعة. ونجحنا في كسب المزيد من الأرض، لكن أحدا لم يشعر بعد بالآثار التي تترتب على ما اتخذناه من إجراءات”.
وقال البيان الصادر عن الفيدرالي بعد انتهاء اجتماع يونيو إن صانعي السياسات في الفيدرالي “سوف ينتظرون ستة أسابيع ليروا ما آثار تحركات السياسة النقدية وسط استمرار الفيدالي في معركته ضد التضخم الذي أظهر إشارات واعدة رغم أنها متفاوتة”.
وأضاف البيان: “الإبقاء على النطاق المستهدف للفائدة دون تغيير في هذا الاجتماع يسمح للجنة بتقييم معلومات إضافية وآثارها على السياسة النقدية”.
ورغم عدم المساس بمعدل الفائدة في اجتماع يونيو، كانت المفاجأة هي ارتفاع توقعات الفائدة الصادرة عن لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة لعام 2023.
مفاجأة الفيدرالي
أشارت توقعات لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة، التي تستند إلى تصويت أعضاء اللجنة البالغ عددهم 12 عضوا في مايو 2023، إلى إمكانية ارتفاع الفائدة الفيدرالية في نهاية 2023 إلى 5.6% مقابل نتيجة التصويت الذي أُجري في مارس 2023 عند 5.1%.
كما أشار التصويت إلى أن أعضاء اللجنة، الذي يطلق عليه “dot plot”، يتوقعون ترجع معدل الفائدة إلى نطاق 4.3% – 4.6% في نهاية 2024 مقارنة بالتوقعات الرسمية الصادرة تزامنا مع بيان الفائدة الصادر بعد اجتماع مارس الماضي التي أشارت إلى 4.3%.
وفيما يتعلق بعام 2025، أشارت توقعات أعضاء لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة إلى إمكانية أن تشهد الفائدة المزيد من الخفض لتصل إلى نطاق 3.4% مقابل الإصدار السابق من تلك التوقعات التي أشارت إلى 3.1%.
التضخم لا يزال مرتفعا
قال جيروم باول، رئيس مجلس محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي، الأربعاء: “منذ العام الماضي، ونحن مستمرون في رفع الفائدة إلى حدٍ كبيرٍ”، مؤكدا أن الأثر الكامل لإجراءات البنك المركزي لم يشعر به أحد بعد.
وأضاف: “كل أعضاء صانعي السياسات تقريبا يرون أنه من المناسب أن يكون هناك المزيد من رفع الفائدة هذا العام”، ، مرجحا أن أوضاع سوق العمل لا تزال تظهر قدرا كبيرا من التقدم.
وأشار رئيس الفيدرالي إلى أن : “التضخم بدأ في إظهار بعض التراجع منذ منتصف العام الماضي”، لكنه يرى أنه لا يزال أمام التضخم طريق طويل ليقطعه في الاتجاه الهابط في الفترة المقبلة.
وأشار إلى أن الاقتصاد الأمريكي يتقدم بخطوات متوقعة، وهو ما قد يكون وراء ارتفاع توقعات المشاركين في الاجتماع للفائدة هذا العام إلى 5.6% مقابل التوقعات السابقة التي أِشارت إلى 5.1%.
وشدد على أن النهج الحالي للفيدرالي سوف يستمر فيما يتعلق بما يستند إليه البنك المركزي في اتخاذ قرارات السياسة النقدية، قائلا: “سوف نستمر في دراسة قرار الفائدة أولا بأول، ووفقا للظروف المتوافر قبل كل اجتماع”.