نور تريندز أخبار وتحليل فني وأدوات تعليمية وتوصيات
وافقت بريطانيا اليوم الجمعة على الانضمام إلى الاتفاقية الشاملة والتقدمية للشراكة عبر المحيط الهادئ (CPTPP)، وهي اتفاقية تجارية تتمحور حول حافة المحيط الهادئ.
وتأتي تلك الخطوة في إطار سعي بريطانيا إلى بناء علاقات حول العالم بعد مغادرة الاتحاد الأوروبي.
وتعد CPTPP اتفاقية تجارة حرة (FTA) تم الاتفاق عليها في عام 2018 بين 11 دولة وهي: أستراليا وبروناي وكندا وتشيلي واليابان وماليزيا والمكسيك ونيوزيلندا وبيرو وسنغافورة وفيتنام.
وستصبح بريطانيا العضو الثاني عشر، وأول من ينضم إلى تلك الشراكة منذ إنشائها.
ومن جانبه، قال مكتب رئيس الوزراء ريشي سوناك إن إجمالي الناتج المحلي لبلدان CPTPP مجتمعة سيصل إلى 11 تريليون جنيه إسترليني (13.6 تريليون دولار) بمجرد انضمام بريطانيا، وهو ما يعادل 15 ٪ من إجمالي الناتج المحلي العالمي.
ونظرًا لأن تلك البلدان ليس لديها سوق واحدة للسلع أو الخدمات، فإن التنسيق التنظيمي ليس مطلوبًا، على عكس الاتحاد الأوروبي، الذي غادرت بريطانيا مداره التجاري في نهاية عام 2020.
حجم التبادل التجاري بين بريطانيا وبلدان CPTPP
وتقول بريطانيا إن حجم صادراتها إلى دول CPTPP بلغ 60.5 مليار جنيه إسترليني في الاثني عشر شهرًا حتى نهاية سبتمبر 2022.
وستضيف عضويتها إلى تلك الشراكة 1.8 مليار جنيه إسترليني أخرى من الصادرات كل عام على المدى الطويل، وربما أكثر إذا انضمت دول أخرى.
هذا وفي إطار تقييم تأثير الصفقة عندما بدأت المفاوضات في عام 2021، قالت بريطانيا إنه من المقدر أن تحقق الاتفاقية زيادة بنسبة 0.08٪ فقط في إجمالي الناتج المحلي على المدى الطويل.
وأوضح المحللون الاقتصاديون أن المصدرين يمكن أن يستفيدوا من عضوية CPTPP حتى عند التجارة مع البلدان التي توجد فيها اتفاقية تجارة حرة ثنائية.
وفيما يخص قواعد المنشأ بموجب اتفاقيات التجارة الحرة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مع اليابان والمكسيك وكندا، على سبيل المثال، فإنها تسمح للمصدرين بحساب مدخلات الاتحاد الأوروبي على أنها “محلية”.
ومع ذلك، وفقًا لاتفاقية CPTPP، يمكن عادةً اعتبار المدخلات من أعضاء CPTPP محلية، مما يمنح المصدرين خيارًا آخر إذا كان ذلك مفيدًا.
أوجه استفادة بريطانيا من الشراكة
أوضحت بريطانيا أن 99 ٪ من الصادرات إلى CPTPP ستكون مؤهلة للرسوم الجمركية الصفرية، بما في ذلك على الجبن والسيارات والشوكولاتة والآلات والجن والويسكي.
في حين أن الفوائد طويلة الأجل للاقتصاد البريطاني من المتوقع أن تكون متواضعة، فإن لدى بريطانيا أسبابًا أخرى للانضمام إلى الكتلة.
ومن جهتها، قالت ميناكو موريتا جيجر، زميلة أبحاث السياسات في مرصد السياسة التجارية في المملكة المتحدة، إن انضمام بريطانيا يعد “مكسبًا كبيرًا للاستراتيجية الجيوسياسية مع مكاسب اقتصادية صغيرة”.
وأضافت:” يمكن انضمام بريطانيا لاتفاقية CPTPP من تعزيز العلاقات الاستراتيجية مع الدول ذات التفكير المماثل لحماية منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة”.
