ما الذي يمكن أن يوقف تقدم الين الياباني؟

يواصل الين الياباني الصعود ليوم التداول الثالث على التوالي، وهو ما جاء بدفعة من توافر عدة عوامل في الأسواق تصب في مجملها في صالح العملة اليابانية.

وتتصدر تلك العوامل حالة الترقب التي تعيشها الأسواق لتطورات مسار مشروع قانون سقف الدين الأمريكي في الكونجرس، وتراجع عائدات سندات الخزانة الأمريكية.

وهبط الزوج إلى 139.34 مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 139.78. وارتفع الزوج إلى أعلى مستوى له في يوم التداول الجاري عند 140.41 مقابل أدنى المستويات الذي سجل 139.23.

وتلقت العملة اليابانية دعما من هبوط عائدات سندات الخزانة الأمريكية التي تربطها به علاقة عكسية تقتضي أن يتخذ كل منهما اتجاها مناقضا للآخر.

وختمت عائدات سندات الخزانة الأمريكية تعاملات وول  ستريت الأربعاء في الاتجاه الهابط بعد صدور تصريحات خرجت من أروقة الفيدرالي ترجح كفة أن يفوِّت الفيدرالي فرصة رفع الفائدة في الاجتماع المقبل وأن يبقي على المعدلات الحلية دون تغيير.

وهبطت عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى 3.629% مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 3.692%. وارتفعت عائدات السندات السيادية المعيارية إلى أعلى مستوى لها في يوم التداول الأربعاء عند 3.694% مقابل أدنى المستويات الذي سجل 3.627%.

تصريحات أعضاء بالفيدرالي

قال فيليب جيفرسون، عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي، الأربعاء إن أي قرار من الفيدرالي بتثبيت الفائدة في الاجتماع المقبل “ينبغي ألا يُفهم منه أن البنك المركزي أنهى إجراءات التشديد الكمي”.

وأضاف: “التوقف (عن رفع الفائدة) سوف يكون وسط توافر ميل للمزيد من رفع الفائدة، إذ يظل الباب مفتوحا أمام زيادات أخرى في معدل الفائدة”، مؤكدا أن “عدم رفع الفائدة في الاجتماع المقبل قد يوفر للجنة السوق الفيدرالية المفتوحة فرصة الاطلاع على المزيد من البيانات الأمريكية قبل اتخاذ قرارات بخصوص مدى التشديد الذي ينبغي أن يتوافر في السياسة النقدية”.

واستمر: “لا ينبغي تفسير الإبقاء على معدل الفائدة كما هو دون تغيير في الاجتماع المقبل للفيدرالي بأن معدل الفائدة بلغ الحد الأقصى”.

يُذكر أن عضو مجلس محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي لم يحدد في تصريحاته اجتماع الشهر المقبل الذي يعقده الفيدرالي في 13-14 يونيو المقبل، لكن الأسواق تحاول – منذ انطلاق تلك التصريحات – التأكد مما إذا كان الفيدرالي قد يتوقف عن التشديد الكمي بعد رفع الفائدة لعشر مرات على التوالي منذ مارس 2020.        

وقال باتريك هاركر، عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي، الأربعاء: “أنا في المعسكر الذي يرى أنه من الممكن أن يبقي الفيدرالي على الفائدة دون تغيير في الاجتماع المقبل.

وأضاف: “بينما يظهر الاقتصاد تقدما كبيرا في الفترة الأخيرة، لا نزال ملتزمين بإخضاع التضخم في البلاد للسيطرة”، مرجحا أن الإبقاء على معدل الفائدة دون تغيير في الاجتماع المقبل للفيدرالي “سوف يكون إسقاطا للرفع في هذا الاجتماع فقط لا توقفا عن رفع الفائدة”.

واستمر: التوقف المؤقت عن رفع الفائدة قد يعني عدم رفعها لبغض الوقت، لكني لا أعرف ما إذا كان ذلك مناسبا لنا في الوقت الراهن أم لا”.

ورجح أنه لا يرى أن هناك أزمة ائتمان، لكن هناك بعض الضغوط التي تواجه القطاع المصرفي منذ انهيار بنك سيليكون فالي.

وتوقع هاركر أن يرى الكثير من عمليات الدمج والاستحواذ في القطاع المصرفي، “لكن لن تكون هناك مشكلة كبيرة كما حدث من قبل”.

التدخل في سعر الصرف

وتحتل العملة اليابانية مركز الاهتمام في المشهد السياسي في طوكيو مع اقتراب البلاد من انتخابات مبكرة في الوقت الراهن، والتي قد يدعو إليها رئيس الوزراء فوميو كيشيدا.

ومع استهداف كيشيدا إجراء انتخابات مبكرة في البلاد، قد يستهدف الرجل التركيز على أن هناك عامل واحد فقط وراء ارتفاع أسعار الوقود هو انخفاض قيمة العملة، وأنه يحاول التصدي لهذه المشكلة.  

 قال ماساتو كاندا، نائب وزير المالية الياباني للشؤون الخارجية، لوسائل إعلام إن “العملة ينبغي أن تظهر بعض الاستقرار أثناء تحركها لتعكس العوامل الأساسية المتحكمة في حركة السعر. كما أن التذبذب المفرط غير مرغوب فيه”.

وجاءت تلك التصريحات عقب هبوط الين الياباني إلى أدنى مستوى له في ستة أشهر مقابل الدولار الأمريكي وبعد انتهاء كاندا من اجتماع مع مسؤولين في البنك المركزي وهيئات الرقابة المالية في اليابان.

وأضاف: “سوف نتابع عن قرب تحركات السوق، وسوف نستجيب لتحركاتها بالطريقة المناسبة، وفقا لما تقتضيه الضرورة. ولن نستبعد أي من الخيارات المتاحة لدينا مهما كان إذا استدعى الأمر ذلك”.