تشير أغلب التوقعات في الأسواق إلى إمكانية تراجع نمو الوظائف في الولايات المتحدة إلى مستويات هي الأقل منذ 2020، مما من شأنه أن يؤثر في القرارات المستقبلية للفيدرالي.
وظهرت تكهنات في الفترة الأخيرة إلى إمكانية تسجيل مؤشر التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية في الولايات المتحدة هبوطا إلى منطقة تتراوح بين 150 و250 ألف وظيفة في يوليو الماضي، وهو ما يأتي أقل بكثير من القراءة السابقة التي سجلت 372 ألف وظيفة.
وترجح أغلب التوقعات ثبات معدل البطالة الأمريكية في يوليو الماضي عند نفس المستويات المسجلة الشهر السابق عند 3.6%.
كما يرجح أن يتراجع نمو الأجور في الولايات المتحدة إلى 4.9% الشهر الماضي مقابل القراءة المسجلة الشهر السابق عند 5.1%، وفقا لتوقعات القراءة السنوية لمؤشر متوسط الكسب في الساعة.
سيناريوهات بيانات التوظيف
هناك اثنان من السيناريوهات المحتملة لبيانات التوظيف الأمريكية يتحدد كل منهما وفقا لعدد من مؤشرات التوظيف الأولية التي يتوالى ظهورها منذ إصدار الدفعة الماضية من بيانات سوق العمل الأمريكي.
ويعتمد السيناريو الإيجابي على عدد من المؤشرات التي تتضمن ارتفاع ثقة المستهلك في يوليو الماضي إلى 51.5 نقطة مقابل القراءة السابقة التي سجلت 51.5 نقطة، وهو ما جاء أعلى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى نفس الرقم المسجل قراءة يونيو الماضي.
كما ارتفع مكون التوظيف في مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الصادر عن المعهد الأمريكي لدراسات الإمدادات (ISM) إلى 49.9 نقطة في يوليو الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 47.3 نقطة، وهو ما جاء أعلى من توقعات السوق التي أشارت إلى 47.4 نقطة.
كما سجل مكون التوظيف في مؤشر مديري المشتريات الخدمي الصادر عن المعهد الأمريكي لدراسات الإمدادات (ISM) ارتفاعا إلى 49.1 نقطة في يوليو الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 47.4 نقطة، وهو ما تجاوز توقعات السوق التي أشارت إلى 48.7 نقطة.
وهبطت قراءة مؤشر تشالنجر لإلغاء الوظائف إلى 25.8 ألف وظيفة أُلغيت في يوليو الماضي مقابل القراءة السابقة التي أشارت إلى 32.517 ألف وظيفة.
في المقابل، يدعم السيناريو السلبي مؤشرين فقط، الأول هو مؤشر JOLTS لفرص العمل في الولايات المتحدة الذي هبط بواقع 10.698 مليون فرصة عمل في يونيو الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 11.3031 مليون فرصة عمل، وهو ما جاء دون توقعات الأسواق التي أشارت إلى زيادة بـ11 مليون فرصة عمل.
ويشير الثاني إلى تسجيل مؤشر متوسط الأربع أسابيع لمطالبات إعانات البطالة الأسبوعية في الولايات المتحدة ارتفاعا إلى 254.75 ألف مطالبة مقابل القراءة في فترة القياس المنتهية في 29 يوليو الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 248.75 ألف مطالبة.
حركة السعر
حال تحقق توقعات الأسواق وظهور بيانات التوظيف عند أرقام قريبة مما تشير إليه التكهنات في الفترة الأخيرة، نتوقع أن تبدأ توقعات المزيد من رفع الفائدة في التراجع إلى حدٍ ما.
ومن المتوقع أن يتراجع الدولار حال تحقق تلك التوقعات مع ارتفاع للأسهم الأمريكية وغيرها من أصول المخاطرة استنادا إلى توقعات بتأخر الزيادات المتوقعة في تكلفة الاقتراض.
كما يتوقع وفقا لهذا السيناريو، الذي يشير إلى تراجع بيانات التوظيف الأمريكية، أن يستغل الذهب ضعف العملة الأمريكية.
على النقيض من ذلك، إذا فاجأت تلك بيانات التوظيف الأسواق بارتفاعات تفوق التوقعات، نتوقع أن يتحقق السيناريو العكسي الذي يتمثل في ارتفاع الدولار الأمريكي وهبوط الأسهم الأمريكية مع الذهب لأن التحسن في أوضاع سوق العمل من شأنه أن يخفف من وطأة مخاوف الركود، وهو ما يعمل على تصاعد توقعات رفع الفائدة من جانب الفيدرالي.
وظهرت في الفترة الأخيرة تصريحات لعدد من أعضاء مجلس محافظي الفيدرالي على مدار الأسبوع، تضمنت رسالة واضحة مفادها أن التضخم لا يزال مستمر في الصعود مع توقعات بالمزيد من الارتفاع.
وألقت تلك التوقعات الضوء على إمكانية مشاهدة تباطؤ اقتصادي بسبب الرفع المستمر للفائدة، والذي من شأنه أن يؤثر سلبا على أوضاع سوق العمل.