ماذا نتوقع من أرقام التوظيف الأمريكية اليوم؟

تشهد الأسواق في الوقت الحالي الكثير من الأمور بداية من التدخلات في أسواق العملات وعمليات رفع الفائدة للتحكم في التضخم ووصولًا إلى أزمة الطاقة وحزمة العقوبات الثامنة التي فُرضت حديثًا على روسيا من قبل الاتحاد الأوروبي.

 ولكن كل هذا لن يصرف نظر المتداولين عن ترقب بيانات الوظائف الأمريكية بالقطاع غير الزراعي التي ستصدر في وقت لاحق من يوم غد الجمعة. 

فهذه هي آخر بيانات الوظائف الرئيسية قبل الاجتماع القادم لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في بداية نوفمبر. ستكون الأرقام بالتأكيد جزءًا رئيسيًا من عملية صنع القرار، لذا فإنها تتمتع بأهمية قصوى. وأجمعت توقعات السوق على أن نمو الوظائف في الولايات المتحدة سوف يتباطأ إلى 250 ألفًا من 315 ألفًا المٌسجلة في أغسطس.

وتتراوح توقعات المحللين حاليًا بين 175 ألفًا و 350 ألفًا. ومن المتوقع أن يظل معدل البطالة دون تغيير عند 3.7٪ بينما سيكون هناك اهتمام خاص بمتوسط ​​الدخل في الساعة.

من المتوقع أن يرتفع نمو الأجور على أساس شهري بنسبة 0.2٪ مرة أخرى في شهر سبتمبر، كما أنه من المتوقع أن يرتفع الرقم السنوي بنسبة 5.1٪، وهو أقل من الرقم السابق.

بيانات أخرى هامة

فقد تصدرت بيانات الوظائف الأخيرة الأخرى العناوين الرئيسية، حيث تباطأت أحدث معدلات الوظائف الشاغرة في الولايات المتحدة الصادرة في مؤشر JOLTS  بشكل حاد هذا الأسبوع مع انخفاض مليون وظيفة شاغرة. 

وكان هذا الانخفاض أكثر بكثير مما توقعه المحللون وتمت إضافته إلى قائمة الاقتصاديين الذين يفكرون ويأملون أن يتوقف بنك الاحتياطي الفيدرالي عن رفع أسعار الفائدة في وقت أقرب مما كان متوقعًا.

كما أظهرت البيانات التي نشرتها معالجة البيانات التلقائية (ADP) اليوم الأربعاء أن معدل التوظيف في القطاع الخاص الأمريكي ارتفع بمقدار 208 آلاف في سبتمبر. 

وجاءت هذه القراءة في أعقاب زيادة أغسطس البالغة 185000 (المعدلة من 132000) وجاءت أفضل قليلاً من توقعات السوق البالغة 200000.

علاوة على ذلك، اتسع نشاط الأعمال في قطاع الخدمات الأمريكي بوتيرة أضعف قليلاً في شهر سبتمبر مما كان عليه في أغسطس مع تراجع مؤشر مديري المشتريات ISM للخدمات إلى 56.7 من 56.9. 

ومع ذلك، جاءت هذه القراءة أفضل من توقعات السوق التي استقرت عند 56. كما تحسن مكون التوظيف إلى 53 من 50.2 وانخفض مكون الأسعار المدفوعة إلى 68.7 من 71.5.

الفيدرالي وسوق العمل

يحتاج بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى أن يكون سوق عمل ضعيفًا لإعادة التضخم إلى هدفه البالغ 2٪.وكان قد شهد أحدث توقع متوسط ​​في التحديث الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر ارتفاعًا في معدل البطالة إلى 4.4٪ في عام 2023 من 3.65٪ في أغسطس.

فيما يعتقد الاقتصاديون أن ذلك يعادل خسارة أكثر من مليون وظيفة وهو معدل الانخفاض الذي يرغب رئيس الاحتياطي الفيدرالي في وضع الولايات المتحدة فيه من أجل ترويض التضخم.

ومع احتمالية رفع سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس في الشهر المقبل والتي تأرجحت بين 50٪ و70٪ خلال الأسابيع الأخيرة، فإن قراءة مؤشر الوظائف إذا جاءت أعلى من 300 ألف ونمو قوي للأجور قد يؤديان إلى تحقيق زيادة تاريخية كبيرة أخرى. وبالتالي، سيدفع ذلك الدولار الأمريكي إلى أعلى.