تترقب الأسواق ظهور بيانات التوظيف الجمعة وسط توقعات بتراجع في نمو الوظائف ونمو الأجور، وهو ما يسير في الاتجاه المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي أثناء حربه على التضخم.
وتتوقع الأسواق أن يرتفع نمو الوظائف في نوفمبر الماضي، وفقا للقراءة المنتظرة لمؤشر التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية في الولايات المتحدة، إذ يتوقع أن يسجل المؤشر ارتفاعا بـ170000 وظيفة مقابل القراءة السابقة التي سجلت 199000.
كما تشير توقعات وول ستريت إلى ارتفاع نمو الأجور، إذ ترجح إمكانية تراجع مؤشر متوسط الكسب في الساعة بـ0.3% مقابل القراءة السابقة التي سجلت ارتفاعا بـ0.4%، وفقا للقراءة الشهرية. ,تشير التوقعات أيضا إلى إلى إمكانية أن تسجل القراءة السنوية للمؤشر هبوطا بـ3.9% في ديسمبر الماضي مقابل القراءة السابقة التالي سجلت ارتفاعا بـ4.00%.
ويتوقع أيضا أن يرتفع معدل البطالة إلى 3.8% في ديسمبر الماضي مقابل القراءة المسجلة الشهر السابق عند 3.8%، وهو ما من شأنه أن يتفق مع ميل الفيدرالي الحالي إلى ظهور بعض التراجع في أوضاع سوق العمل الأمريكي.
وتكمن أهمية بيانات التوظيف في أنها توفر صورة واضحة لمدى نجاح الفيدرالي في واحدة من مهمتيه الأساسيتين؛ وهما تحقيق الحد الأقصى من التوظيف وتحقيق استقرار الأسعار.
وتزداد هذه الأهمية مقارنة بالأشهر السابقة في أنها الدفعة الأولى من بيانات التوظيف الأمريكية التي تظهر بعد توقف الفيدرالي عن رفع الفائدة للاجتماع الثالث على التوالي. كما كانت المرة الأولى التي تظهر فيها عبارات واضحة عن خفض الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي؛ سواء في بيان الفائدة أو تصريحات رئيس اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة جيروم باول.
السيناريو الإيجابي
سجل مكون التوظيف بمؤشر مديري المشتريات الصادر عن المعهد الأمريكي لدراسات الإمدادات (ISM) 48.1 نقطة في ديسمبر الماضي التي سجلت 45.8 نقطة.
وارتفع مكون التوظيف في مؤشر مديري المشتريات الخدمي الصادر عن معهد دراسات الإمدادات في الولايات المتحدة (ISM) إلى 50.7 نقطة في ديسمبر الجاري مقابل القراءة المسجلة الشهر السابق عند مستوى 50.2 نقطة.
وسجل مؤشر التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية الأمريكية الصادر عن إدارة المعالجة الإلكترونية للبيانات (ADP) ارتفاعا بـ164 ألف وظيفة، مما يشير إلى أكبر زيادة حققها المؤشر منذ أغسطس الماضي. وجاءت القراءة الفعلية لديسمبر الماضي أعلى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 115 ألف وظيفة.
وسجل متوسط الأربع أسابيع لمطالبات إعانات البطالة الأسبوعية في الولايات المتحدة هبوطا إلى 207 ألف مطالبة في الأسبوع المنتهي في 29 ديسمبر الماضي مقابل المتوسط المسجل في الأسبوع السابق عند 212 ألف وظيفة.
وسجلت قراءة مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي الصادرة عن جامعة ميتشيجان ارتفاعا إلى 69.7 نقطة في نوفمبر الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 69.4 نقطة، وهو ما جاء أعلى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى نفس الرقم المسجل في القراءة السابقة.
وتراجع مؤشر تشالنجر لإلغاء الوظائف إلى 34817 وظيفة تم إلغاؤها في الولايات المتحدة في ديسمبر الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 45051 وظيفة أُلغيت الشهر السابق.
السيناريو السلبي
هناك مؤشر واحد فقط بين المؤشرات الأولية للتوظيف في الولايات المتحدة يدعم السيناريو السلبي الذي يشير إلى تراجع محتمل في أوضاع سوق العمل الأمريكية؛ وهو مؤشر فرص العمل الأمريكية JOLTS.
وسجل مؤشر فرص العمل الأمريكية تراجعا إلى 8.790 مليون وظيفة في ديسمبر الماضي مقابل قراءة الشهر السابق التي سجلت 8.852 مليون وظيفة، وفقا لمؤشر JOLTS لفرص العمل الصادر عن وزارة العمل الأمريكية .
ورغم التناقض بين توقعات الأسواق وما تعكسه مؤشرات التوظيف الأولية، قد يتوقف الأمر برمته فيما يتعلق بأثر بيانات التوظيف الأولية والرئيسية على مدى ما يظهره نمو الأجور في الولايات المتحدة من تقدم أو تراجع، إذ يتوقع على نطاق واسع أن يتراجع نمو الأجور الأمريكية، وهو ما من شأنه أن ينعكس سلبا على الدولار الأمريكي ويدعم الأسهم العالمية.
وحال مخالفة نمو الوظائف التوقعات بارتفاع يتجاوز مستوى التوقعات الذي يشير إلى 170000 وظيفة، قد نرى قناعة يتجدد ظهورها في الأسواق بأن الفيدرالي قد نجح في خفض التضخم دون أن يدخل الاقتصاد الأمريكي في ركود أو إحداث تدهور شديد في أوضاع سوق العمل في الولايات المتحدة. وفي هذه الحالة يمكن أن نطلق عليه سيناريو “الهبوط المرن”.