تترقب الأسواق ظهور بيانات التوظيف الجمعة وسط توقعات بارتفاع في نمو الوظائف ونمو الأجور، وهو ما يسير في الاتجاه المعاكس لما يفضله بنك الاحتياطي الفيدرالي أثناء حربه على التضخم.
وتتوقع الأسواق أن يرتفع نمو الوظائف في نوفمبر الماضي، وفقا للقراءة المنتظرة لمؤشر التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية في الولايات المتحدة، إذ يتوقع أن يسجل المؤشر ارتفاعا بـ180000 وظيفة مقابل القراءة السابقة التي سجلت 150000.
كما تشير توقعات وول ستريت ارتفاع نمو الأجور، إذ ترجح إمكانية ارتفاع مؤشر متوسط الكسب في الساعة بـ0.3% مقابل القراءة السابقة التي سجلت ارتفاعا بـ0.2%، وفقا للقراءة الشهرية بينما تشير إلى إمكانية ارتفاع القراءة السنوية للمؤشر بـ4.00% فقط مقابل ارتفاع أكبر سجلته القراءة السابقة بـ4.1%.
وتكمن أهمية بيانات التوظيف في أنها توفر صورة واضحة لمدى نجاح الفيدرالي في واحدة من مهمتيه الأساسيتين؛ وهما تحقيق الحد الأقصى من التوظيف وتحقيق استقرار الأسعار.
وتأتي التوقعات بتحسن أوضاع سوق العمل الأمريكية وسط تراجع في أوضاع سوق العمل في الولايات المتحدة في الفترة الأخيرة، وهو ما يعتبره بنك الاحتياطي الفيدرالي إيجابيا، إذ يؤدي إلى تراجع في نمو الأجور الذي يضيف الكثير إلى التضخم في البلاد.
ويعني تراجع نمو الوظائف والأجور في الولايات المتحدة إتاحة فرصة أمام الفيدرالي للتحرك بارتياح بمعدل الفائدة وعدم التعجل في رفعه بهدف مكافحة ارتفاعات التضخم.
وتترقب الأسواق الجمعة المقبلة إصدار بيانات التوظيف الرئيسية التي تلقي الضوء على حالة نمو الوظائف ونمو الأجور الأمريكية، متضمنة مؤشر التغير في توظيف القطاعات الزراعية ومؤشرات متوسط الكسب في الساعة، والتي تنتظرها الأسواق التماسا لإشارات تسهم في تكوين صورة واضحة للمسار المستقبلي المحتمل للفائدة.
وسوف نحاول فيما يلي استعراض أهم المؤشرات الأولية للتوظيف التي ظهرت على مدار الأيام القليلة الماضية حتى نتمكن من رسم صورة واضحة لما قد يكون عليه نمو الوظائف ونمو الأجور الأمريكية في نوفمبر الماضي.
وعلى أساس ما تم إعلانه من أرقام حققتها تلك المؤشرات الأولية، نقدم استعراض لسيناريوهين محتملين لما قد تكون عليه قراءات المؤشرات الرئيسية للتوظيف في الولايات المتحدة؛ أولها السيناريو الإيجابي بينما الثاني يستعرض احتمالات التدهور في أوضاع سوق العمل مع الإشارة إلى ما يدعم كل سيناريو منهما من المؤشرات التي ظهرت حتى الآن.
السيناريو الإيجابي
ارتفعت قراءة مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي الصادرة عن جامعة ميتشيجان إلى 61.3 نقطة في نوفمبر الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 60.4 نقطة، وهو ما جاء أعلى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 60.5 نقطة.
وسجل مؤشر تشالنجر لإلغاء الوظائف ارتفاعا إلى 45510 وظيفة في نوفمبر الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 36836 وظيفة تم إلغاؤها الشهر الماضي.
وتراجع إجمالي المستفيدين من إعانات البطالة الأمريكية في الولايات المتحدة إلى 1.861 مليون مستفيدا في الأسبوع المنتهي في 24 نوفمبر الماضي مستفيدا مقابل القراءة السابقة التي سجلت 1.925 مليون مستفيدا.
السيناريو السلبي
سجل مؤشر فرص العمل الأمريكية تراجعا إلى 8.733 مليون فرصة عمل في أكتوبر الماضي، مما يشير إلى تنازله عن 617 ألف وظيفة مقابل قراءة الشهر السابق أو أدنى المستويات من أوائل 2012، وفقا لمؤشر JOLTS لفرص العمل الصادر عن وزارة العمل الأمريكية.
وسجلت قراءة مؤشر التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية في الولايات المتحدة (ADP) الأربعاء الماضي إضافة الاقتصاد لأمريكي 103 ألف وظيفة في نوفمبر الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 106 ألف وظيفة، وهو ما جاء دون توقعات الأسواق التي أشارت إلى 130 ألف وظيفة.
وسجل متوسط مطالبات إعانات البطالة الأسبوعية للأربع أسابيع ارتفاعا إلى 22075 مطالبة في الأسبوع المنتهي في الأول من ديسمبر الجاري مقابل القراءة السابقة التي 22025 مطالبة.
وسجل مكون التوظيف في مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الصادر عن معهد دراسات الإمدادات في الولايات المتحدة (ISM) هبوطا إلى 45.8 نقطة في ديسمبر الجاري مقابل قراءة الشهر السابق التي سجلت 46.8 نقطة.
ارتفع مكون التوظيف في مؤشر مديري المشتريات الخدمي الصادر عن معهد دراسات الإمدادات في الولايات المتحدة (ISM) إلى 50.7 نقطة في ديسمبر الجاري مقابل القراءة المسجلة الشهر السابق عند مستوى 50.2 نقطة.
كما شهدت قراءة مطالبات إعانات البطالة الأسبوعية في الولايات المتحدة ارتفاعا محدودة إلى 22000 مطالبة في الأسبوع المنتهي في الأول من ديسمبر الجاري مقابل القراءة السابقة التي سجلت 218000 مطالبة، لكن هذا الارتفاع جاء أدنى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 222000 مطالبة.