نور تريندز / التقارير الاقتصادية / ماذا نتوقع لبيانات التضخم الأمريكية؟
التضخم
التضخم

ماذا نتوقع لبيانات التضخم الأمريكية؟

توقعت مجموعة بلاكروك لإدارة الأصول واستشارات الاستثمار أن يعاود التضخم في الولايات المتحدة الارتفاع، مما قد يتسبب في إحساس بخيبة الامل للمستثمرdن في أسواق المال الذين يتوقعون “نتائجا مثالية” لأداء الاقتصاد هذا العام.  

وأشارت المجموعة العملاقة إلى إمكانية أن قد يعود التضخم إلى الارتفاع العام المقبل، مما قد يأتي على النقيض من السيناريو الذي تحلم به وول ستريت الذي يثمنه المستثمرون في بورصة نيويورك بالفعل.

وأشارت مؤسسة إدارة الأصول إلى تزايد التوقعات “بهبوط مرن” للاقتصاد الأمريكي، إذ تتوقع الأسواق أن انخفاض التضخم سيدفع بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض عدة مرات الفائدة هذا العام. لكنها رجحت أن خطر عودة التضخم إلى الارتفاع مرة ثانية في وقت لاحق من العام لا يزال قائما.

وحذر محللو بلاكروك من أن “تثمين الأسواق نتائج مثالية هو رهان كبير من وجهة نظرنا”، مؤكدين أن “الهبوط المرن للاقتصاد الأمريكي لا يزال ممكنا، لكن نطاق النتائج المحتملة واسع في ظل النظام الجديد الذي ينطوي على قدر كبير من تقلبات الاقتصاد والسوق. ولهذا السبب نحن على استعداد للتحلي بقدر أكبر من الحكمة والانتقائية في أفقنا التكتيكي الذي يمتد من ستة إلى 12 شهراً “.

ورجحوا أن التضخم قد يستأنف الصعود نظرا للتحسن الذي فاق التوقعات في أوضاع سوق العمل الأمريكي الذي أدى إلى ارتفاع في نمو الأجور.

ومن الطبيعي أن يؤدي تحسن أوضاع سوق العمل إلى ارتفاع نمو الأجور، وهو بدوره ما قد يؤدي إلى أن يدفع نمو الأجور الأسعار في اتجاه المزيد من الارتفاع، وهي الظاهرة المعروفة باسم “دوامة الأجور والأسعار”.

“نعتقد أن هذا يعني أن التضخم من المقرر أن يرتفع مرة أخرى بالقرب من 3٪ في عام 2025 مع تلاشي تراجع أسعار السلع. ونرى أن التجزئة الجيوسياسية ستعزز الضغوط التضخمية في السنوات المقبلة أيضًا. ولهذا السبب نعتقد أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد لا يكون قادرًا على تحقيق الهدف”. وقالوا إن تخفيضات أسعار الفائدة تتوقعها الأسواق.

ويرى محللو المجموعة المالية العملاقة إن الضغوط الناتجة عن أوضاع سوق العمل وسلاسل التوريد الدولية قد تؤدي إعاقة التقدم الذي تحرزه البنوك المركزية على صعيد خفض التضخم الذي يحدث إلى حدٍ كبيرٍ نتيجة لهبوط أسعار السلع.

وقال تقرير بلاكروك: “نعتقد أن هذا يعني أن التضخم قد يرتفع مرة أخرى إلى منطقة قريبة من مستوى 3.00% في 2025 في غياب تراجع أسعار السلع. ونرى أن التوترات الجيوسياسية قد تعزز الضغوط التضخمية في السنوات المقبلة أيضا. ولهذا السبب نعتقد أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد لا يكون قادرا على تحقيق الهدف”، وأشار إلى أن معدل الفائدة تتوقعه الأسواق.

وتضع عودة التضخم المحتملة إلى الارتفاع المستثمرين في أسواق الأسهم العالمية في متاعب حال تحقق ذلك على أرض الواقع، إذ من شأنها أن تؤدي إلى الحيلولة دون خفض الفيدرالي معدل الفائدة في الفترة ا مقبلة.

وسجلت قراءة مؤشر التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية في الولايات المتحدة الصادر عن مكتب إحصاء العمالة الجمعة الماضية ارتفاعا بـ216000 ألف وظيفة في ديسمبر الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 173000 ألف وظيفة بعد المراجعة إلى هبوط مقابل القراءة الأصلية التي سجلت 199000، وهو ما تجاوز توقعات الأسواق التي أشارت إلى 170000 وظيفة.

وارتفع نمو الأجور السنوي بـ 4.1% في ديسمبر الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 4.00%، وفقا للقراءة السنوية لمؤشر متوسط الكسب في الساعة الصادر الجمعة.

ولم تشهد القراءة الشهرية لمؤشر متوسط الكسب في الساعة أي تغيير لتستقر عند 0.4% مقابل القراءة السابقة المسجلة في نوفمبر الماضي، وهو ما جاء أعلى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 0.3%.

واستقر معدل البطالة الأمريكية عند 3.7% في ديسمبر الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت نفس المستوى، وهو ما جاء أدنى من توقعات السوق التي أشارت إلى 3.8%. 

وجاءت هذه البيانات في الاتجاه الذي لا يفضله الفيدرالي أثناء معركته مع التضخم، إذ صرح صناع السياسة النقدية في كثير من المناسبات بـن إخماد نيران التضخم يحتاج إلى تراجع في أوضاع سوق العمل.

ورأت المجموعة المالية بلاكروك أن السؤال الأكثر أهمية بالنسبة للأسواق يتعلق بالوقت الذي تنعكس فيه توقعاتها على النظرة المستقبلية للاقتصادي في 2024، مرجحة أن “أسواق الأصول الثابتة ينتظرها المزيد من التذبذب حال عودة التضخم إلى الارتفاع بوضوح”.

تحقق أيضا

الفيدرالي

ماذا قال الفيدرالي في بيان الفائدة الأخير هذا العام؟ (ديسمبر 2024)

قال الفيدرالي في بيان الفائدة إن “الدفعات الأخيرة من البيانات ألقت الضوء على استمرار النشاط …