كان الدولار الأمريكي قد وصل إلى أعلى مستوى له مقابل الين الياباني في حوالي سنة الاثنين الماضي بدفعة من التصريحات التي أدلى بها رئيس الفيدرالي جيروم باول الأسبوع الماضي، والتي القت الضوء على إمكانية لجوء البنك المركزي إلى المزيد من رفع الفائدة في الفترة المقبلة.
وأعرب باول عن تشككه فيما إذا كان البنك المركزي قد وصل إلى الحد الأقصى من رفع الفائدة، وما إذا كان قد رفع الفائدة بما فيه الكفاية لتحقيق هدف التضخم المحدد بـ2.00%.
لكن سرعان ما عادت الأمور إلى نصابها، وبدأت العملة الأمريكية رحلة هبوط بعد أن استوعبت الأسواق تلك التصريحات نهاية الأسبوع الماضي بسبب تحسن شهية المخاطرة في الأسواق.
وجاءت بيانات التضخم الأمريكية لتزيد التوقعات التي ظهرت الأسبوع الماضي ضعفا بعد أن ألقت الضوء على استمرار تراجع التضخم في أسعار المستهلك، مما يجعل الفيدرالي أكثر ارتياحا أثناء دراسة التحركات المستقبلية للفائدة.
وبالفعل، أدت تلك البيانات إلى تراجع التكهنات بالمزيد من رفع الفائدة في الفترة المقبلة بعد أن أظهرت الأسعار ارتفاعا أقل من الأشهر السابقة وأدنى من التوقعات في أكتوبر الماضي.
ويواصل الدولار/ ين الهبوط متأثرا بتراجع كبير في توقعات رفع الفائدة الفيدرالية عقب ظهور دفعة جديدة من بيانات التضخم الأمريكية التي أشارت إلى هبوط سرعة نمو أسعار المستهلك في الولايات المتحدة.
وسجل مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي 0.0% في أكتوبر الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 0.4%، وهو ما جاء دون توقعات الأسواق التي أِشارت إلى ارتفاع بـ0.1%، وذلك على أساس شهري.
وارتفعت القراءة السنوية لمؤشر أسعار المستهلك الأمريكي بـ 3.2% في أكتوبر الماضي مقابل القراءة المسجلة في نفس الشهر من العام الماضي عند 3.7%، وهو ما جاء دون توقعات الأسواق التي أِشارت إلى ارتفاع بـ3.3%.
كما سجل مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي باستثناء أسعار الغذاء والطاقة 0.2% في أكتوبر الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 0.3%، وهو ما جاء دون توقعات الأسواق التي أِشارت إلى ارتفاع بـ0.3%، وذلك على أساس شهري.
وارتفعت القراءة السنوية لمؤشر أسعار المستهلك الأمريكي باستثناء أسعار الغذاء والطاقة بـ 4.00% في أكتوبر الماضي مقابل القراءة المسجلة في نفس الشهر من العام الماضي عند 4.1%، وهو ما جاء دون توقعات الأسواق التي أِشارت إلى ارتفاع بـ4.1%.
وتراجع الدولار الأمريكي في نهاية التعاملات اليومية الثلاثاء متأثرا بقراءات التضخم الأمريكي التي ألقت الضوء على تراجع في أسعار المستهلك في الولايات المتحدة مقارنة بالقراءات السابقة وتوقعات الأسواق.
وهبط مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية، إلى 104.15 نقطة مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 105.63 نقطة. وارتفع المؤشر إلى أعلى مستوى له في يوم التداول الجاري عند 105.73 نقطة مقابل أدنى المستويات الذي سجل 104.14 نقطة.
وتراجعت توقعات المزيد من رفع الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي بعد ظهور البيانات الاقتصادية الثلاثاء، إذ يخفف تراجع التضخم الضغط عن الفيدرالي أثناء مكافحته للارتفاعات الحادة في الأسعار.
كما أن هناك علاقة طردية بين عائدات سندات الخزانة الأمريكية وزوج الدولار/ ين، مما أدى إلى هبوط الزوج نظرا للاتجاه الهابط الذي سلكته عائدات السندات السيادية الأمريكية عقب تراجع بيانات التضخم الأمريكية الصادرة الثلاثاء.
وهبطت عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى 4.454% مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 4.636%. وارتفعت العائدات على السندات السيادية الأمريكية إلى أعلى مستوى لها في الجلسة الحالية عند 4.650% مقابل أدنى المستويات الذي سجل 4.422%.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الدفعة من بيانات التضخم تأتي للتأكيد على الرسالة التي بعثت بها بيانات التوظيف الأمريكية إلى الأسواق في أوائل نوفمبر الجاري، والتي أفادت أن أوضاع سوق العمل الأمريكي بدأت تشهد بعض التدهور في الفترة الأخيرة، وهو ما يصب أيضا في صالح التوقعات بالتوقف عن رفع الفائدة الفيدرالية.