نور تريندز أخبار وتحليل فني وأدوات تعليمية وتوصيات
في إطار حربه مع التضخم الجامح، قام المركزي الأوروبي بأسرع معدل لرفع الفائدة منذ عام 1999، حيث استغرق ثلاثة أشهر فقط لرفع أسعار الفائدة بمقدار 200 نقطة أساس بخلاف 18 شهراً التي استغرقتها التشديدات السابقة.
وتتوقع أسواق المال استمرارية تلك الدورة من التشديد النقدي ليرفع المركزي الأوروبي سعر الفائدة بنحو 100 نقطة أساس أخرى قبل نهاية الربع الأول من عام 2023.
وفي ضوء تخلي المركزي الأوروبي عن معدلات الفائدة السلبية التي تبناها لفترات طويلة من قبل، يسعى البنك إلى تطبيع السياسة النقدية وتهدئة النشاط الاقتصادي، والذي سيؤدي إلى ترويض التضخم على المدى المتوسط.
ويتوقع أن يكون هناك انقسام داخل المركزي الأوروبي خلال اجتماع الغد بين الاستمرار في رفع أسعار الفائدة والانتظار لرؤية مدى تأثير رفع الفائدة على الاقتصاد الحقيقي.
فيما تميل الأسواق إلى تسعير قيام المركزي الأوروبي برفع الفائدة بوتيرة أبطأ من السابق، ليزيد الفائدة بمقدار 50 نقطة مثل نظيره الأمريكي.
أما عن العام المقبل، يشير تسعير سوق المال إلى أن المعدلات ستبلغ ذروتها في يونيو 2023 عند حوالي 2.7٪، فيما يعتقد البعض أن المعدل سينتهي إلى أعلى لأن ضغوط الأسعار الأساسية لا تزال قوية وقد تعزز السياسة المالية التوسعية التضخم.
توقعات خبراء المال
يرى الاقتصاديون لدى دويتشه بنك أن سعر الفائدة النهائي سيبلغ عند 3%، مع انحراف المخاطر إلى الاتجاه الصاعد.
كان قد تباطأ التضخم الرئيسي في نوفمبر للمرة الأولى في 18 شهرًا إلى 10%، مما رفع الآمال بأن نمو الأسعار المرتفع بحدة قد بدأ يهدأ.
وباستثناء الغذاء والوقود والكحول والتبغ، بلغ معدل التضخم 5%. ومن جهته، يعتقد “فيليب لين” -كبير الاقتصاديين في البنك المركزي الأوروبي – أن الأجور ستكون “المحرك الأساسي” لتضخم الأسعار حتى بعد تلاشي صدمات أسعار الطاقة.
هذا ويتوقع الاقتصاديون لدى في DWS International GmbH استمرار الضغوط التضخمية، وأن يحد البنك المركزي الأوروبي من رفع أسعار الفائدة، مشيرين إلى أن التحدي الرئيسي الذي يواجهه البنك المركزي الأوروبي هو إقناع السوق بمصداقية أنه يريد حقًا محاربة التضخم المرتفع.
كما يتوقع المشاركون في استطلاع أجرته وكالة “بلومبرج” ارتفاع الأسعار بنسبة 6.1% في منطقة اليورو في عام 2023 و2.2% في عام 2024. ومن المتوقع أن ينكمش الاقتصاد خلال فصل الشتاء قبل أن ينتعش مرة أخرى ببطء في الربع الثاني.
وأوضح الاقتصاديون لدى الوكالة: “”الآفاق الاقتصادية لمنطقة اليورو تتدهور […] تزامن التباطؤ حتى مع قيام بعض الأعضاء الأكثر تشاؤماً في مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي بسحب الدعوات لرفع الفائدة بأكثر من 50 نقطة أساس للتشديد في ديسمبر.”
أداء اليورو قبل القرار
ارتفع اليورو مقابل نظيره الأمريكي بنسبة 0.14% إلى 1.0651 دولار في وقت كتابة ذلك التقرير. كما صعد مقابل الجنيه الإسترليني بنسبة 0.17% إلى 0.8613 إسترليني.
