ما هي علاقة الصين بالانهيار القوي الذي يعانيه خام الحديد؟!

ينذر الانهيار القياسي الذي شهده خام الحديد بمزيد من التقلبات القادمة حيث يتصارع المستثمرون مع خلفية سياسية معقدة في الصين وانتعاش غير متكافئ في الطلب العالمي.

لقد كان واحدًا  من أكثر السلع انتعاشًا في طفرة المواد الخام هذا العام، ولكن سرعان ما جعلته مزادات خام الحديد واحدًا من أكثر السلع تقلبًا.

فقد شهد هزيمة قاسية استمرت خمسة أسابيع للعقود الآجلة، وهبوطًا بنسبة 14٪ في السوق الفورية يوم أمس الخميس، حيث أنه فقد حوالي 40٪ من قيمته منذ سجل مايو القياسي حيث تسعى الصين لخفض إنتاج الصلب للحد من التلوث.

ويتحول الاهتمام الآن إلى توقعات غير مؤكدة للاستهلاك، مما يزيد من احتمالية حدوث تحركات أكثر حدة وقصيرة المدى.

فقد أظهر طلب الصين علامات على التعثر، على الرغم من تزايد التوقعات بأن السلطات قد تلجأ إلى البنية التحتية للمساعدة في دعم الاقتصاد. كما يؤثر ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس على النمو في أجزاء كثيرة من العالم.

الجدير بالذكر انخفض المعيار القياسي لخام الحديد الذي يحتوي على 62٪ من الحديد بنسبة 14٪ يوم أمي الخميس، وهي أكبر خسارة له على الإطلاق.

فيما ارتفعت العقود الآجلة في سنغافورة بنسبة 5.9٪ إلى 138.30 دولارًا للطن يوم الجمعة بعد انخفاض يوم الخميس بنسبة 12٪، لكنها لا تزال بالقرب من أدنى مستوى لها منذ ديسمبر.

ومن جهته، قال بعض الاقتصاديون “نحن متفائلون بشكل كبير من هذه المستويات بالنظر إلى التعافي المتوقع للطلب على الصلب بمجرد أن تتغلب الصين على تفشي كوفيد الحالي”. “نرى دعمًا قويًا لخام الحديد عند 140 دولارًا للطن ويبدو في الواقع ذروة البيع بشكل لا يصدق.”

ومع ذلك، تتعرض السوق لضربة قوية بسبب سياسات متضاربة في بعض الأحيان في الصين. إذ لجأ المسؤولون إلى التحفيز لتعزيز النمو، مما أدى إلى زيادة الطلب على السلع الأساسية للبنية التحتية والممتلكات.

في الوقت نفسه، سعوا إلى خفض إنتاج الصلب والتوقعات بموجة من القيود على إنتاج مصانع النشر للتحميل الأمامي حتى النصف الأول.

وبالتالي، شهد ذلك صعودًا سريعًا إلى رقم قياسي لخام الحديد والصلب، مع الضغوط التضخمية الناتجة عن ذلك، مما أدى إلى قمع المضاربة على السلع الأساسية، وتشديد الائتمان، والاعتدال في الإنفاق على البناء.

في نفس السياق، يحاول مراقبو السوق الآن قياس مدى انعكاس انخفاض الاستهلاك في الأسعار. وقال مورجان ستانلي أن خام الحديد قد ينخفض ​​أكثر بسبب ضعف طلب الصين على الصلب.

على الرغم من ذلك فإن النمو المتعثر قد يدعم الطلب على خام الحديد إلى ما بعد هذا النصف إذا كانت هناك حاجة إلى تدابير لدعم الاقتصاد.

هذا وتباطأ نمو الاقتصاد في الصين أكثر من المتوقع في يوليو حيث أضاف تفشي متحور دلتا مخاطر جديدة على الانتعاش وعزز التفاؤل بأن الصين قد تتجه إلى المزيد من التحفيز النقدي والمالي لمنع تباطؤ أكثر حدة.