نور تريندز / التقارير الاقتصادية / لماذا يتراجع النفط رغم الهبوط التاريخي في المخزونات الأمريكية؟
النفط
النفط

لماذا يتراجع النفط رغم الهبوط التاريخي في المخزونات الأمريكية؟

توافرت عوامل في الأسواق كان من شأنها أن تدعم الاتجاه الصاعد للنفط في ختام تعاملات الأربعاء، لكن عقود الخام بنوعيها لم تتمكن من استغلال تلك العوامل بسبب مؤثرات أقوى طغت على التفاؤل في أسواق النفط العالمية.

وتضمنت عوامل الدعم تراجعا تاريخيا في مخزونات النفط الأمريكية، وتوقعات ببقاء السياسة الإنتاجية لأوبك+ دون تغيير في الاجتماع المقبل للمجموعة بين عوامل إيجابية أخرى.

لكن بعض المخاوف طلت برأسها على الأسواق العالمية لتبدد تفاؤل الأسواق حيال مستقبل النفط، والتي تتضمن عمليات جني أرباح، وترقب مدى صمود السعودية فيما يتعلق باستمرار خفض الإنتاج الطوعي الأخير علاوة على ارتفاع مخزونات الجازولين الأمريكية رغم هبوط مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة.  

وقال تقرير نشرته وحدة الأبحاث بمجموعة ANZ المصرفية المحدودة (المجموعة المصرفية الأسترالية النيوزلندية) إن “المخزونات الأمريكية من النفط الخام تراجعت بواقع 17.049 مليون برميل الأسبوع الماضي، وفقا للبيانات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة في الولايات المتحدة. ورغم كونه النمو الأكبر على الإطلاق للمخزونات الأمريكية، رأى كثيرون أن هذه الزيادة الهائلة قد تكون نتيجة لعوامل ضبط تستخدمها الإدارة في حساب المخزونات. مع ذلك، تلقي هذه الأرقام الضوء على أوضاع جيدة في السوق وسط هبوط في الناتج النفطي لدول أوبك”.  

ومن بين العوامل الإيجابية أيضا ما نشرته شبكة بلومبرج الاقتصادية من أن “مؤشر تتبع الحاويات التابع لها أظهر تراجعا في الصادرات السعودية إلى أدنى مستوياتها في حوالي سنتين. كما أشارت البيانات إلى تراجع في صادرات إيران، والكويت، وليبيا من النفط أيضا. يأتي ذلك قبيل اجتماعات اللجنة الوزارية المشتركة للمتابعة لدول أوبك هذا الأسبوع، وهي اللجنة التي تراجع مدى التزام دول المجموعة باتفاقات الإنتاج. وهناك توقعات بألا تناقش اللجنة أي تغيير في اتفاق الإنتاج”.

ونقلاً عن ستة مصادر من أوبك وحلفائها (أوبك+)، أفادت رويترز يوم الأربعاء أن من المتوقع أن لا تجري المنظمة أي تغييرات على سياسة إنتاج النفط الحالية عندما يجتمعون يوم الجمعة 4 أغسطس.

وأوضحت أنه “من المحتمل أن لا تجري اللجنة أي تغييرات على السياسة الحالية خلال اجتماع الجمعة عبر الإنترنت”، مشيرة إلى أن “ارتفاع سعر النفط هو سبب لعدم اتخاذ أي إجراء.”

عوامل سلبية

تراجعت العقود الآجلة للنفط رغم توافر عدد من العوامل التي من شأنها أن تدفع بالخام الأسود إلى أعلى، وهو ما جاء على الأرجح نتيجة عمليات جني أرباح علاوة على تراجع الطلب على الجازولين في الولايات المتحدة.

وهبطت العقود الآجلة للنفط إلى 79.69 دولار للبرميل مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 82.13 دولار للبرميل. وارتفع الخام الأمريكي إلى أعلى مستوى له في يوم التداول الأربعاء عند 82.39 دولار مقابل أدنى المستويات الذي سجل 79.10 دولار.

وتراجعت مخزونات النفط الخام الأمريكية بواقع 17.049- مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 28 يونيو الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت هبوطا بواقع 600- ألف برميل ، وهو ما سحق توقعات الأسواق التي أشارت إلى هبوط بـ1.367- برميل.

وبالنظر إلى أن النفط يستمر في تحقيق مكاسب للأسبوع الخامس على التوالي وصولا إلى أعلى المستويات منذ إبريل الماضي، فقد يكون المستثمرون في أسواق النفط العالمية وراء عمليات بيع مكثف للعقود الآجلة للنفط بنوعيها لتحقيق مكاسب من الارتفاعات الأخيرة.

لكن مخزونات الجازولين الأمريكية ارتفعت بـ1.480 مليون برميل مقابل التوقعات التي أشارت إلى تراجع بـ1.300- مليون برميل، وهو ما يشير إلى  تراجع الطلب على الجازولين في الولايات المتحدة للأسبوع الرابع على التوالي.

وتترقب الأسواق أيضا، التماسا لأي سلبيات قد تؤثر سلبا على الأسعار العالمية للنفط، قرار السعودية بشأن الاستمرار في خفض الإنتاج الطوعي بواقع 500 ألف برميل يوميا من عدمه.

وكانت السعودية قد أعلنت تمديد العمل بالخفض الطوعي للإنتاج إلى آخر أغسطس 2023، وهو ما يجعل الأسواق في حالة ترقب لما إذا كانت هناك المزيد من الخفض الطوعي للإنتاج من قبل الرياض أو غيرها من دول مجموعة أوبك+.

تحقق أيضا

الفيدرالي

الفيدرالي قد لا يحرك ساكنًا رغم توقعات تغيير خطابه

السؤال الأكثر إلحاحًا في الأسواق اليوم هو: ما الذي قد يطرأ على خطاب الفيدرالي أثناء …