خفضت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها للطلب العالمي على النفط وسط إجراءات إغلاق جديدة وحذرت من أن التفاؤل إزاء اللقاح المحتمل لكوفيد-19 لن ينعش الأسواق بسرعة.
كانت أسعار النفط الخام قد ارتفعت إلى أعلى مستوى لها في 10 أسابيع فوق 45 دولارًا خلال تعاملات هذا الأسبوع على خلفية أخبار من قبل شركة فايزر تفيد بأن لقاحها التجريبي لكوفيد-19 أظهر فاعلية بنسبة 90%.
غير أن الوكالة لا ترى أن استخدام الوقود سيشهد زيادة “كبيرة” بفضل تلك اللقاحات حتى النصف الثاني من العام المقبل.
خفضت وكالة الطاقة الدولية، ومقرها باريس ، والتي تقدم المشورة لمعظم الاقتصادات الكبرى، توقعات الطلب على النفط لهذا الربع بشكل حاد، بمقدار 1.2 مليون برميل يوميًا.
وخلال التعاملات الأوروبية، استقر خام برنت اليوم الخميس بعد ثلاثة أيام من المكاسب وظل دون تغيير عند 43.80 دولار.
في السياق ذاته، قالت الوكالة إن التوقعات المتعثرة للاستهلاك إلى جانب زيادة الإمدادات في أماكن مثل ليبيا، تضع ضغوطا إضافية على منظمة أوبك وحلفائها حيث يستعدون للاجتماع في أقل من ثلاثة أسابيع.
الجدير بالذكر لقد كان تحالف أوبك + بقيادة المملكة العربية السعودية وروسيا يهدف في البداية إلى استعادة بعض الإمدادات التي كانوا يبقونها خارج العرض في بداية العام المقبل، لكنه يركز بشكل متزايد على تأخير الخطوة.
هذا وفي إطار تقريرها الشهري الذي صدر في وقت سابق من اليوم الخميس، قالت وكالة الطاقة الدولية “إن وجود لقاح كوفيد-19 من غير المرجح أن ينقذ سوق النفط العالمية لبعض الوقت، فإن الجمع بين ضعف الطلب وزيادة المعروض النفطي سيزيد من صعوبة الأمر”. وأضافت “ما لم تتغير الأساسيات، فإن مهمة إعادة توازن السوق ستحقق تقدمًا بطيئًا.”
علاوة على ذلك، أفادت الوكالة إنه إذا استمرت أوبك + في زيادة الإمدادات المقررة بنحو مليوني برميل يوميًا في يناير، فسوف يفشل المنتجون في استنفاد مخزونات النفط العالمية خلال الربع الأول.
كما أشارت إلى أن البيانات المتاحة الآن للربع الثالث تعكس تراجع المخزونات بالكاد بمقدار ثلث الكمية المتوقعة، لتهبط بمقدار 800 ألف برميل يوميًا.
كما خفضت تقديراتها لعام 2021 ، وخفضت توقعاتها للربع الأول بمقدار 700 ألف برميل يوميًا ، على الرغم من أن الطلب لا يزال مهيئًا لتحقيق انتعاش قدره 5.8 مليون برميل في المتوسط العام المقبل.
إلى جانب التحدي المتمثل في تدهور الطلب ، يتعين على منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أن تدرك حدوث انتعاش مفاجئ في العرض. وقالت الوكالة إن الإنتاج العالمي قد يرتفع بمقدار مليون برميل يوميا هذا الشهر مع تعافي الولايات المتحدة من اضطرابات الأعاصير ومع استئناف ليبيا الصادرات.
وقالت وكالة الطاقة الدولية إن ليبيا، إحدى دول أوبك الثلاث المستثناة من اتفاق تقييد الإنتاج، ضاعفت الإنتاج ثلاث مرات إلى 450 ألف برميل يوميا الشهر الماضي مع انحسار الاضطرابات السياسية.
وتوقعت الوكالة أنها تضخ الآن أكثر من مليون برميل يوميًا ، ويمكن أن يكون المتوسط أقل بقليل من هذا المستوى في نوفمبر.