ختمت عائدات سندات الخزانة الأمريكية تعاملات الاثنين في الاتجاه الصاعد بعد أن حققت مستويات قياسية جديدة بدفعة من مخاوف حيال إمكانية أن يستمر الفيدرالي في تبني مستويات مرتفعة من الفائدة لفترة طويلة.
وتصاعدت تلك المخاوف منذ إعلان الفيدرالي تثبيت الفائدة وإصدار توقعات رسمية من قبل لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة ترجح إمكانية الاستمرار في رفع الفائدة حتى نهاية هذا العام على الأقل.
كما ألقت تلك التوقعات الضوء على إمكانية الإبقاء على معدلات الفائدة الفيدرالية عند المستويات التاريخية المرتفعة لفترة طويلة.
ورغم تثبيت الفائدة الفيدرالية عند أعلى المستويات في حوالي 22 سنة، جاء خطاب الفيدرالي في بيان الفائدة وتصريحات جيروم باول في المؤتمر الصحفي الذي انعقد إعلان قرارا الفائدة في الجهة التي تصب في صالح توقعات المزيد من رفع الفائدة.
وكانت تلك المخاوف من العوامل التي دفعت بعائدات سندات الخزانة الأمريكية إلى أعلى، مسجلة ارتفاعات جديدة في نهاية اليوم الأول من تعاملات الأسبوع الجديد.
ودفعت التوقعات بفترة طويلة تستمر خلالها الفائدة الفيدرالية في تبني معدلات فائدة مرتفعة المستثمرين إلى بيع ما لديهم من هذه السندات، وهو ما أدى إلى ارتفاع العائد والتأثير سلبا على أداء الأسهم الأمريكية.
ويخشى المستثمرون الاحتفاظ بسندات الخزانة الأمريكية في الفترة المقبلة، مما يؤدي بطبيعة الحال إلى ارتفاع قيمتها وسط معدلات فائدة مرتفعة تاريخية يتبناها الفيدرالي وينعكس سلبا على العائدات في المستقبل نظرا لوجود علاقة عكسية فيما بينهما.
موقف السياسة النقدية للفيدرالي
وبينما كانت الأسواق تثمن قرار الفيدرالي، أظهرت نتيجة تصويت أعضاء لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة، أو ما يعرف بتوقعات الفيدرالي للمسار المستقبلي للفائدة (dot-plot)، رفع الفائدة لمرة واحدة هذا العام ثم خفضها مرتين في 2024 بقيمة أقل ما كان متوقعا في اجتماع يونيو الماضي، وهو ما قد يصل بمعدل الفائدة إلى 5.1%.
وتسمح هذه التوقعات الرسمية لأعضاء اللجنة بإعلان توقعاتهم للمسار المستقبلي للفائدة دون الإعلان عن أسمائهم.
ورجح 12 عضوا من المشاركين في التصويت على المسار المستقبلي للفائدة الفيدرالية أن يتم الرفع الإضافي قبل نهاية هذا العام بينما صوت السبعة الباقين ضد توقع رفع الفائدة مرة واحدة قبل نهاية 2023. وأشارت نتيجة هذا التصويت إلى أن عدد المصوتين ضد الرفع المحتمل في سبتمبر جاء أكثر بصوت واحد مما كان عليه في اجتماع يونيو الماضي.
كما أشارت النتائج أيضا إلى ارتفاع توقعات الفائدة لعام 2025 ليكون متوسط هذه التوقعات 3.9%، مقارنة بـ 3.4% أشارت إليها توقعات يونيو الماضي.
وقال جيروم باول، رئيس مجلس محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي، في المؤتمر الصحفي الذي انعقد عقب إعلان تثبيت الفائدة الأربعاء الماضي إن “التضخم لا يزال بعيدا جدا عن هدف البنك المركزي، ولابد أن نعي أن علينا أن نقطع طريقًا طويلًا حتى نحقق هدف التضخم المحدد بـ2.00%. لكن التوقعات طويلة الأجل للتضخم تبدو مستقرة إلى حدٍ كبيرٍ”.
وشدد على أن الفيدرالي ملتزم بشدة بتحقيق هدف التضخم عند 2.00%، مؤكدا أن “الموقف الحالي للسياسة النقدية الحالية تشديدية إلى حدٍ يضع ضغوطا حادة على النشاط الاقتصادي، والتوظيف، والتضخم”.
وقال باول: “ملتزمون باتباع سياسة نقدية تشديدية بما فيه الكفاية للمساعدة في خفض معدلات التضخم والاستمرار في تطبيقها حتى نعيد التضخم إلى 2.00%”.
وأدى تصاعد التوقعات بمزيد من رفع الفائدة الفيدرالية في الفترة المقبلة إلى تصاعد مخاوف لدى المستثمرين في سندات الخزانة الأمريكية حيال فقد هذه الأوراق المالية السيادية جزء كبير من قيمتها بسبب الارتفاع المستمر في العائدات الذي يأتي مدفوعا بالمزيد من رفع الفائدة الفيدرالية.
وهناك علاقة عكسية بين قيمة سندات الخزانة الأمريكية والعائدات عليها، وهو ما أدى إلى تراجع قيمة السندات بسبب عمليات بيع مكثف تعرضت لها مع انطلاق تعاملات الأسبوع بعد ارتفاع العائدات على السندات المعيارية الأمريكية.