أنهت الأسهم الأمريكية تعاملات الخميس في الاتجاه الصاعد، وهو الارتفاع لجلسة التداول الثانية على التوالي الذي جاء من تفاؤل في الأسواق بشأن انفراجة في أزمة البنوك التي تؤرق المستثمرين في أصول المخاطرة بصفة عامة.
وسارت الأسهم في وول ستريت على خطى الأسهم الأوروبية التي أنهت تعاملاتها هي أيضا بصعود استنادا إلى حالة التفاؤل في الأسواق بسبب قناعة لدى المتداولين بأن القطاع المصرفي على مستوى العالم وصل إلى حالة من الاستقرار علاوة على تصاعد توقعات بتوقف الفيدرالي عن رفع الفائدة بدء من اجتماع مايو المقبل.
وارتفعت الأسهم الأمريكية في جميع القطاعات باستثناء القطاع المالي، إذ فقد أسهم جيه بي مورجان ومورجان ستانلي حوالي 0.3%، و0.1% على الترتيب في حين فقد سهم ويلز فارجو حوالي 1.00%.
وقادت أسهم التكنولوجيا الصعود الحالي للأسهم الأمريكية منذ أكثر من شهر، وهو ما يتضح من المكاسب الشهرية لمؤشري ستاندردز آند بورس500 وناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة، وهو الصعود الذي عوض الخسائر التي تكبدتها أسهم وول بورصة نيويورك بسبب الضغوط التي نتجت أن أزمة البنوك.
ولم يكن صعود أسهم التكنولوجيا وراء صعود الأسهم الأمريكية فقط، إذ أضاف مؤشر ستوكس يوروب600 1.1% في نهاية جلسة الخميس، مما أدى إلى ارتفاع المؤشر الإقليمي إلى أعلى المستويات في أسبوعين.
ويأتي الصعود في الأسهم الأمريكية للجلسة الثانية على التوالي قبل يوم واحد فقط من قراءات التضخم في الولايات المتحدة التي تظهر الجمعة المقبلة – مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأدق والأكثر مصداقية لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي – الذي يتابعه المتداولون في الأسواق باهتمام بالغ التماسا لما قد تتضمنه تلك القراءات من إشارات إلى المسار المستقبلي للفائدة الفيدرالية.
ويتوقع أن يسجل مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي ارتفاعا بـ 5.1% في فبراير، مما يلقي الضوء على تباطؤ في أسعار المستهلك مقارنة بالقراءة المسجلة في الشهر السابق التي أشارت إلى ارتفاع بـ5.4% في يناير الماضي.
وقبيل القراءة، توقعت عضوة مجلس محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي سوزان كولينز أن يرفع الفيدرالي الفائدة بـ 25 نقطة أساس في مايو المقبل، وذلك أثناء مؤتمر ألقت كلمة فيه الخميس. كما أكدت عضوة الفيدرالي أنه لا يزال هناك “الكثير من العمل” الذي على السلطات النقدية القيام به حتى تخفض التضخم إلى هدف الفيدرالي المحدد بـ2.00%.
وختمت الأسهم الأمريكية تعاملات الخميس في الاتجاه الصاعد بدفعة من التحسن في شهية المخاطرة بسبب تفاؤل يسود الأسواق حيل أزمة البنوك وما يظهر من تطورات إيجابية على صعيد هذه الأزمة.
وحققت الأسهم الأمريكية ارتفاعات معتدلة منذ مستهل التعاملات الأمريكية، إذ ارتفع داو جونز بأقل من 0.1% أو 23 نقطة مستقرا عند 32742 نقطة.
وارتفع ستاندردز آند بورس500 وناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة إلى 4043 نقطة و12003 نقطة بعد إضافة حوالي 0.5% و0.7% على الترتيب.
وتستمر الجهود الرسمية وغير الرسمية على صعيد الحد من اتساع نطاق أزمة البنوك، مما أدى إلى ظهور توقعات لدى المستثمرين بأن الأزمة القطاع المصرفي على مستوى العالم بدأ يستقر بعد الاضطرابات التي سبتها تلك الأزمة.
وتراجعت عائدات سندات الخزانة الأمريكية في ختام التعاملات في وول ستريت نظرا لبعض العوامل ذات الصلة بالمسار المستقبلي للفائدة الفيدرالية.
وتراجعت عائدات السندات الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى 3.552% مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 3.573%. وارتفعت العائدات إلى أعلى مستوى لها في جلسة الخميس عند 3.598% مقابل أدنى المستويات الذي سجل 3.537%.
وسيطرت على الأسواق توقعات بأن الفيدرالي قد يتوقف عن رفع الفائدة في اجتماع مايو المقبل، وهي التوقعات التي تتصاعد منذ أن ظهر ميل في بيان الفيدرالي وتصريحات رئيس البنك المركزي جيروم إلى التوقف عن التشديد الكمي.
وهناك علاقة طردية بين الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي وعائدات سندات الخزانة الأمريكية، وهو ما دفع العائدات في الاتجاه الهابط بعد تراجع توقعات رفع الفائدة وتصاعد تكهنات في الأسواق بتوقف البنك المركزي عن التشديد الكمي.