يتراجع النفط منذ مستهل التعاملات اليومية الأربعاء متأثرا بارتفاع في المخزونات الأمريكية من النفط الخام وعمليات جني أرباح قام بها مستثمرون استغلالا للارتفاعات التي حققتها عقود النفط في الفترة الأخيرة.
وتراجعت العقود الآجلة للنفط الأمريكي إلى 73.70 دولار للبرميل مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 74.13 دولار للبرميل. وهبطت عقود الخام الأمريكي إلى أدنى مستوى لها في يوم التداول المنقضي عند 73.64 دولار مقابل أعلى المستويات الذي سجل 75.34 دولار للبرميل.
وسجلت مخزونات النفط الأمريكية ارتفاعا بـ 939 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في 15 ديسمبر الجاري مقابل القراءة المسجلة الأسبوع السابق التي سجلت هبوطا بـ2.349- مليون برميل.
وحققت العقود الآجلة للنفط بنوعيها مكاسب كبيرة في الفترة الأخيرة استغلال لتصاعد مخاوف اتساع نطاق التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط بسبب الهجمات التي شنتها جماعة الحوثي اليمينة على سفن وحاويات تجارية في منطقة مضيق باب المندب احتجاجا من قبل الجماعة على استمرار الهجوم الإسرائيلي على غزة.
كما يزداد عدد شركات النقل البحري الكبرى التي أعلنت تغيير مسار سفنها التجارية إلى طريق رأس الرجاء الصالح بعد أن وصفت مسار التجارة العالمي من الخليج العربي إلى قناة السويس مرورا بمضيق باب المندب بأنه مسار تسوده “أوضاع أمنية بالغة الخطورة”، وهو ما ألقى بظلال سلبية على مدى ما يتوافر من الأمن والسلامة الواجب توافرهما لتأمين نقل النفط من دول الخليج إلى باقي أنحاء العالم.
وأعلنت الولايات المتحدة تشكيل قوة دولية لحماية الملاحة في البحر الأحمر في إطار تحالف أطلقت علي اسم “حارس الازدهار”، والذي يستهدف حماية مسار التجارة العالمية عبر مضيق باب المندب.
ويتزايد عدد الشركات المشغلة لحاويات النقل البحري التي بدأت تغيير مسار صفنها بعيد عن مضيق باب المندب الذي شهد عددا من الهجمات استهدفت سفنا وحاويات تجارية، وهي الهجمات التي أعلنت جماعة الحوثي اليمينة أنها تشنها على السفن التي تربطها بإسرائيل صلة احتجاجا على القصف الإسرائيلي لغزة.
وكانت مجموعة “AP Møller-Maersk”، المشغلة لثاني أكبر أسطول حاويات بحرية على مستوى العالم، هي الاسم الأحدث الذي انضم إلى قائمة شركات النقل البحري التي أعلنت تغيير مسارها التجاري إلى طريق رأس الرجاء الصالح، مما يتطلب دوران الحاويات البحرية المتجهة من منطقة الخليج ومياه الشرق الأوسط بصفة عامة حول أفريقيا أثناء اتجاهها إلى الولايات المتحدة وأوروبا.
ورغم ارتفاع تكلفة الرحلات في هذا المسار وقطع مسافات طويلة للغاية مقارنة بالمسار التقليدي عبر مضيق باب المندب، إلا أن تلك الشركات تفضل ارتفاع التكلفة وبعد المسافة على أن تقع فريسة لما وصفته بأنه “وضع أمني بالغ الخطورة”.
وقالت المجموعة العملاقة في قطاع النقل البحري في بيان صدر في هذا الشأن: “أثارت الهجمات التي تعرضت لها حاويات تجارية في هذه المنطقة أثارت انزعاجنا وألقت الضوء على خطر كبير على أمن وسلامة البحارة. وقد اتخذنا هذا القرار لضمان سلامة طواقمنا وسفننا وبضائع عملائنا”.
وكشفت البيانات التي نشرها موقع “MariTrace”، المتخصص في شؤون النقل البحري، عن أن 201 سفينة فقط تبحر في البحر الأحمر يوم الثلاثاء أي تتخذ الطريق من وإلى قناة السويس، وهو المسار الذي أحدث تغييرات هامة في طرق التجارة الدولية منذ شن روسيا الحرب على أوكرانيا منذ حوالي عامين. وجاءت هذا العدد من السفن التي لم تغير مسارها بعيدا عن البحر الأحمر أقل مقارنة بـ330 سفينة أبحرت في المنطقة الشهر الماضي.