نور تريندز / التقارير الاقتصادية / لماذا تخشى وول ستريت رفع الفائدة؟
وول ستريت
وول ستريت

لماذا تخشى وول ستريت رفع الفائدة؟

أنهت أسواق المال العالمية تعاملات الفترة الأمريكية على حالة من السلبية بسبب تصاعد مخاوف حيال إمكانية أن تعيق جهود السياسة النقدية لدى البنوك المركزية الرئيسية مسيرة النمو العالمي في الفترة المقبلة.

ولم يقتصر أثر تلك المخاوف على ضرب أًول المخاطرة فقط، إذ امتد لأهم أصول الملاذ الآمن، مما أدى إلى تراجع الدولار الأمريكي في نهاية يوم التداول الجاري. 

وتراجعت الأسهم الأمريكية بعد أن بدأت الأسواق في التركيز على الآثار السلبية التي قد تنتج عن رفع الفائدة والتشديد الكمي، وهي الملامح المميزة للسياسة النقدية حول العالم في الفترة المقبلة استنادا إلى ما يخرج من تصريحات من أورقة الفيدرالي وغيره من البنوك المركزية الرئيسية. 

ورجح المستثمرون أن رفع الفائدة قد يدفع بالاقتصاد العالمي في اتجاه الانكماش نتيجة لصدمة قد تتعرض لها الأسواق في الفترة المقبلة بسبب سرعة الوتيرة التي يتم بها رفع الفائدة. 

ومن الطبيعي أيضا أن ترتفع تكلفة الاقتراض مع كل رفع للفائدة، وهو ما يحد من قدرة الشركات على الاقتراض، ومن ثم يقلص فرص توسعها ونموها في الفترة المقبلة.

ومن دون شك، يؤدي تراجع العوامل المساعدة على نمو الشركات وتوسعها، في مقدمتها ارتفاع تكلفة الإقراض، إلى أثر سلبي على النمو العالمي قد يصل إلى حد الدفع بالعالم في اتجاه الانكماش.

الدولار الأمريكي

كان من الطبيعي أن تتراجع الأسهم الأمريكية وسط مخاوف النمو العالمي، لكن الغريب هو ما تعرض له الدولار الأمريكي من هبوط كان من المفترض أن ترى الأسواق مشهدا معاكسا له تماما.

لكن بالنظر إلى الصورة الأكبر، نرى أن هناك مبررات منطقية لهبوط الدولار الثلاثاء تتمثل في عوامل فنية وأخرى ذات صلة بوضعية العملة الأمريكية بين أصول الملاذ الآمن.

يشير النوع الأول من العوامل التي أدت إلى ضعف الدولار الأمريكي في نهاية التعاملات اليومية الثلاثاء إلى وصول العملة إلى مرحلة من التشبع الشرائي التي انتهت إلى أن يعكس المستثمرون اتجاه التعاملات إلى بيع عملة الملاذ الآمن الأولى على مستوى العالم، مما أدى إلى هبوطها. 

ويشير النوع الثاني من العوامل إلى أن الدولار اختار القيام بدور العملة التي تمثل أكبر اقتصادات العالم، وهو ما جعلها تهبط تأثرا بتوقعات وتكهنات تراجع النمو العالمي التي تصاعدت على مدار اليوم. 

وأنهت الأسهم الأمريكية تعاملات الثلاثاء في الاتجاه الهابط بسبب مخاوف تصاعدت حيال الأثر السلبي المتوقع لرفع الفائدة واتجاهات السياسة النقدية حول العالم على النمو. 

كما أثار القلق في الأسواق أيضا تحذيرات من شركة تارجت العالمية للملابس من إمكانية تراجع أرباحها وتأكيد الشركة أنها تقلل من مخزوناتها من خلال إلغاء الطلبيات وطرح تخفيضات كبيرة على منتجاتها. وتحاول الشركة إفراغ مقارها ومنافذ البيع الخاصة بها من المخزونات لإفساح المجال أمام منتجات جديدة. 

وتراجعت مؤشرات بورصة نيويورك بواقع 0.25% لداو جونز الصناعي، ونفس النسبة لستاندردز آند بورس500 للصناعات التكنولوجية الثقيلة، و0.2% لناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة. 

واستقر داو جونز الصناعي، وستاندرز آند بورس500، وناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة في الاتجاه الهابط عند 32846 نقطة، و4112 نقطة، و12042 نقطة على الترتيب. 

وهبط مؤشر الدولار، الذي يرسم صورة واضحة لأداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية، إلى 102.36 نقطة مقابل الإغلاق اليومي الماضي عند 102.44 نقطة. 

وارتفع المؤشر إلى أعلى المستويات على مدار يوم التداول الجاري الثلاثاء عند 102.84 نقطة مقابل أدنى المستويات الذي سجل 102.31 نقطة. 

وتتصاعد مخاوف حيال إمكانية تراجع النمو العالمي في الفترة المقبلة نتيجة لرفع البنوك المركزية على مستوى العالم معدلات الفائدة لمواجهة الارتفاع الحاد لمعدلات التضخم، وهو ما قد ينعكس سلبا على أداء الاقتصاد في جميع أنحاء العالم. 

تحقق أيضا

النفط

عوامل قد تؤدي إلى المزيد من هبوط أسعار النفط

ظهرت بعض العوامل في أسواق النفط العالمية من شأنها أن تؤجج هبوط الأسعار في الفترة …