حققت البيتكوين ارتفاعا ملحوظا في الساعات الأولى من تعاملات الأربعاء مدفوعة بتطورات إيجابية على صعيد قطاع العملات الرقمية والبلوكتشاين علاوة على التحسن في البيانات الأمريكية بعد ظهور دفعة إيجابية من البيانات الاقتصادية.
لكن هذا الارتفاع لم يدم طويلا، إذ عاودت العملة المشفرة الأوسع انتشارا على مستوى العالم الهبوط بعد أن ركزت الأسواق على عدة سلبيات قد تستمر في محاصرة شهية المخاطرة في الفترة المقبلة.
وختمت البيتكوين تعاملات الأربعاء في الاتجاه الهابط بخسائر بلغت 0.5% رغم توافر عوامل إيجابية من شأنها أن تدعم العملة في الاتجاه الصاعد.
وتراجعت البيتكوين إلى 21372 دولار للوحدة مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 21520 دولار للوحدة. وارتفعت العملة المشفرة الأوسع انتشارا على مستوى العالم إلى أعلى مستوى لها في يوم التداول الأربعاء عند 21892 دولار مقابل أدنى المستويات الذي سجل 21142 دولار.
وكان ارتفاع العملات المشفرة على مدار يوم التداول مدفوعا بأنباء إيجابية عن مشروعات جديدة في قطاع العملات الرقمية وتكنولوجيا البلوكتشاين.
تطورات إيجابية
عقدت شركة ماستر كارد، المشغلة لبطاقات الائتمان التي تحمل نفس الاسم، شراكة مع منصة بينانس، أكبر منصة لتداول العملات المشفرة، تستهدف الوصول بهذا النوع من العملات لتحتل مكانا بارزا بين طرق الدفع في المتاجر الرئيسية في مختلف القطاعات.
وتتضمن الشراكة تعاون بين الشركتين يستهدف تمكين المستهلكين من استخدام ممتلكاتهم من العملات المشفرة في السداد مقابل مشترياتهم من أكثر من 90 مليون متجر تقبل السداد ببطاقات ماستر كارد.
ومن المقرر أن يبدأ عمل هذه الشراكة في الأرجنتين كبداية مع البدء في التوسع عالميا بعد ذلك، إذ قال الرئيس التنفيذي لماستر كارد مايكل مايباخ: “يمكننا أن نصل إلى الاستغلال الأمثل لتقنية البلوكتشاين عندما نجعل الوصول إليها أسهل واستخدامها أسهل”.
وارتفعت العملة المشفرة الأكبر من حيث حجم التعاملات بواقع 4.6% قبل أن تعاود الهبوط مرة ثانية في حين أضافت عملات مشفرة أقل أهمية (ألتكوينز) مكاسب بحوالي 0.9%، أبرزها الدوجكوين التي حققت ارتفاعا بواقع 4.4% حتى منتصف التعاملات الأربعاء، لكنها تراجعت مرة ثانية بختام التعاملات اليومية.
وارتفع إجمالي حجم التعاملات في سوق العملات المشفرة في نهاية تعاملات الأربعاء بواقع 2.2% إلى 1.03 ترليون دولار.
ونرجح أن العملات المشفرة عكست اتجاهها بسبب هشاشة الاتجاه الصاعد الذي كانت فيه والافتقار إلى الزخم الشديد اللازم للاستمرار في الصعود.
وتأتي هذه الهشاشة من العلاقة بين البيتكوين ومؤشر ستاندردز آند بورس500 الذي تعرض لهبوط حاد في الفترة الأخيرة بسبب الكثير من العوامل السلبية التي تسيطر الأسواق.
ويستمر المستثمرون في أسواق المال في تبني حالة من الحذر بسبب مخاوف الركود، تصاعد الضغوط التضخمية إلى حدٍ كبيرٍ، رفع معدلات الفائدة، والتوترات الجيوسياسية التي تتصاعد في شرق أوروبا وبين الولايات المتحدة والصين.
وتراجع مؤشر الخوف والطمع للعملات المشفرة بواقع ثلاث نقاط إلى 25 نقطة الأربعاء ليتحول من “الخوف” إلى “الخوف الشديد”.
وهناك عوامل أخرى تقف وراء هشاشة الاتجاه الصاعد للبيتكوين، أبرزها أن العملة المشفرة الأوسع انتشارا على مستوى العالم لم تتحول بعد إلى أصل من الأصول التي يمكن التحوط بها ضد آثار التضخم المرتفع.
كما قد يكون من بين العوامل المسببة لتقلبات شديدة في تعاملات الأصول الرقمية أننا في موسم العطلات الصيفي، مما يقل من فرص حدوث أي تحركات هامة في سوق العملات المشفرة بصفة عامة.