نور تريندز / التقارير الاقتصادية / لماذا ازدادت قوة مخاوف الركود في الفترة الأخيرة؟
عائدات السندات الأمريكية تحوم حول أعلى مستوياتها في عام
عائدات السندات الأمريكية

لماذا ازدادت قوة مخاوف الركود في الفترة الأخيرة؟

دقت عائدات سندات الخزانة الأمريكية ناقوس الخطر في الأسواق، منذرة باقتراب الاقتصاد الأمريكية من الركود وسط ترجيح إمكانية دخول الاقتصاد بالفعل في تلك الحالة. 

وظهر منحنى العائد المقلوب أثناء تعاملات الثلاثاء بعد أن تقلص الفارق بين عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات ونظيراتها لأجل سنتين، وهو ما يُعد من أهم وأدق المؤشرات على اقتراب اقتصاد الولايات المتحدة من الركود، أو قد يكون قد دخل في الركود بالفعل. 

وجاء ذلك وسط مخاوف ركود تسيطر على الأسواق في الفترة الأخيرة، مما أدى إلى تراجع حاد في تعاملات أصول المخاطرة، في مقدمتها الأسهم العالمية.

كما تعززت تلك المخاوف بعد ظهور بيانات التضخم الأمريكية التي ألقت الضوء على ثبات في معدل التضخم في أسعار المستهلك الأمريكي، لكنه توقف الشهر الماضي عند أعلى المستويات في أكثر من 40 سنة. 

وظهرت دفعات من البيانات السلبية ألقت الضوء على ضعف في أداء القطاعات التصنيعي والخدمي والإنشائي في الولايات المتحدة في الفترة الأخيرة. 

يُذكر أن الأوضاع الطبيعية للسوق تتضمن ارتفاع عائدات سندات الخزانة الأمريكية طويلة الأجل إلى مستويات تفوق العائدات على السندات متوسطة وقصيرة الأجل. 

لكن تعاملات الثلاثاء شهدت ظهور منحنى العائد المقلوب عقب إظهار عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل سنتين ارتفاعا إلى مستويات تفوق عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات. 

وارتفعت عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل سنتين إلى 2.836%، مما يشير إلى ارتفاع بأقل من 0.1%، لكنه أدى إلى صعودها إلى مستويات أعلى من عائدات السندات لأجل عشر سنوات. 

وسجلت عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات ارتفاعا إلى 2.831% مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 2.805%. وبلغت عائدات السندات الأمريكية لهذا الأجل أدنى مستوى لها في جلسة الثلاثاء عند 2.805% مقابل أعلى المستويات الذي سجل 2.839%. 

ومن المرجح أن معنويات المستثمرين في أسواق المال أو ما يُعرف باتجاهات المخاطرة هي المسؤول الأول عن ظهور منحنى العائد المقلوب بينما تستقر عائدات سندات الخزانة الأمريكي لأجل عشر سنوات تحت مستوى 3.00%.

وتكمن أهمية منحنى العائد في أنه يلقي الضوء على الفارق بين تكلفة الأموال في البنوك وما يمكن أن يتحقق من أرباح لتلك البنوك حال إقراض أو استثمار الأموال. فإذا أشارت حسابات منحنى العائد إلى أن تلك الأرباح سوف تكون ضئيلة، فمن المؤكد أن يشهد نشاط الإقراض تدهورا يؤدي إلى تباطؤ في القطاع المصرفي، ومن ثم يقترب الاقتصاد من الركود. 

ويأتي هبوط عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى المستويات الحالية بعد الارتفاعات الحادة التي بلغت بها 3.5% في منتصف يونيو الماضي، لكنها تراجعت مرة ثانية إلى مستويات قريبة من 2.78% أي دون مستوى العائدات على سندات الخزانة الأمريكية لأجل سنتين، مما أدى إلى انقلاب منحنى العائد. 

واعتمدت عائدات السندات لأجل عشر سنوات في رحلة الصعود الحاد على تصاعد توقعات رفع الفائدة منذ بداية العام الجاري، لكنها عادت إلى الاتجاه الهابط بعد تركيز المستثمرين على الأوضاع الاقتصادية التي أصبحت تميل إلى الركود. 

وتعتبر السندات لأجل عشر سنوات هي سندات الخزانة الأمريكية المعيارية لتأثيرها المباشر على الفائدة على الرهون العقارية وغيرها من معدلات الفائدة على الإقراض، لكن عائدات السندات لأجل سنتين ترتبط أكثر في تحركاتها بتحركات الفيدرالي فيما يتعلق بمعدل الفائدة الأساسي. 

ورغم أن منحنى العائد المقلوب يُعد من المؤشرات الواضحة على الركود، يحتاج الكثير من مشاركي السوق والخبراء لرؤية هذا الوضع المقلوب لمنحنى العائد مستمر لفترة أطول قبل استيعاب توقعات الركود. 

تحقق أيضا

الفيدرالي

هل يفاجئ الفيدرالي الأسواق أثناء الحديث عن مستقبل السياسة النقدية؟

الأسواق تتوقع خفضًا للفائدة بـ25 نقطة أهمية تصريحات باول تتجاوز أهمية قرار الفائدة بيانات نفقات …