كيف يتعامل الذهب مع بيانات التوظيف الأمريكية

أنهى الذهب تعاملات الأربعاء بخسائر بعد تحقيق ارتفاعات ملحوظة في الجلستين الماضيتين، وهو ما جاء نتيجة لضغط من ارتفاع الدولار الأمريكي مستفيدا من تدهور شهية المخاطرة في الأسواق.

كما أسهم ارتفاع عائدات سندات الخزانة الأمريكية أيضا في الهبوط الذي تعرض له المعدن النفيس نظرا للعلاقة العكسية القائمة بين تلك العائدات والذهب.

وتراجعت الأسهم الأمريكية في ختام التعاملات الأربعاء متأُثرة بقرار مجموعة أوبك+ خفض الإنتاج بواثع 2 مليون برميل، مما سلط الضوء على مخاوف تراجع الطلب على النفط بسبب تباطؤ الاقتصاد.

وهبط مؤشر داو جونز الصناعي إلى 30137 نقطة بعد خسائر بحوالي 176 نقطة أو 0.6%. وتراجع أيضا مؤشر ستاندردز آند وبرس500 إلى 3759 نقطة بعد أن فقد المؤشر حوالي 32 نقطة أو 0.9%. وبلغت خسائر ناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة 140 نقطة أو 1.3%، مستقرا عند  11040 نقطة.

واتفقت لجنة المراقبة الوزارية المشتركة (JMMC) التابعة لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا، المعروفين مجتمعين باسم أوبك +، على خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميًا، حسبما ذكرت رويترز نقلاً عن مصادر.

ورغم التحسن الكبير في أداء الأسهم الأمريكية على مدار الجلستين الماضيتين استنادا إلى بيانات التوظيف الإيجابية، تمكنت الأنباء السلبية عن خفض إنتاج أوبك+ من النفط من التأثير سلبا على الأسواق بسبب تركيزها على مخاوف تراجع الطلب بسبب تباطؤ الاقتصاد في المرحلة المقبلة.

وتمكن الدولار الأمريكي من الصعود منذ إصدار مؤشر التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية في الولايات المتحدة الصادر عن إدارة المعالجة الإلكترونية للبيانات (ADP)، والتي ألقت الضوء على تحسن فاق توقعات الأسواق.

ويتعافى الدولار الأمريكي مستفيدا من تراجع في شهية المخاطرة في أسواق المال العالمية بعد قرار أوبك خفض الإنتاج الذي أثار مخاوف تراجع الطلب على الخام الأسود عالميا.

وارتفع مؤشر الدولار، الذي يوفر تقييما لأداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية، بحوالي 1.35% من1 مستهل التعاملات في وول ستريت مستقرا عند 111.44 نقطة مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 110.07 نقطة.

وهبط المؤشر إلى أدنى مستوى له في يوم التداول الجاري عند 110.00 نقطة مقابل أعلى المستويات الذي سجل 111.74 نقطة.

وكانت العملة الأمريكية قد تعرضت لضغوط في الاتجاه الهابط على مدار يومي التداول الماضيين بسبب وصولها إلى حالة من التشبع الشرائي وتحسن شهية المخاطرة في الأسواق.  

وأظهرت عائدات سندات الخزانة الأمريكية تماسكا في ختام تعاملات الأربعاء بدفعة من استمرار التوقعات بالمزيد من ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة والإصرار من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي على الاستمرار في رفع الفائدة في الفترة المقبلة.

ولم تتحرك عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات من المستوى  3.757% في ختام التعاملات اليوميةن وهو نفس الرقم المسجل في نهاية تعاملات الثلاثاء الماضي.

وتتوالى في الظهور بيانات إيجابية، في مقدمتها بيانات التوظيف الأمريكية التي أشارت إلى ارتفاع معدل نمو الوظائف في الولايات المتحدة في سبتمبر الماضي، وهو التحسن الذي يبرر للفيدرالي المزيد من رفع الفائدة في الفترة المقبلة.  

وسجل المؤشر ارتفاعا بـ 208 ألف وظيفة في سبتمبر الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 185 ألف وظيفة، وهو ما جاء أعلى من توقعات السوق التي أشارت إلى ارتفاع بواقع 200 ألف وظيفة.

ومما لا شك فيه أن أي تحسن في البيانات الأمريكية، خاصة بيانات التوظيف، يدعم موقف الفيدرالي الذي يميل إلى المزيد من رفع الفائدة الفيدرالية في المرحلة المقبلة، إذ يستهدف البنك المركزي كبح جماح النمو والسيطرة على التحسن المستمر في أوضاع سوق العمل كأحد أدوات مكافحة الارتفاع الحاد في معدل التضخم.

ويتوقع أن ترتفع قراءة مؤشر التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية الأمريكية بواقع 250 ألف وظيفة مقابل ارتفاع أكبر سجلته القراءة السابقة بواقع 316 ألف وظيفة.

وحال ظهور البيانات الأهم على مدار الشهر – التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية في الولايات المتحدة (NFP) – متوافقة مع توقعات السوق أو جاءت بأرقام أكبر، ففي هذه الحالة قد نشاهد استمرار لضعف العقود الآجلة للذهب.

على النقيض من ذلك، إذا تراجعت بيانات التوظيف عن الأرقام التي تشير إليها توقعات السوق قد نرى ارتدادا إيجابيا في الاتجاه الصاعد للمعدن النفيس.