ظهرت دفعات من البيانات الاقتصادية الثلاثاء، متضمنو مجموعة من أهم القراءات التي من شأنها أن ترسم صورة واضحة لأداء أغلب القطاعات الاقتصادية الرئيسية في دول الاقتصادات الرئيسية حول العالم. وكانت تلك البيانات سلبية إلى حدٍ جدد مخاوف انزلاق الاقتصاد العالمي في الركود في الفترة المقبلة.
وألقت مجموعة مؤشرات مديري المشتريات في الصين، والاتحاد الأوروبي، والمملكة المتحدة، علاوة على بيانات أوروبية هي المحرك الأساسي للأصول المتداولة في أسواق المال العالمية على مدار تعاملات اليوم الثاني من تعاملات أسبوع التداول الجاري.
واستأثر القطاع الخدمي بالجزء الأكبر من التأثير على حركة السعر وتحديد وجهة الكثير من الأصول المتداولة في الأسواق حتى ختام التعاملات الأمريكية الثلاثاء، وذلك لما يمثله هذا القطاع من نصيب الأسد في أي من الاقتصادات العالمية وحجم الناتج الإجمالي المحلي بها.
المستفيد الأكبر
كان الدولار الأمريكي هو المستفيد الأكبر من البيانات الاقتصادية التي ظهرت الثلاثاء، إذ لم يقتصر فقط على الاستفادة من تدهور شهية المخاطرة الناتج عن تصاعد مخاوف الركود العالمي، إذ استفاد أيضا من بعض البيانات الأمريكية السلبية التي ألقت الضوء على تراجع كبير في أحد القطاعات الرئيسية في أكبر اقتصادات العالم.
وارتفع الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوياته في ستة أشهر الثلاثاء بدفعة من تراجع قطاع الصناعة في الولايات المتحدة إلى مستويات تثير القلق علاوة على ظهور دفعات من البيانات الصينية والأوروبية ألقت الضوء على احتمال دخول الاقتصاد العالمي في ركود في الفترة المقبلة.
وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية، إلى 104.73 نقطة مقابل المستوى المسجل في إغلاق جلسة التداول الماضية عند 104.24 نقطة. وهبط المؤشر إلى أدنى مستوى له في يوم التداول الماضي عند 104.11 نقطة مقابل أعلى المستويات الذي سجل 104.91 نقطة.
الخاسر الأكبر
كان الخاسر الأكبر على مدار يوم التداول الحافل بالبيانات الاقتصادية الهامة – التي ألقت الضوء على تدهور القطاع الخدمي في عدد من دول الاقتصادات الرئيسية – وهو ما جاء نتيجة ضغوط تعرض لها المعدن النفيس جراء ارتفاع الذهب.
رغم تراجع شهية المخاطرة في الأسواق، لم يتمكن الذهب من تحقيق أي مكاسب من مخاوف الركود نظرا لاستئثار الدولار الأمريكي بالقدر الأكبر من تدفقات الملاذ الآمن بعد أن أقبل عليه وعلى أصوله المستثمرون تحوطا لرؤوس أموالهم من التقلبات المحتملة في أسواق المال.
وكان الجزء الأكبر من الضغط الذي ولده ارتفاع الدولار الأمريكي يقع على كاهل المعدن النفيس الذي تراجعت عقوده الآجلة إلى 1925 دولار مقابل الإغلاق المسجل في نهاية جلسة الاثنين الماضي عند 1938 دولار. وارتفع المعدن النفيس إلى أعلى مستوى لها على مدار يوم التداول الجاري عند 1938 دولار مقابل أدنى المستويات الذي سجل 1925 دولار.
تدهور القطاع الخدمي
هبط مؤشر مديري المشتريات المركب الألماني الصادر عن بنك هامبورج التجاري إلى 44.6 نقطة في أغسطس الماضي مقابل القراءة المسجلة الشهر السابق عند 44.7 نقطة، وهو ما جاء أدنى من التوقعات التي أشارت إلى نفس القراءة الفعلية المسجلة في يوليو الماضي.
ولم يشهد مؤشر مديري المشتريات الخدمي الألماني الصادر عن بنك هامبورج التجاري، متوقفا عند نفس المستوى المسجل في القراءة السابقة التي سجلت 47.3 نقطة.
وهبط مؤشر كايكسن لمديري المشتريات الخدمي الصيني إلى 51.8 نقطة في أغسطس الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 54.1 نقطة، مما ألقى الضوء على تباطؤ محتمل في أداء هذا القطاع الهام من قطاعات الاقتصادي في الصين التي تحتل المركز الثاني بين أكبر اقتصادات العالم.
ورغم ارتفاع مؤشر مديري المشتريات الخدمي البريطاني إلى 49.5 نقطة في أغسطس الماضي، إلا أن المؤشر لا يزال دون مستوى 50 نقطة أي أنه لا يزال في المنقطة التي تلقي الضوء على استمرار انكماش القطاع الخدمي.